أكد زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي، الأربعاء، إن الشعب الأميركي مستعد لأغلبية جمهورية في مسار جديد نحو اقتصاد قوي. وتوقع مكارثي في مؤتمر صحفي، سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس النواب حيث تشير النتائج الأولية لانتخابات مجلس النواب إلى فوز الجمهوريين 193 مقعدا، بينما حصل الديمقراطيون على 166.
ويتمتع المعسكر الديمقراطي، الحزب الحاكم، بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب، وأغلبية أصغر في مجلس الشيوخ، وهو بالتالي في موقف دفاعي أمام الحزب الجمهوري الذي يسعى لرؤية "المد الأحمر" يجتاح واشنطن في انتخابات ستحدد نتائجها المناخ السياسي الذي سيخيم في البلاد على مدار العامين المقبلين.
وكانت أظهرت نتائج أولية أن الجمهوريين هم الأوفر حظا لانتزاع السيطرة على مجلس النواب من الديمقراطيين، بينما لا تزال معركة مجلس الشيوخ غير محسومة لأي من الحزبين، وذلك غداة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي. ومع إغلاق صناديق الاقتراع في معظم أنحاء الولايات المتحدة، اقتنص الجمهوريون خمسة مقاعد من الديمقراطيين في مجلس النواب، وفقا لتوقعات شركة إديسون ريسيرش، وهو العدد المطلوب للحصول على الأغلبية وتعطيل جدول أعمال الرئيس جو بايدن التشريعي.
لكن الأهم من ذلك هو أن هذا الرقم يمكن أن يتغير في ظل عدم حسم 200 مقعد من أصل 435 في مجلس النواب، منها مقاعد لنواب جمهوريين حاليين غير أقوياء.
وأشارت النتائج المبكرة إلى أن الديمقراطيين سيتجنبون هزيمة منكرة كان يخشاها البعض في الحزب، بالنظر إلى تراجع شعبية بايدن وإحباط الناخبين بسبب التضخم. لكن حتى الأغلبية البسيطة للجمهوريين في مجلس النواب ستكون قادرة على عرقلة أولويات بايدن ريثما يشرعون في تحقيقات بشأن إدارته وعائلته، والتي قد تكون لها تأثيرات سياسية مدمرة.
إلى ذلك، يبدو أن آمال الجمهوريين في تحقيق «مد» في الكونغرس الأميركي تتضاءل الأربعاء بينما يسعى الديمقراطيون إلى الحد من الأضرار في انتخابات منتصف الولاية التي ستكون حاسمة للمستقبل السياسي لجو بايدن ومنافسه دونالد ترمب على حد سواء.
وانتزع الديموقراطي جون فيترمان من الجمهوريين أهم مقعد متنازع عليه في هذا الاقتراع، وهو مقعد مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا في مواجهة مرشح يدعمه الملياردير الجمهوري، حسب تقديرات وسائل إعلام أميركية.
وأثار هذا الانتصار الأول لمعسكر جو بايدن في أمسية سادها توتر شديد خلال عملية شاقة لفرز الأصوات، أملا لدى الديموقراطيين في الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ حيث يتمتع الجمهوريون حتى الآن بتقدم طفيف في استطلاعات الرأي.
كمل شهدت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بغرفتيه في الولايات المتحدة علامات فارقة عدة، منها تقلد كاثي هوشول منصب أول امرأة حاكمة لولاية نيويورك وانتخاب ماكسويل فروست كأول عضو ينتمي إلى الجيل "زد".
غذى هذا الفوز للديموقراطيين أيضا تكهنات بأن المد المحافظ في مجلس النواب الذي وعد به دونالد ترامب، سيكون في الواقع محدودا أكثر بكثير مما كان متوقعا. ويسيطر الديمقراطيون حاليا على مجلس الشيوخ المكون من 100مقعد مع قدرة كاملا هاريس نائبه الرئيس على حسم أي تعادل في ظل تقاسم الحزبين مقاعده.
وبالإضافة إلى التنافس على جميع مقاعد مجلس النواب، هناك 35 مقعدا في مجلس الشيوخ و36 سباقا لحكام الولايات. وهزم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، المنافس المحتمل على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024، عضو مجلس النواب الديمقراطي تشارلي كريست، حسب توقعات إديسون.
ومن غير المرجح أن تُعرف النتيجة النهائية لسباقات الكونغرس في أي وقت قريب. وصوّت أكثر من 46 مليون أميركي قبل يوم الانتخابات، إما حضوريا أو عن طريق البريد، وفقا لبيانات مشروع الانتخابات الأميركية.
وأظهرت استطلاعات رأي أن التضخم المرتفع وحقوق الإجهاض كانت أهم مخاوف الناخبين. وأفاد مسؤولون محليون بوجود مشاكل منعزلة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك نقص أوراق الاقتراع في مقاطعة في بنسلفانيا.
وفي مقاطعة ماريكوبا بولاية أريزونا- وهي ساحة معركة انتخابية رئيسية- رفض أحد القضاة طلبا جمهوريا تمديد ساعات الاقتراع بعد تعطل بعض آلات الفرز. وأثارت المشاكل مزاعم غير مدعومة بأدلة رددها الرئيس السابق دونالد ترمب وأنصاره بأن الإخفاقات متعمدة. وكرر العشرات من المرشحين الجمهوريين مزاعم ترمب بأن خسارته في 2020 أمام بايدن كانت بسبب عمليات تزوير واسعة النطاق.
ولمح ترمب، الذي أدلى بصوته في فلوريدا، مرارا وتكرارا إلى ترشحه في انتخابات الرئاسة المقبلة. وقال يوم الاثنين إنه سيصدر إعلانا كبيرا يوم 15 نوفمبر (تشرين الثاني).
واعتبرت شبكة سي إن إن أن ترامب يعول على انتخابات التجديد النصفي هذا العام. فوز الجمهوريين بأغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ أو النواب سيعود بالفائدة السياسية على ترامب سواء أكان له الفضل في تحقيق هذا الانتصار أم لا. وبعض الجمهوريين يرون أن ترامب يفكر في استخدام الانتصار الجمهوري كخلفية لإطلاق حملته الرئاسية.
والشبكة أشارت إلى أن ترامب ادعى مرارا الفضل في "صنع" عدد من المرشحين بدءا من جي دي فانس في أوهايو إلى رون ديسانتيس في فلوريدا. ويتفاخر ترامب بشكل دائم بالمرشحين الذين أيدهم للفوز في الانتخابات التمهيدية.
وفي حال سيطر الحزب الجمهوري على مجلس النواب فإن استمرار المساعدات الأميركية لأوكرانيا ستكون موضع شكوك، فقد قال نواب جمهوريون في مجلس النواب إنهم سيحدون أو يوقفون التمويل لأوكرانيا. وأكدت النائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا مارجوري تايلور جرين أن "أوكرانيا لن تتلقى أي سنت إضافي" لدعمها في ظل الحرب مع روسيا. وعبّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن مخاوف بلاده من تأثير أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه الحرب.
وكييف أكدت أن أي وقف أو حتى تخفيض للمساعدات الأميركية، هو بمثابة ضربة قاصمة إلى أوكرانيا ويغير مسار الحرب بشكل كبير
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك