القاهرة – أكرم علي
دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي نظيره، السوداني، عمر البشير، إلى ضرورة إطلاق شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، لتجسد العلاقات الوثيقة، والروابط التاريخية العريقة الممتدة، وترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم، في شتى مجالات العلاقات الثنائية، بما يرسخ المصالح المشتركة بين البلدين. وأوضح "السيسي"، خلال كلمته في افتتاح الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان، على المستوى الرئاسي، أن العلاقات بين مصر والسودان تمر بلحظة مهمة في تاريخها، مشيرًا إلى ان أبناء وادي النيل يتعين عليهم البناء على هذا الترابط الاجتماعي والثقافي الفريد بين الشعبين، والذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، نحو آفاق مستقبلية أرحب.
وقال الرئيس المصري: "لن أقول لكم أهلاً وسهلاً بكم في بلدكم الثاني مصر، ولكن سأقول أهلاً وسهلاً بكم في بلدكم مصر"، داعيًا كل قوى السودان المخلصة إلى دعم جهود الحفاظ على سيادة السودان، وسلامة أراضيه، ودرء محاولات التدخل في شؤونه الداخلية. وأشار "السيسي" إلى أن إرادة شعبي وادي النيل، وصدق النوايا، والعمل بإخلاص، هي الركائز الضرورية لتحقيق ما يصبو إليه من إزدهار، مبينًا أن هناك خطوات عملية واضحة وثابتة، بدأت بافتتاح منفذ "قسطل أشكيت" البري، مؤكدًا على ضرورة بذل الجهود لتذليل جميع العوائق، أمام حركة السلع بين البلدين.
وأكد على ضرورة تكثيف التعاون المشترك في شتى المجالات، بما يساهم في تعزيز مساعي التنمية، مشيرًا إلى وجود إمكانيات هائلة لتعميق وتعزيز العلاقات المصرية السودانية، مشددًا على مواصلة الجهود لدعم السودان، والسعي إلى تحقيق المصالح المشتركة، والعمل لتحقيق التنمية اللازمة للبلدين. وقال "السيسي": "إن ما نواجهه من متغيرات وتحديات إقليمية ودولية يدفعنا إلى التكاتف وتضافر الجهود، والتمسك بإعلاء دوائر الاتفاق والبناء عليها، والواقع أنه لا غنى عن التعاون المشترك، الصادق والمخلص، بين مختلف مؤسساتنا، من أجل مكافحة قوى التطرف والإرهاب في المنطقة، سواء من خلال الوسائل الأمنية، أو من خلال معالجة جذور هذه الأفكار السامة، بالفكر، وبتعزيز التنمية، كما سيكون من المهم أيضًا استمرار التعاون والتنسيق بيننا، من أجل دعم جهود السلام، ومساعي التسوية الشاملة للنزاعات في منطقتنا العربية والأفريقية، بما يسهم في إرساء الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".
وأوضح "السيسي" أنه يثق في حكمة الرئيس السوداني، عمر البشير، وقدرتها على أن تعيد الأوضاع في دارفور وفي النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى سيرتها الأولى، بما يحقق لمواطنيها ما يصبون إليه من أمن وأمان ورخاء.
فيما أكد الرئيس السوداني أن استقرار المملكة العربية السعودية "خط أحمر"، ولن تسمح بلاده بزعزعته أو المساس به، وذلك تعليقًا على التطورات الأخيرة في اليمن. وأوضح "البشير"، خلال كلمته، أن السودان يرفض التشكيك في دور المملكة العربية السعودية، في خدمة حجاج بيت الله الحرام، مؤكدًا على ضرورة إيجاد حل للأزمة في كل من ليبيا واليمن، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية. وطالب بإيجاد حلول للهجرة غير الشرعية، وتأثيرها السلبي على المجتمعين السوداني والمصري، معربًا عن بالغ سعادتة بزيارته "التاريخية" لمصر، واستضافته في هذا التوقيت، أثناء احتفال مصر بذكرى نصر أكتوبر / تشرين الأول 1973، الذي يعد نصرًا للقضية العربية، وللشعب السوداني، الذى راقت دمائة على ضفاف النيل، كما شكر الجانب المصري عل حفاوة الاستقبال، التي تعكس عمق العلاقات الثنائية.
وأعلن "البشير" أنه سيتم العمل على تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين، لتحقيق التعاون المرجو، مشيرًا إلى أن بلاده ستفعل ما بوسعها لخدمة الشعبين، وأنه سيتم تفعيل آليات التعاون المشترك بين البلدين، بما يحقق التكامل الاقتصادى بينهما. وأوضح أن بلاده تنظر بكثير من الرضا إلى الجهود المشتركة بين الجانبين، طوال الفترة الماضية، لضمان تنظيم هذا اللقاء.
أرسل تعليقك