أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، بارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي، فجرالثلاثاء، على مناطق متفرقة من القطاع، اكثر من ٤٠٠ شهيد "غالبيتهم من الأطفال والنساء" و شنت طائرات جوية إسرائيلية غارات على معظم المدن في قطاع غزة، في ساعات مبكرة من صباح الثلاثاء وشملت الغارات مناطق في شمال القطاع ومدينة غزة ودير البلح وخان يونس ورفح في وسط وجنوب قطاع غزة.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربات واسعة النطاق على أهداف تابعة لحماس في غزة، وأضاف إنه "مستعد لمواصلة الهجمات ضد قادة حماس والبنية التحتية في غزة طالما دعت الحاجة إلى ذلك" وفق تعبيره، مضيفاً أنه سيوسع الحملة إلى ما هو أبعد من الضربات الجوية.
وفي السياق، دعا الجيش الإسرائيلي الثلاثاء سكان مناطق مختلفة في قطاع غزة محذراً إياهم من مغبّة البقاء فيها، بعد سلسلة غارات عنيفة خلال الليلة الماضية حصدت الكثير من القتلى.
ودعا المتحدث باسم الجيش أفيخاي أردعي عبر منصة إكس سكان مناطق بيت حانون وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة إلى إخلائها مؤكداً أن الجيش "بدأ هجوما قويا ضد المنظمات الإرهابية"، وإن هذه المناطق تعتبر مناطق قتال خطرة.
ودعا سكان هذه المناطق إلى الانتقال إلى مراكز إيواء متعارف عليها في غرب مدينة غزة وخان يونس.
من جهته قال مسؤول إسرائيلي لبي بي سي إن الهجوم "سيستمر طالما كان ذلك ضرورياً"، فيما أعلنت إسرائيل أنها أغلقت المدارس بالقرب من غزة في أعقاب الضربات.
ويقول مسؤولون في غزة إن من بين القتلى أحد المسؤولين الأمنيين لحماس هو محمود أبو وطفة، كما تم استهداف كبار ضباط الشرطة وشخصيات سياسية من حماس.
وسُمعت سلسلة من الانفجارات في أنحاء قطاع غزة في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، في أكبر غارات منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير/ كانون الثاني من العام الجاري.
وأفاد شهود عيان أنه سُمع دوي الانفجارات في كل مكان حيث ضربت العشرات من الطائرات الحربية الإسرائيلية أهدافاً في قطاع غزة.
وأظهرت مقاطع الفيديو جرى تداولها تصاعد أعمدة الدخان من المناطق المستهدفة، بينما عملت سيارات الإسعاف على إجلاء الجرحى والمصابين.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين قولهم إن "الهجوم المفاجئ على القطاع يأتي بعد تحديد مئات الأهداف الجديدة خلال شهرين من الهدنة".
وكانت إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق في 19 يناير/ كانون الثاني، لوقف إطلاق النار بواسطة أمريكية- قطرية- مصرية، يتضمن ثلاث مراحل، كان من المفترض أن يستمر بشكل دائم بمجرد الدخول في مرحلته الثانية.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي باتخاذ "إجراء قوي" ضد حماس "رداً على رفض إطلاق سراح الرهائن ورفض جميع مقترحات وقف إطلاق النار".
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان "ستتحرك إسرائيل من الآن فصاعداً ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء إن إسرائيل ستواصل القتال في غزة "طالما لم تتم إعادة الرهائن"، بعدما استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على القطاع المدمر الليلة الماضية.
وأضاف كاتس "لن نتوقف عن القتال طالما لم تتم إعادة الرهائن إلى ديارهم ولم تتحقق جميع أهدافنا من الحرب".
فيما نقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل أخطرت إدارة ترامب مسبقاً بالغارات الجوية وأطلعتها على الأهداف.
وقال أكسيوس إن "الخطة العملياتية للغارات الجوية تمت الموافقة عليها في نهاية الأسبوع الماضي من قبل نتنياهو ومجموعة من كبار الوزراء".
من جهته أعلن البيت الأبيض أنه جرى التشاور معه من قبل إسرائيل قبل تنفيذ الضربات الجوية.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت في برنامج "هانيتي" على قناة فوكس نيوز: "لقد تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة، كما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران وكل أولئك الذين يسعون إلى إرهاب ليس إسرائيل فحسب، بل أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية، سيدفعون ثمناً باهظاً، وسوف تُفتح أبواب الجحيم"، وفق ما قالته خلال المقابلة التلفزيونية.
بدورها، قالت حركة حماس في بيان على تلغرام إن "نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول"، داعيةً الوسطاء إلى تحميل نتنياهو وإسرائيل المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه.
ودعت الحركة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد العاجل لأخذ قرار يُلزم إسرائيل بوقف الحرب، والالتزام بالقرار 2735 الداعي لوقف إطلاق النار، والانسحاب من كامل قطاع غزة، بحسب ما أورد البيان.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، الثلاثاء، إن "الاحتلال لن يحقق بالحرب ما عجز عن تحقيقه عبر المفاوضات"، مضيفاً أن نتنياهو "لم يكتف بمنع دخول الغذاء والدواء إليهم، بل قصف أطفال غزة وقتلهم وهم نيام".
وأشار إلى أن إسرائيل لم تفِ بالتزاماتها أمام الوسطاء والعالم، وأن نتنياهو قرر اسئناف "حرب الإبادة"، بوصفها "قارب نجاة له من الأزمات الداخلية"، بحسب الرشق.
وطالب الرشق الوسطاء بكشف الحقائق وتحميل نتنياهو وإسرائيل "مسؤولية صب الزيت على النار في غزة والإقليم".
من جهتهم، نددّ الحوثيون الثلاثاء بالضربات الإسرائيلية العنيفة خلال الليل على قطاع غزة متعهدين بـ "تصعيد خطوات المواجهة"، بعدما هددوا باستئناف عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وقبالة ساحل اليمن.
وقال المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في بيان صباح الثلاثاء إنه "يحمّل العدو الصهيوني والأمريكي المسؤولية الكاملة عن نقض اتفاق وقف إطلاق النار وإفشال كل الجهود للانتقال للمرحلة الثانية، وكذلك إعادة عسكرة البحار وتوتير الأجواء في المنطقة"، محذراً من أن "عليهم تحمل تداعيات وتبعات ذلك مهما كان حجمها".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد يقود تدريبًا مفاجئًا داخل غزة ويحذر من هجوم قادم
قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف مقرات عسكرية ومواقع أسلحة وأجهزة رادار جنوب سوريا
أرسل تعليقك