هدد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي باستئناف العمليات البحرية ضد إسرائيل، ما لم تتراجع عن قرارها بمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة خلال أربعة أيام.وقال الحوثي في بيان مصور نشره حساب الحركة على تليغرام: "سنعطي مهلة أربعة أيام للوسطاء (في محادثات إطلاق النار) فيما يبذلونه من جهود لدخول المساعدات إلى غزة".
وأوضح في بيانه أنه حال استمرار إسرائيل بعد المهلة في منع دخول المساعدات الإنسانية والإغلاق التام للمعابر، "فإننا سنعود لاستئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي"، مضيفاً "نقابل الحصار بالحصار".
وثمّنت حركة حماس القرار اليمني، واصفة إياه بـ"القرار الشجاع"، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف "جريمة التجويع" التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية، كما طالبت حماس الدول العربية باتخاذ "خطوات فاعلة لكسر الحصار".
وكانت الجماعة اليمنية قد شنت حوالي 100 هجمة على سفن شحن تجارية منذ اندلاع الحرب في غزة، وهي الهجمات التي قال الحوثيون إنها جاءت تضامناً مع الفلسطينيين أثناء الحرب.
وتوقفت تلك الهجمات في يناير/ كانون الثاني الماضي بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين حماس وإسرائيل، بعد فترة شهدت غرق سفينتين واحتجاز أخرى وقتل أربعة من البحارة، في هجوم تسبب في اضطرابات في نشاط الشحن الدولي، ما دفع شركات الشحن إلى تغيير مسارها لتقطع رحلات أطول من حيث المسافة وأعلى تكلفة حول المنطقة الجنوبية من القارة الأفريقية.
وهددت جماعة الحوثي، التي تسيطر على أغلب الأراضي اليمنية، في فبراير/شباط الماضي بأنها سوف تتخذ إجراءً عسكرياً إذا حاولت الولايات المتحدة وإسرائيل تهجير الفلسطينيين قسرياً من غزة.
وفي الثاني من مارس/ آذار الجاري، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع وسط تصاعد الخلاف حول إطلاق النار بينما تدعو حماس الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.
من ناحية أخرى، قالت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر إن وفداً من قيادات حركة حماس وصل إلى القاهرة لبحث إجراءات تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة، ودفع المفاوضات للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأوضحت الهيئة في بيان، الجمعة، أن الاتصالات المصرية المكثفة مستمرة بالتعاون مع الجانبين القطري والأمريكي، مع الأطراف المعنية، من أجل توفير الضمانات اللازمة للانتقال للمرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جدير بالذكر أن كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، نشرت الجمعة مقطعاً مصوراً قالت إنه يُظهر أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها في قطاع غزة يُدعى "متان أنغرست"، وهو يقول إن "الطريق الوحيد" لإعادة المحتجزين في القطاع هي "صفقة التبادل والانتقال للمرحلة الثانية".
وخاطب المتحدث في المقطع الإسرائيليين، قائلاً "أطلب منكم جميعا النزول إلى الشارع وعدم التخلي عنا"، وفقاً لمراسل بي بي سي لشؤون غزة عدنان البرش.
تبنت منظمة التعاون الإسلامي الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين من أجل مواجهة المقترح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً بشأن مستقبل القطاع.
وأعلن الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه، أثناء الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء الذي انعقد في جدة بالسعودية: "دعم الخطة العربية" لإعادة إعمار غزة، محذراً في كلمته الافتتاحية من "خطورة الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية المرفوضة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين".
وأكد طه على دعم خطة إعادة الإعمار لقطاع غزة، التي اعتمدتها القمة العربية الثلاثاء الماضي، "مع التمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء في أرضه، لما تشكله من رؤية مشتركة وواقعية تستوجب من الجميع حشد الدعم المالي والسياسي اللازمين لتنفيذها، في إطار مسار سياسي واقتصادي متكامل لتحقيق رؤية حل الدولتين".
وفي ختام القمة الطارئة للمنظمة، دعا القادة العرب إلى توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة "منظمة التحرير الفلسطينية"، كما رحب البيان الختامي بـ"القرار الفلسطيني بتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية للعودة إلى غزة".
وحذر القادة العرب من أي محاولات "آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، مؤكدين أنها تشكل "تهديداً للسلام في الشرق الأوسط".
وأكد البيان الختامي أن السلام يظل الخيار الاستراتيجي للدول العربية، ويقوم على رؤية حل الدولتين كسبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وشدد القادة العرب على ضرورة استكمال وقف إطلاق النار في غزة، رغم التحديات التي يواجهها، لما له من أهمية في الحد من التصعيد وحماية المدنيين.
بعد الاجتماع، أشاد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بتبني اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الخطة العربية، قائلاً إن الخطوة المقبلة هي أن "تكون الخطة خطة دولية، من خلال تبني الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية كاليابان وروسيا والصين وغيرهم للخطة".
كانت مسودة الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة قد كشفت عن خطة شاملة تهدف إلى تحقيق التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، على أن تجرى العملية بقيادة فلسطينية لضمان بقاء السكان في أراضيهم، وتخفيف معاناتهم الإنسانية، ومعالجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والاقتصاد والمجتمع في القطاع.
وتشمل الخطة المصرية، وفق المسودة التي اطلعت عليها بي بي سي في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع، تقييماً شاملاً لتأثير الصراع على سكان غزة والبنية التحتية والخدمات الأساسية، مع تحديد الاحتياجات الضرورية لإعادة الإعمار وتحفيز التعافي الاقتصادي والاجتماعي.
وتؤكد أن مسار إعادة الإعمار سيكون ملكاً للشعب الفلسطيني، دون أي إعادة إسكان الفلسطينيين خارج القطاع، مع التأكيد على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد قالت الخميس إن الخطة المصرية بشأن غزة "لا تلبّي تطلعات" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن "الشعب الفلسطيني في غزة عانى الأمرّين، وقد يزداد الوضع سوءاً إذا لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في إنهاء الحرب، وتخفيف المعاناة، وضمان تحقيق سلام دائم".
وأشار غوتيريش إلى أن هناك "بارقة أمل" ظهرت من خلال وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والسجناء، مؤكداً ضرورة "مواصلة المفاوضات للوصول إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين والسجناء الفلسطينيين، وضمان معاملتهم بكرامة وإنسانية".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
عبد الملك الحوثي يقول أن القصف الإسرائيلي على اليمن لن يثنينا عن مناصرة غزة
مسيرات حاشدة في اليمن تأكيدًا على الدعم المستمر لفلسطين والرفض القوي للعدوان
أرسل تعليقك