تجددت الاشتباكات المسلحة بين المكون العسكري في السودان، الاثنين، لليوم الثالث على التوالي، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى نحو 100 قتيل.
وأكد الجيش السوداني، اليوم (الاثنين)، أنه اقترب من «حسم» المعركة مع قوات الدعم السريع، موضحاً أنه يديرها «كما مخطط لها». وقال الجيش في بيان نشره على «تويتر»: «متمسكون بمقراتنا كافة، ونقترب كثيراً من لحظة الحسم، وانتقلنا للمرحلة الأخيرة من خطة العملية، وهي مرحلة مطاردة العدو الذي تهرب عناصره حالياً في كل مكان».
وشدد البيان على أن قوات الجيش تعمل طبقاً لقواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني، مشيراً إلى وجود استهداف لبعض البنايات بمحيط القيادة العامة وقالت إن «العدو لجأ إلى أسلوب استهداف الأفراد بالقناصة من أعلى بعض البنايات جاري رصدها والتعامل معها».
وأفاد مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في منشور على «فيسبوك» اليوم، بـ«حدوث اشتباكات مع المليشيا المتمردة حول محيط القيادة العامة واستهداف بعض المباني التابعة للقيادة في محاولة لتشتيت الجهود وتغطية الهزائم المتلاحقة».
وأكد الجيش حرصه على «تضييق» نطاق التعامل مع قوات الدعم السريع قدر الإمكان لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، في حين اتهم قوات الدعم السريع بالحرص على «الانفتاح بالقرب من المناطق المأهولة».
وفي السياق، نفت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، استيلاء قوات الدعم السريع على مقر القيادة العامة أو بيت الضيافة أو القصر الجمهوري. وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة عبر «فيسبوك»: «تقوم بعض الأبواق الإعلامية للميليشيا المتمردة ببث الكثير من الأكاذيب لتضليل الرأي العام»، مشيراً إلى أن «الموقف العملياتي حتى الآن بالعاصمة يتضمن اشتباكات محدودة حول محيط القيادة العامة ووسط الخرطوم».
وأضاف، أن «القوات المسلحة تسيطر تماماً على جميع مقراتها ولا صحة لما يتم تداوله بشأن استيلاء العدو على القيادة أو بيت الضيافة أو القصر الجمهوري». وأشار إلى «تنفيذ القوات الجوية ضربات ضد عدد من الأهداف المعادية، وستتم مواصلة ذلك حتى تصفية آخر جيب للميليشيا المتمردة بالعاصمة التي بدأت تقوم فيها بممارسة أعمال سلب ونهب متفرقة تحت التهديد لممتلكات المواطنين العزل».
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت، اليوم، اقتحام منزل رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالقيادة العامة للجيش السوداني. وبثت صفحة قوات الدعم السريع على «فيسبوك»، فيديو يظهر جراج (مرآب) بداخله عدد من السيارات المدنية، وشوهد جنود الدعم السريع يتجولون داخل المنزل وهم يعتلون سيارات ويتفقدون عدداً من المدرعات داخل حديقة.
وكانت قوات الدعم السريع بثت في وقت سابق اليوم فيديو لعناصرها داخل قيادة الجيش يظهر عدداً من الدبابات المدمرة والمحترقة. وتجددت الاشتباكات المسلحة بين المكون العسكري في السودان، اليوم، لليوم الثالث على التوالي، فبينما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة استقرار الموقف العام، تحدثت قوات الدعم السريع عن إسقاط طائرة مقاتلة واستمرار الانتصارات.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل 97 شخصاً وإصابة 942 آخرين منذ بداية هذه الأحداث، مشيرة إلى أن هذه الأعداد تشمل المدنيين والعسكريين معاً. إلى ذلك، يعتزم رؤساء ثلاث دول في شرق أفريقيا التوجه إلى السودان كوسطاء، في محاولة لوقف القتال بين المعسكرين المتنافسين في الجيش.
وقالت الحكومة الكينية الليلة الماضية، إن الرئيس ويليام روتو ورئيس جنوب السودان سلفا كير ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله سيصلون إلى العاصمة السودانية الخرطوم «في أقرب وقت ممكن». كانت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) قد دعت إلى عقد قمة استثنائية لرؤساء دول وحكومات منطقة شرق أفريقيا. وطالبت الهيئة بوقف فوري للقتال في السودان، ودعت كلا الطرفين إلى فتح ممر آمن للمساعدات الإنسانية.
ومن جانبه قال قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، في تغريدة على تويتر، اليوم الاثنين، إنه يجب على المجتمع الدولي التحرك الآن والتدخل في السودان.
واتهم حميدتي رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بارتكاب "جرائم"، واصفاً إياه بأنه "متطرف يقوم بقصف المدنيين من الجو"، حسب زعمه.
وأضاف في التغريدة: "جيشه يشن حملة وحشية ضد الأبرياء، يقصفهم بطائرات الميغ"، بحسب حميدتي.
وجدد التأكيد على أن قوات الدعم السريع "ستواصل ملاحقة البرهان وتقديمه للعدالة"، وقال إن الجيش يشن ما وصفها بأنها "حملة وحشية على الأبرياء".
وأضاف "المعركة التي نخوضها الآن هي ثمن الديمقراطية. لم نهاجم أحداً، بل إن أفعالنا مجرد رد على الحصار والاعتداء على قواتنا".
وأكد رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان "يونيتامس" فولكر بيرتس، اليوم الاثنين، أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم يلتزما بوقف القتال لأغراض إنسانية أمس إلا "جزئياً".
وقالت البعثة في بيان، إن الممثل الأممي الخاص للسودان عبّر عن "خيبة أمله الشديدة" لعدم الالتزام بوقف الأعمال العدائية لأغراض إنسانية إلا بشكل جزئي، مشيراً إلى أن الاشتباكات اشتدت صباح اليوم.
وحث بيرتس جميع الأطراف على احترام التزاماتها الدولية بما في ذلك ضمان حماية المدنيين، مشدداً على أنه سيظل منخرطاً مع الشركاء السودانيين والإقليميين والدوليين للعمل من أجل وقف الأعمال العدائية.
وكانت يونيتامس أكدت أمس أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وافقا على الالتزام بوقف مؤقت للقتال لأغراض إنسانية لمدة ثلاث ساعات.
هذا وقُتل نحو مئة مدني في السودان حيث يتواصل سماع إطلاق النار ودوي انفجارات في الخرطوم صباح الاثنين في اليوم الثالث من القتال الدائر بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع المسلحة بزعامة محمد حمدان دقلو.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
رئيس مجلس السيادة السوداني يلتقي مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي
البرهان يُطلع مبعوثا فرنسيا على سير العملية السياسية في السودان
أرسل تعليقك