موسكو - حسن عمارة
أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يوقعان على حزمة من الاتفاقات الثنائية بالغة الأهمية بين بلديهما. ووصف الجبير، في بداية لقائه مع رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو، أول زيارة للملك السعودي إلى روسيا، والتي تبدأ اليوم الأربعاء، بأنها حدث تاريخي، مشددا على أن هذه الزيارة ستسهم في تطوير العلاقات بين الدولتين في مختلف المجالات.
وذكر رئيس الدبلوماسية السعودية أن الملك سلمان أصدر تعليمات واضحة بتطوير العلاقات مع موسكو في شتى المجالات، مضيفا أن التعاون السعودي الروسي سيرتفع دون أدنى شك، بفضل هذه الزيارة، من مستوى العلاقات الحسنة إلى مستوى العلاقات الممتازة.
من جانبها، شكرت ماتفيينكو الوزير السعودي على تعاونه مع موسكو، وخاصة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مثمنة الإسهام الكبير لهذه الاتصالات في تسوية الأزمات الإقليمية واستقرار الأوضاع في الشرق الأوسط. وأعربت رئيسة مجلس الاتحاد عن أملها في أن تكون زيارة الملك سلمان ناجحة ومثمرة، وتعطي زخما قويا لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
وتابعت: "ندرك جيدا أن تطوير التعاون بين روسيا والسعودية لا يخدم مصالحنا المشتركة فقط، بل يشكل عاملا جديا للاستقرار في المنطقة، لكون السعودية إحدى أكثر الدول تأثيرا في الشرق الأوسط والعالم برمته".
ومن المقرر أن يصل الملك سلمان إلى موسكو مساء اليوم الأربعاء في زيارة تاريخية، تعد الأولى من نوعها ، وتبرز أهمية العلاقات بين البلدين، التي يعود تاريخها لبدايات القرن الماضي. وتمتد العلاقات الروسية السعودية إلى "الحقبة السوفيتية"، حيث كان الاتحاد السوفيتي الدولة الأولى غير العربية، التي اعترفت في العام 1926 بالمملكة دولة مستقلة. واستمرت العلاقات بين البلدين منذ ذلك التاريخ، ولم تتغير بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
وأثمرت الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين في تعزيز التعاون، وخاصة بعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في العام 2015 لروسيا، فقد أعطت دفعة قوية للعلاقات. وقد شهدت العلاقات الروسية السعودية في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا، ويسعى البلدان لتكثيف حجم التبادل التجاري، الذي من المتوقع أن يتجاوز مستوى الـ10 مليارات دولار في العقد المقبل.
ورفعت المملكة وروسيا حجم التبادل التجاري بينهما في السنوات الأخيرة، إلا أنه ما يزال لا يتماشى مع إمكانات البلدين، فقد بلغ العام الماضي، بحسب بيانات موقع "ITC Trade"، نحو نصف مليار دولار، منها 350 مليون دولار صادرات روسيا إلى السعودية، مقابل واردات بقيمة 150 مليون دولار.
يشار إلى أن أهم السلع، التي صدرتها روسيا إلى السعودية في عام 2016 كانت مواد زراعية وغذائية بنحو 245 مليون دولار، ثم منتجات كيميائية بقيمة 45.5 مليون دولار. بينما، أبرز السلع التي وردتها المملكة إلى روسيا كان البلاستيك ومصنوعاته.
واحتلت المملكة العربية السعودية، في العام الماضي المرتبة الـ60 في ترتيب الدول التي صدرت لها روسيا بضائع وسلعا من حيث القيمة، فيما جاءت روسيا في المرتبة الـ82 في قائمة الدول التي تصدر لها المملكة.
أرسل تعليقك