احتدمت معارك كر وفر بين القطعات العراقية وتنظيم "داعش" صباح الأحد في المحور الشرقي لمدينة الموصل، في وقت تبذل فيها القطعات جهودًا كبيرة لإحراز تقدّم في هذا المحور، بينما تمكنت القوات العراقية من استعادة قرية من قبضة داعش قرب الموصل.
وكشف قائد عمليات قادمون يانينوى عبد الامير رشيد يارلله في بيان ورد لـ"العرب اليوم "، أن قطعات الفرقة المدرعة التاسعة تحرر قرية النعمانية شمال الزاب جنوب ناحية النمرود الأثرية وترفع العلم العراقي فيها بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات.
ودخلت معارك الموصل أسبوعها الرابع ولا تزال القوات العراقية تواصل تقدمها نحو قلب المدينة. وخاضت السبت معارك عنيفة ضد عناصر "داعش" في الأحياء الشرقية للموصل. وقد اقتحمت تلك القوات حي السلام في الساحل الأيسر للموصل بعد معارك عنيفة مع داعش، قتلت خلالها العشرات من المتطرفين، بالإضافة إلى تدمير سيارات مفخخة للتنظيم وأسلحة ثقيلة.
وقال قائد في جهاز مكافحة الإرهاب إن القوات العراقية تبعد حاليا 3 كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر "دجلة" الذي يقسم مدينة الموصل إلى جانبين، وذلك ضمن عملية استعادتها من تنظيم "داعش". وأوضح ضابط في قيادة عمليات نينوى أنّ "قوات مكافحة الإرهاب تخوض معارك كر وفر فجر الأحد، في مناطق القادسية وعند حدود منطقة البكر"، مبيّناً أنّ "المعارك محتدمة، وأنّ القطعات تحاول شق طريقها لإحراز تقدّم".
وأشار إلى أنّ "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث من الفرقة الأولى تخوض اشتباكات عنيفة في منطقة السلام، بالمحور الجنوبي الشرقي"، لافتًا إلى أنّ "قوات الشرطة الاتحادية تعمل على تطهير مناطق شمال حمام العليل في المحور الجنوبي، وتتقدّم ببطء في هذا المحور، مع تواصل استعداداتها للتحرّك نحو مطار الموصل، القريب من المدينة، وهو اليوم بات هدفًا رئيسًا لتلك القوات".
وأعلنت خلية الإعلام الحربي الحكومية، "إلقاء ملايين المنشورات والصحف على مدينة الموصل". وذكرت في بيان صحافي، "أنّ المنشورات والصحف على مدينة الموصل، تضمنت توصيات للمواطنين وإعلانًا عن الانتصارات التي تحققت. كما طالبت الأهالي بالاستعداد للانقضاض على "داعش"، الذي يحتضر تحت ضربات القوات العراقية".
وأوضح قائد شرطة نينوى اللواء واثق الحمداني، أنّ "القوات التابعة لشرطة المحافظة تتلقى الإسناد من القطعات العسكرية، لمسك الأرض والمناطق المحرّرة". وقال في تصريح صحافي، "لدينا خطة معدّة مسبقا تقضي بأن تتولى الشرطة المحلية وأفواج الطوارئ مسك الأرض بالمناطق المحرّرة"، مبيّنًا أنّ "ذلك تم فعلا في مناطق القيارة وأحياء الانتصار وكوكجلي، وسيتم فتح مراكز للشرطة فيها".
وأشار الى أنّ "هناك إسناداً متواصلاً من قبل القطعات العسكرية، ومنها المدرعة والإسناد الجوي لقوات الشرطة في تأمين تلك المناطق". ومع تضييق الخناق على تنظيم "داعش" في الموصل، وتتخوف الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية من أن يستخدم التنظيم المتشدد مخزونه من النشادر والكبريت المخزن في شن هجمات كيماوية. ويشير حقوقيون إلى أن التنظيم شنّ بالفعل أربع هجمات كيماوية خلال الشهرين الماضيين كان آخرها هجومًا طال بلدة القيارة شمال العراق.
وأفاد سرحان عواد أحد سكان القيارة الذي أصيب بحروق أثناء محاولته المساعدة في إزالة صاروخ سقط على المدينة قائلًا "بعدما نزل الصاروخ بالحوش (الفناء) طلعت رائحة قوية مثل رائحة جثة لم يتم دفنها لثلاثة أو أربعة أيام. وفي اليوم التالي جاءت القوات الأمنية لاستخراج الصاروخ وهم يحسبونه يحتوي على مواد فاسدة، وبدأوا عملهم دون ارتداء بدلات خاصة ولم يأت معهم جهد هندسي."
وكشفت ميليشيا مسيحية تعمل على حماية مدينة قراقوش أحد أكبر البلدات المسيحية في العراق أن تنظيم "داعش" حوّل الكنيسة القديمة في البلدة إلى مصنع لصناعة الصواريخ وهو ما حمى المكان من الحرق والتدمير. وسيّطر تنظيم "داعش" على قراقوس في أب/أغسطس من عام 2014 ما أجبر عشرات الالاف من سكانها على النزوح قبل أن يتم تحريرها أخيرًا في إطار العملية الجارية لاستعادة مدينة الموصل. وكشف مصدر محلي مطلع، أن عدد عناصر تنظيم داعش في حي السلام لا يتجاوز العشرين حيث تخوض القوات العراقية معارك لاستعادتها من قبضة المتشددين.
واقتحمت القوات العراقية السبت حي السلام في الساحل الأيسر للموصل بعد معارك عنيفة مع داعش، قتلت خلالها العشرات من المتطرفين، بالإضافة إلى تدمير سيارات مفخخة للتنظيم وأسلحة ثقيلة.
وتمكّنت 500 عائلة فرّت من مناطق شرق الموصل من الهروب من تنظيم "داعش" وسط احتدام القتال وحرب الشوارع. ووصلت هذه العوائل إلى مخيم الخازر قرب أربيل لتجد المخيم خالياً من الماء والغذاء والدواء، ما جعل النازحين يتضورون جوعاً، ويواجهون الموت البطيء.
وذكرت عضو تحالف القوى عن محافظة نينوى، وصال سليم من داخل المخيم، الأحد "لأن 500 عائلة وصلت أمس إلى مخيّم الخازر بعد فرارها من مناطق شرق الموصل، التي احتدمت المعارك فيها"، مبينة أنّها "جاءت إلى المخيم للوقوف على معاناة النازحين".
وأضافت أنّ "المعاناة لا يمكن وصفها، فالجوع والعطش والأمراض تفتك بهم، وإدارة محافظة نينوى ودائرة الصحة فيها، والحكومة المركزية لم تتحمل جميعها مسؤولياتها إزاء النازحين"، مؤكدة أنّ "تلك الدوائر لم تأت إلى المخيم، ولم تتابع النازحين، ولم تقدم أي شيء لهم، باستثناء مؤسسة البارزاني التي لا تكفي تقديماتها لكل أعداد النازحين".
وأشارت إلى أنّ "العوائل تفترش الأرض، كما أن صرخات الأطفال تدمي القلوب"، مؤكدة "لا وجود للمنظمات الدولية، ولا أية جهة تتحمّل مسؤوليتها إزاء هذه الأزمة التي تتفاقم يوميًا". ودعت الضمير الإنساني إلى "مد يد العون وتقديم الدعم لهذه العوائل التي تعاني الموت البطيء".
أرسل تعليقك