بغداد - نجلاء الطائي
أكدت خلية الإعلام الحربي العراقية ان تنظيم "داعش" محاصر من ثلاثة محاور، في آخر معاقله في مدينة الموصل، المتمثلة في المنطقة القديمة، معلنة مقتل العشرات من عناصر التنظيم المتطرف خلال تقدم القوات العراقية في تلك المنطقة، في وقت يرفض فيه تنظيم "داعش" تسمية مرشح لخلافة زعيمه، أبو بكر البغدادي، لكنهم اعتبروا أحد أكبر مساعديه الاثنين، إياد العبيدي وعياد الجميلي، وهما ضابطان سابقان في جيش صدام حسين، أقوى المرشحين، رغم أنه قد لا يُمنح أي منهما لقب "الخليفة".
وقالت الخلية، في بيان لها، إن قيادة قوات الشرطة الاتحادية تستمر في خوض معارك في المحور الجنوبي، والتقدم نحو أهدافها المرسومة في المدينة القديمة في الموصل، وهي آخر المناطق التي تسيطر عليها العناصر المتطرفة. وأضاف البيان أن المنطقة مازالت محاصرة من قبل القوات العراقية، والتقدم عليها يتم من ثلاثة محاور، وهي "فق3 ش أ" و"فق5 ش أ" و"فق6 ش أ"، وحققت القوات تقدمًا في عمق المدينة القديمة، وتلاحق العناصر المتطرفة، مبينًا أن الضربات الموجعة توالت لمعاقلهم، وانهارت صفوف العدو نتيجة الضربات الموجعة.
وأكد البيان تكبيد تنظيم "داعش" خسائر كبيرة في الأشخاص والأسلحة والمعدات، حيث كانت القطعات مدعومة من قبل الفرقة الآلية وطيران الجيش والطائرات المسيرة والمدفعية، منوهًا بأن خسائر التنظيم شملت قتل 115 مسلحًا، و12 قناصًا، وتفكيك حزام ناسف، وتدمير مستودعين للأسلخة، وتدمير وكر للعدو، و10 عبوات ناسفة، ومفرزة هاون، وأربعة مقرات للتنظيم. وأنهت الخلية بيانها بالقول إن فرقة الرد السريع واصلت تطهير المناطق المحررة ومحاصرة المستشفى الجمهوري، في حي الشفاء.
ورفض خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة تسمية مرشح واضح لخلافة البغدادي، لكنهم اعتبروا أحد أكبر مساعديه الاثنين، إياد العبيدي وعياد الجميلي، الضابطان السابقان في جيش صدام حسين، أقوى المرشحين، رغم أنه قد لا يُمنح أي منهما لقب "الخليفة". ويذكر أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن هناك معلومات تدل على مقتل زعيم تنظيم "داعش"، خلال إحدى غارات القوات الجوية الروسية على مدينة الرقة السورية.
ويذكر أن العبيدي، وهو في الخمسينات من عمره، يتولى ما تسمى بـ "وزارة الحرب" في التنظيم، بينما يرأس الجميلي، وهو في الأربعينات، الوكالة المسؤولة عن الأمن في التنظيم، علمًا بأن الاثنين انضما إلى حركات التمرد المتطرفة في العراق، عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، والذي أطاح بنظام الرئيس الراحل صدام حسين، في 2003. وتحول الاثنان إلى أهم مساعدين للبغدادي بعد مقتل كل من نائبه، أبو علي الأنباري، وأبو عمر الشيشاني، وزير الحرب السابق في التنظيم، وأبو محمد الجولاني، مسؤول الدعاية، خلال ضربات جوية في 2016.
وأعلنت قناة "العراقية" الرسمية، في أبريل / نيسان الماضي، أن الجميلي قُتل، لكن ذلك لم يتأكد حتى الآن. وأوضح هشام الهاشمي، الخبير في شؤون التنظيم، أن الجميلي يعترف بأقدمية العبيدي، ولكن ليس للبغدادي خليفة، ولذلك وفق الظروف من الممكن أن يكون أي منهما. وأضاف: "على الخليفة أن تكون له أرض ليحكمها بمقتضى الشرع الإسلامي، وإذا لم يتوفر هذا فإن خلفه يكون فقط أميرًا وليس خليفة". ويشار إلى أن البغدادي أعلن نفسه خليفة في 2014، ومن المستبعد أن يصبح أي منهما "خليفة" لافتقارهما للمكانة الدينية، ولأن التنظيم خسر الكثير من الأراضي التي كان يسيطر عليها. ويحتاج اختيار الزعيم الجديد للتنظيم إلى موافقة "مجلس شورى الجماعة"، المؤلف من ثمانية أعضاء، وهم ستة عراقيين وأردني وسعودي، ومن المستبعد أن يجتمع الأعضاء الثمانية، لدواعٍ أمنية.
أرسل تعليقك