أفاد مصدر أمني مسؤول السبت، باندلاع اشتباكات بين تنظيم داعش والحشد الشعبي في قريتين شمال شرق قضاء طوز خورماتو المتنازع عليه بين أربيل وبغداد، بينما جدّد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، تأكيده رفض وجود أيّ قوات أجنبية على أراضي بلاده، مشددا على أن بغداد متمسكة بإقامة أفضل علاقات مع تركيا.
وقال المصدر إنه ليلة الجمعة، اندلعت اشتباكات بين التنظيم المتشدد والحشد الشعبي في قريتي "الحفرية، ومفتول" شمال شرق الطوز واستمرت لمدة نصف الساعة من الزمن.
وأضاف المصدر أن مدفعية الحشد الشعبي قصفت مواقع نيران داعش بعد انتهاء الاشتباك، هذا ولم تقع خسائر بشرية في صفوف الحشد، حسب ما ذكره المصدر.
لا تزال خلايا تنظيم "داعش" المتخفية في صحراء محافظة الأنبار (غرب العراق) تشكّل خطرا على المحافظة وبقية مناطق البلاد، بينما يؤكّد زعماء قبليون أنّ عناصر التنظيم يتنقلون هناك بزي شرطة ورعاة أغنام.
وأكّد مصدر في شرطة الأنبار أنّ المحافظة شهدت منذ، صباح السبت، إجراءات أمنية مشددة تحسبا لقيام الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" بشن هجمات مفاجئة خلال فترة الانتخابات، لافتا إلى أنّ القوات العراقية بدأت بتكثيف نقاط التفتيش، وتسيير دوريات أمنية للحد من تحركات التنظيم الذي يتمركز العشرات من عناصره بصحراء الأنبار.
وأشار المصدر الأمني إلى قيام طيران الجيش العراقي بالتحليق فوق عدد من المناطق الصحراوية القريبة من مدينة الرطبة (غرب الأنبار) بعد ورود معلومات استخبارية عن تحركات لعناصر "داعش" هناك.
إلى ذلك، قال الزعيم القبلي عدنان العيثاوي إن مسلحي العشائر يقدمون الإسناد للقوات العراقية في المناطق المحاذية للصحراء، مبينا أن قادمين من الصحراء أكدوا لنا أن عناصر "داعش" يتنقلون هناك وهم متخفون إما بزي الشرطة العراقية، أو بزي رعاة أغنام الأمر الذي يصعب على القوات العراقية وحتى الطائرات تشخيصهم.
وعبّر العيثاوي عن "خشيته من قيام التنظيم باستغلال القوات العراقية بحماية مراكز الاقتراع لشن هجمات مفاجئة"، مشددا على ضرورة تطهير الصحراء الغربية من هذه العناصر التي تمثل مصدر قلق دائم للأنباريين.
كان عضو مجلس محافظة الأنبار، عيد عماش، حذّر من احتمال قيام تنظيم "داعش" بشن هجمات إرهابية مع قرب موعد الانتخابات، مبينا أن التنظيم لا يزال يسعى إلى إعادة نشاطه في المحافظة.
ولفت عماش، خلال تصريح صحافي، إلى أنّ الأسابيع الماضية شهدت محاولات لتنظيم "داعش" للعبور من سورية باتجاه الأراضي العراقية، مؤكداً أنّ هذه المحاولات أحبطت.
وتوقع تصاعد وتيرة الأعمال المتطرفة كلما اقترب موعد الانتخابات، مبينا أن "داعش" يريد زعزعة ثقة المواطنين بالأمن بهدف إفشال العملية الانتخابية، مشددا على ضرورة أخذ الحيطة والحذر والعمل لإحباط أي عملية يقوم بها "داعش" لإعادة نفسه للأنبار.
وبيّن أنّ التنظيم غير قادر على احتلال مناطق بأكملها كما حدث سابقا، بل سيركز على الأعمال المتطرفة من خلال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، وربما القصف العشوائي، داعيا إلى أخذ هذه التهديدات على محمل الجد.
في هذه الأثناء، أعلن المتحدث باسم مركز الإعلام الأمني العميد، يحيى رسول، في بيان، عن العثور على مخبأ للمتفجرات وصناعة العبوات الناسفة في منطقة البوشعبان شمال مدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، موضحا أنّ القوات العراقية تعاملت مع معالجة هذه الأسلحة دون أي حادث يذكر.
وجدّد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، تأكيده رفض وجود أي قوات أجنبية على أراضي بلاده، مشددا على أن بغداد متمسكة بإقامة أفضل علاقات مع تركيا.
وقال الجعفري، حسب موقعه الرسمي السبت، خلال زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في أنقرة إن "العراق متمسك بإقامة أفضل العلاقات مع تركيا على أساس حُسن الجوار، ورفض وجود أي قوات على أراضيه تقوم بزعزعة أمن واستقرار البلدين، والمنطقة".
وأعرب الجعفري عن "شكره وتقديره لمواقف تركيا الداعمة للعراق في تقديم المُساعَدات الإنسانية، والمساهمة الفاعلة في مُؤتمَر الكويت الدوليِّ لإعادة إعمار العراق"، موضحا "لا يزال العراق يتطلع لوقوف الدول الصديقة إلى جانبه، وتعزيز التعاون الاقتصادي، والاستثماري؛ لما له من أثر كبير في تعميق العلاقات، وتفعيل المصالح المُشترَكة".
وقال جاويش أوغلو إن بلاده "تسعى إلى تعزيز التعاون المشترك مع العراق، واستمرار الحوارات؛ لما فيه مصلحة البلدين وبخاصة في مجال مكافحة الإرهاب"، متابعا "يهمنا أمن، واستقرار العراق، وشاركنا في اجتماع الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، وأسهمنا بخمسة مليارات دولار".
ولفت جاويش أوغلو إلى أن تركيا قدمت الكثير من المساعَدات الإنسانية للنازحين، مؤكدا "مستمرون بدعم العراق في القضاء على الإرهاب، ونسعى إلى تعميق العلاقات الأخوية مع العراق في مختلف المجالات".
وتنفذ تركيا غارات جوية على أهداف في شمالي العراق تقول إنها تستهدف مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه على قائمة المنظمات الإرهابية.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في مارس/ آذار الماضي إنه يعتزم تنفيذ عملية برية في منطقة سنجار، شمالي العراق، لطرد المسلحين الأكراد منها، وهو ما أدانته الحكومة العراقية.
أرسل تعليقك