صنعاء - جمال الأرياني
هدّد الحوثيون مجددا بتوسيع نطاق هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، رغم التحذيرات الأميركية والبريطانية بشن مزيد من الغارات على اليمن. من جهتها أكدت الحكومة اليمنية ضرورة القضاء على قدرات الحوثيين العسكرية بشكل كامل، مضيفة أن الضربات الجوية لن تكون كافية لإضعاف قدرات الحوثي. هذه التطورات تتزامن مع مناورات للحوثيين في صنعاء تحاكي التصدي لعمليات برية للجيش الأميركي.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان اليوم الاثنين، إن الجماعة المتحالفة مع إيران أطلقت صاروخا على السفينة التابعة للبحرية الأميركية لويس بي. بولر أثناء إبحارها عبر خليج عدن، أمس الأحد.
كما لفت إلى أنه "من مهام تلك السفينة تقديم الدعم اللوجيستي للقوات الأميركية التي تشارك في شن ضربات على اليمن"، وفق تعبيره.
كذلك، أشار إلى أن "عملية الاستهداف هذه أتت دفاعاً عن اليمن وتأكيداً على مساندة الشعب الفلسطيني".
وختم مؤكداً أن الجماعة مستمرة "في تنفيذ قرارها منع الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ إسرائيل في البحرين الأحمر والعربي".
وكان وزير البحرية الأميركية، كارلوس ديل تورو، أكد أمس الأحد، أن بلاده ستواصل شن ضربات على مواقع الحوثيين، مشيراً إلى أن مدة العملية تعتمد على إجراءات إيران التي تقدم المساعدة لتلك الجماعة اليمنية.
ويرد المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية، نورمان رول على ضرورة تجاهل الإعلانات المستمرة من الحوثيين ووكلائهم كونها تستهدف فقط الشعب اليمني، مضيفًا أنه لا يزال الحوثيون مصرين على الاستمرار في مهاجمة وإطلاق الصواريخ على السفن.
وقال إن الولايات المتحدة وبريطانيا تقومان بمجرد ردع والدفاع عن السفن من الهجمات الحوثية في المنطقة. وأكد أنه لا يمكن إنكار وإخفاء تسليم إيران إلى الحوثيين لعدد كبير من الأسلحة والصواريخ المضادة للسفن وصواريخ كروز إلى جانب تلقي الحوثيين لتدريبات من قوات فيلق القدس.
وأشار إلى دعوة الولايات المتحدة عبر الوسطاء إيران إلى التقليص من دعمها للحوثيين. وأكد أن المساعدة الإيرانية للحوثيين ساهمت في تسهيل هجماتهم واستهداف السفن في المنطقة. وتعمل الولايات المتحدة في المنطقة على عرقلة وحجز الأسلحة المتأتية من وإلى اليمن.
من جهة أخرى، أعلنت وزارةُ الدفاع البريطانية أن المدمِّرةَ دياموند أسقطت مُسيَّرةً كانت تعتزم مهاجمتَها في البحر الأحمر. يأتي ذلك فيما وصف قادة بريطانيون سابقون ضعف المؤهلات الحربية البحرية البريطانية بالفضيحة، وذلك وفق ما نقلته صحيفة تلغراف البريطانية.
فالسفن البريطانية تترك السفن الأميركية في وجه المدفع، تختبئ خلفها، وتسلمها مهمة إطلاق صواريخ توماهوك على أهداف الحوثيين البرية. ليقتصر دور السفن الحربية البريطانية على إطلاق النيران على المسيّرات الحوثية وفق وزارة الدفاع البريطانية.
وهذا عيب يقول الخبراء إنه جعل السلاح البحري البريطاني أضعف من نظيره لدى الولايات المتحدة وروسيا والصين.
ويقول الخبراء إنها تعتمد على سلاحها الجوي المتمركز على بعد ألف وخمسمائة ميل، مما يعني أن طائراتها تقلع لآلاف الأميال لتقوم بمهمة يمكن أن يقوم بها صاروخ واحد فقط من السفينة.
مؤشرات تجعل البحرية البريطانية مكشوفة وتحولها لهدف سهل على الرغم من أن قادة سابقين في البحرية البريطانية حذروا من ذلك مرارا وتكرارا.
ومنذ 19 نوفمبر الماضي (2023) أي بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب الإسرائيلية في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، شنت جماعة الحوثي أكثر من 33 هجوماً بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن شحن في هذا الممر الملاحي الحيوي، بذريعة دعمها للفلسطينيين.
فيما عمدت واشنطن إلى الإعلان يوم 18 ديسمبر المنصرم عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تحت اسم "حارس الازدهار"، بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف سلامة الملاحة البحرية الدولية.
ونفذ هذا التحالف بالفعل منذ 12 يناير الحالي عدة ضربات على مواقع عسكرية حوثية في صنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة، اشتركت فيها عدة دول أخرى. بينما توعد الحوثيون بمواصلة هجماتهم بحراً، وشل الملاحة الإسرائيلية وحتى الموانئ.
في حين فاقمت تلك الهجمات المخاوف من أن تؤدي تداعيات الحرب في غزة، المستمرة منذ 7 أكتوبر الفائت، إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط، وتوسيع الصراع إلى حرب إقليمية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك