إسلام أباد- العرب اليوم
طالب رئيس الوزراء الباكستاني السابق ورئيس حزب حركة الإنصاف عمران خان بإجراء انتخابات جديدة، رافضاً الاعتراف بشرعية الحكومة الحالية، ودعا الباكستانيين للاستعداد في الشوارع انتظاراً لدعوة من جانبه، لم يحدد محتواها.وقال خان خلال تجمع لحزبه في لاهور، الخميس، إن محطته التالية ستكون في العاصمة الوطنية إسلام أباد، وخاطب أنصاره "انتظروا دعوتي لكم".
وبحسب ما أفادت صحيفة "دون" الباكستانية، قال خان: "أنا لا أوجه دعوتي لحزب حركة الإنصاف فحسب، ولكن للباكستانيين كافة. عليكم جميعاً الاستعداد في الشوارع والمدن والقرى.. عليكم انتظار دعوتي عندما أدعوكم جميعاً إلى إسلام أباد".
واتهم رئيس مفوضية الانتخابات سيكندر سلطان راجا بالانحياز ضد حزب حركة الإنصاف، مدعياً أن ميوله كانت واضحة لدرجة أنه "يجب أن يُمنح منصباً في حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية (جناح نواز شريف)".
وتابع قائلاً: "لا نريد أن نؤذي بلادنا، ولكننا لن نقبل هذه الحكومة المستوردة بأي شكل من الأشكال. هذه الحركة ستكتسب زخماً"، مؤكداً مطالبته بإجراء انتخابات جديدة "في أقرب وقت ممكن".وفي كلمة توجه بها إلى راجا، قال خان: "أتحداك إذا كنت تجرؤ أن تستمع إلى قضايانا بشكل جماعي حتى تعرف كل الأمة من قام بالفعل بجمع الأموال من خلال القنوات المناسبة، ومن يفعل ذلك من خلال وسائل غير مشروعة".
وأشار رئيس الوزراء الباكستاني السابق إلى أنه خرج من السلطة بسبب انتهاجه سياسة خارجية مستقلة لبلاده، والتي "لا تحبها القوى الدولية"، بحسب وصفه.واتهم خان القوى العالمية بـ"التآمر لإنهاء حكومته في وقت كان الاقتصاد ينطلق، وكانت الصادرات عالية، وكل هذا في وقت كان فيروس كورونا يعيث الفوضى".
وفي وقت سابق هذا الشهر، أُقيل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من منصبه، بعد أن خسر تصويتاً في البرلمان على حجب الثقة، في أعقاب أزمة سياسية استمرت عدة أسابيع.وصوت مجلس النواب الباكستاني بالموافقة على إقالة خان، بعد مواجهة بين المعارضة والحزب الحاكم الذي يتزعمه.
وأدت حكومة جديدة بقيادة شهباز شريف، اليمين، الأسبوع الماضي، ليصبح رئيساً جديداً للوزراء خلفاً لعمران خان.وشهباز هو زعيم "حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية" والشقيق الأصغر لنواز شريف الذي تولى رئاسة الحكومة 3 مرات.وحاول خان بشتى السبل البقاء في المنصب، بما في ذلك حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، لكن المحكمة العليا أصدرت قراراً اعتبرت فيه أن كل التدابير التي اتخذها الأسبوع الماضي باطلة.
وانتُخب عمران خان (69 عاماً) في 2018 مستفيداً من نفور الناخبين من "حزب الشعب الباكستاني" و"حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية" المؤسسين حول سلالات عائلية كبيرة هيمنت على الحياة السياسية الوطنية لعقود قبل أن تصبح رمزاً لفساد النخبة.
كما حظي خان عند توليه السلطة بدعم من الجيش، لكنه فقد في الآونة الأخيرة أغلبيته البرلمانية عندما انسحب حلفاء له من حكومته الائتلافية.وتقول أحزاب المعارضة إنه أخفق في إنعاش الاقتصاد الذي تضرر من جائحة كورونا، ولم يفِ بوعوده لاستئصال الفساد من البلاد وبجعل باكستان أمة مزدهرة تحظى بالاحترام على الساحة العالمية.
وتقول المعارضة وبعض المحللين إن خان على خلاف مع الجيش، وهو اتهام ينفيه هو والجيش.ولم يتدخل الجيش في الأيام الأخيرة، علماً أنه "مفتاح السلطة السياسية في البلاد" بحسب الصحيفة.واعتادت باكستان الأزمات السياسية، وشهدت منذ تأسسيها في أربعينات القرن الماضي 4 انقلابات عسكرية، وأمضت أكثر من 3 عقود تحت الحكم العسكري منذ استقلالها عام 1947.
أرسل تعليقك