دعت جبهة الإصلاح في مجلس النواب العراقي٬ خلال جلسة البرلمان الـ21، المنعقدة الثلاثاء٬ إلى سحب السفير العراقي من تركيا، وقطع العلاقات مع أنقرة٬ وطرد السفير التركي من بغداد. ودعا البيان، الذي تلاه النائب أحمد الجبوري، بمشاركة مجموعة من النواب، تحت قبة البرلمان، الحكومة ومجلس النواب، إلى سحب السفير العراقي من تركيا، وطرد سفير الأخيرة من بغداد.
وأعربت جبهة الإصلاح، أكبر تكتل في البرلمان، عن رفضها لقرار البرلمان التركي، الذي خول القوات التركية بالبقاء على الأراضي العراقية، ودعا إلى قطع العلاقات الاقتصادية، ومقاطعة البضائع التركية. وأجاز البرلمان التركي ، بغالبية كبيرة، السبت، للجيش التركي، مواصلة مهماته في العراق وسورية، لعام إضافي. وحظي القرار بموافقة نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم، وزملائهم الاشتراكيين الديمقراطيين، في حزب الشعب الجمهوري، ونواب حزب العمل القومي. وبناء عليه، يستطيع الجيش التركي التحرك حتى نهاية تشرين الأول / أكتوبر 2017 خارج حدود بلاده وخصوصًا في العراق وسورية حيث بدأ، في 24 آب / أغسطس، عملية "درع الفرات".
ومن جانبه، بحث رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، الثلاثاء، مع السفير البريطاني لدى العراق، فرانك بيكر حشد الجهود لمعركة تحرير الموصل. وذكر بيان لمكتبه الإعلامي أن "الجبوري" استقبل "بيكر"، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين الجانبين، ومستجدات الوضع السياسي في العراق والمنطقة، وجهود التحالف الدولي في الحرب ضد تنظيم "داعش"، والاستعدادات لمعركة تحرير الموصل.
وأكد رئيس البرلمان على أهمية حشد الجهود الدولية للإسراع في عملية استعادة الموصل، وتقديم كل أنواع المساعدة من أجل احتواء أزمة النازحين. وطالب بدور فاعل وحيوي للأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، لمساعدة العراق في إعادة الإعمار، وتقديم الخدمات للمناطق المنكوبة، مؤكدًا على أهمية إغاثة العائلات النازحة، من خلال توفير المستلزمات الضرورية لها. وثمن رئيس البرلمان دور بريطانيا في دعم ومساندة العراق، على الصعيدين العسكري والإنساني. وأكد السفير البريطاني حرص بلاده على تقديم كل أنواع الدعم للعراق، وعلى المستويات كافة.
وفي المقابل، عبّرت الحكومة التركية، الثلاثاء عن مخاوفها من اندلاع اقتتال طائفي بين المقاتلين المناهضين لـ"داعش"، بعد تحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم المتشدد. وقال رئيس الحكومة التركية، بن علي يلدرم، إنه يخشى من اندلاع هذا الاقتتال في المدينة بعد تحريرها، مضيفًا أن عملية تحرير الموصل محاطة بالتهديدات، وأن تركيا غير متفقة مع حلفائها حول هذه العملية.
جاء ذلك في وقت أعلنت فيه قيادة عمليات الجزيرة، في محافظة الأنبار، الثلاثاء، عن مقتل 40 عنصرًا من تنظيم "داعش"، بقصف للتحالف الدولي، استهدف مقارًا للتنظيم، غرب الرمادي (110 كيلومترًا غرب بغداد). وقال قائد عمليات الجزيرة، اللواء الركن قاسم المحمدي، في تصريح إلى "العرب اليوم"، إن طائرات التحالف الدولي قصفت، صباح الثلاثاء، مقارًا وتجمعات لتنظيم "داعش" في المنطقة الصحراوية، شرق ناحية كبيسة، (180 كيلومترًا غرب الرمادي)، ما أسفر عن مقتل 40 من عناصره، وتدمير ثماني سيارات، كانت تحمل سلاح أحادية، ومنصات لإطلاق الصواريخ".
وأضاف "المحمدي" أن "داعش" يحاول تعزيز عناصره المحاصرين في جزيرة هيت، بشن هجمات في مناطق مختلفة من مدن الغربية، ومنها القائم، وعنه، وراوه، وفتح جبهات عديدة مع القوات الأمنية، في محاولة لإيجاد ممرات لهروب خلاياه، مؤكدا أن معارك التطهير مستمرة، حيث حققت القوات المشتركة نتائج إيجابية، بتحرير جزيرة البغدادي، ومناطق في جزيرة هيت، غرب الرمادي، مع تقدم القطعات القتالية بمعارك تحرير جزيرة الرمادي.
وقال مدير استخبارات لواء الصمود في حديثة المقدم ناظم الجغيفي ، إن "القوات الأمنية نفذت بدعم من طيران الجيش العراقي عملية عسكرية واسعة وغارات جوية استهدفت ثلاثة أرتال لتنظيم "داعش" ومضاعفاتهم في قضاء عنه ومنطقة الريحانة والزوية غرب الانبار"، مبيناً أن "العملية أسفرت عن مقتل 40 عنصرًا من التنظيم".
واضاف الجغيفي، أن "القوات القتالية وطيران الجيش تمكنا من تدمير الرتل الاول، في قضاء عنه (170 كم غرب الانبار) والذي كان يضم 26 عجلة مثبت عليها اسلحة ثقيلة ومتوسطة واسلحة احادية"، مشيراً الى "تدمير الرتل الثاني في منطقة الريحانة وتدمير الرتل الثالث في منطقة الزوية غربي قضاء هيت والذي كان يضم خمس عجلات مختلفة".
وتابع الجغيفي، ان "طيران الجيش العراقي تمكن من تدمير مضافتين لتنظيم "داعش" الارهابي في حي البكر ومنطقة الشامية في جزيرة هيت غربي الرمادي"، مبيناً أن "طيران الجيش قصف بالصواريخ وبدقة عالية تجمعات العدو الذي لم يتوقع سرعة وتنسيق القوات الامنية في تنفيذ العملية العسكرية وبشكل متزامن".
ويذكر أن القوات الأمنية تمكنت من تحرير غالبية مدن الأنبار، ومناطقها الرئيسة، وأهمها مركز المحافظة، الرمادي، والفلوجة، أكبر أقضيتها، وقضاء الرطبة، وهيت، من سيطرة تنظيم "داعش". تتأهب القطعات العسكرية للمشاركة في عمليات تحرير الموصل، مركز محافظة نينوى، تزامنًا مع كلمة مرتقبة للقائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، الثلاثاء، لأهالي الموصل. وذكر مصدر أمني أن القطعات العسكرية التي ستشارك في تحرير مدينة الموصل من تنظيم "داعش" أعلنت عن حالة التأهب، والاستعداد للمشاركة في عمليات التحرير، الخاصة بالمدينة، بالتزامن مع كلمة يلقيها القائد العام للقوات المسلحة". وأشار إلى أن القوات الأمنية أنهت تدريباتها، وأتمت تجهيزاتها العسكرية الخاصة بالمعركة.
وكان إعلام قيادة عمليات تحرير نينوى قد أعلن، الإثنين، أن القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء، حيدر العبادي، سيلقي كلمة، الثلاثاء، لأهالي مدينة الموصل، عبر إذاعة الموصل، التي سينطلق بثها الثلاثاء.
أرسل تعليقك