دمشق ـ نور خوام
تشهد مناطق في الريف الشمالي لحمص عمليات قصف جوي وصاروخي مكثّف منذ ساعات الفجر الأولى من الإثنين، إذ يتناوب سرب من الطائرات الحربية والمروحية على قصف المنطقة بشكل مكثف بالبراميل المتفجرة والغارات التي طالت كلا من مدينة الرستن وقرية بريف تلبيسة والزعفرانة ومناطق ثانية بالريف ذاته، بالتزامن مع قصف صاروخي مكثف بعشرات القذائف والصواريخ التي يعتقد بأنها من نوع أرض-أرض والتي تستهدف الريف الشمالي، وهو ما أسفر عن مقتل مواطنتين اثنتين وسقوط عدد كبير من الجرحى، مما يرشح ارتفاع عدد القتلى.
وتأتي هذه العمليات بعد استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقتي الريف الشمالي لحمص وريف حماة الجنوبي، إذ تمّ رصد إرسال قوات النظام تعزيزات كبيرة من عناصر وعتاد ومدرعات وذخيرة إلى المنطقة، تحضرا لعملية عسكرية في المنطقة تهدف إلى إنهاء وجود الفصائل في المنطقة واستعادة السيطرة عليها من قبل النظام.
وبدأت عمليات القصف الجوي على الريف الشمالي لحمص منذ منتصف ليل السبت، إذ استهدفت الطائرات الحربية بأكثر من 34 غارة مناطق في المكرمية ودير فول والزعفرانة وعز الدين والحميرات وأماكن قرب اتستراد حمص-سلمية وتلبيسة ومناطق أخرى في الريف الشمالي لحمص، بالتزامن مع استهدافات مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام طال مناطق في ريف حمص الشمالي، كذلك قصف مروحيات النظام بعدة براميل متفجرة، مناطق في بلدة الزعفرانة في الريف ذاته، وهو ما أدى إلى مقتل رجل يعمل حارسا لمشفى الزعفرانة، كما تسبب القصف في وقوع عدد من الجرحى، وتم رصد عدة طائرات تحلّق بشكل متزامن، مستهدفة بين الحين والآخر مناطق في الريف الحمصي.
واستهدفت عدة صواريخ اللواء 47 الخاضع لسيطرة قوات إيرانية وقوات النظام في ريف حماة الجنوبي، إذ تمّ رصد مقتل ما لا يقل عن 26 عنصرا بينهم 4 سوريون والبقية من جنسيات عربية وآسيوية غالبيتهم الساحقة من الإيرانيين، قتلوا جميعا نتيجة الاستهداف الذي جرى الأحد، ولم تشاهد طائرات تحلق في سماء المنطقة في الوقت الذي جرى فيه القصف، إذ استهدف القصف مستودعات صواريخ أرض-أرض تعود للميليشيات الإيرانية، الأمر الذي أحدث انفجارات كبيرة في المنطقة، ترافقت مع اندلاع النيران فيها، بينما لا يزال عدد القتلى مرشحا للارتفاع نظرا لوجود أكثر من 60 جريحا ومفقودا، وجراح بعضهم في حالات خطرة بالإضافة إلى وجود معلومات عن قتلى آخرين، كما كان قصف صاروخي مماثل استهدف منطقة مطار النيرب العسكري في محافظة حلب الأحد أيضا.
يذكر أنّ انفجارات عنيفة هزت بادية حمص الشرقية قبيل فجر الإثنين، تبيّن أنها ناجمة عن استهداف صاروخي للمنطقة، استهدفت حرم ومحيط مطار الـT4 العسكري في ريف حمص الشرقي والذي تسيطر عليه قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، إذ سقطت صواريخ حينها، وخلفت عددا من القتلى والجرحى، إذ قتل ما لا يقل عن 14 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، إذ يتواجد في منطقة مطار التيفور والذي يعد قاعدة عسكرية حزب الله وقوات إيرانية وقوات النظام، كما خلف الاستهداف تدمير آليات في المنطقة.
وأكدت مصادر متقاطعة أن اتفاقا جرى بين ممثلين عن هيئة تحرير الشام من جانب، والنظام والروس من جانب آخر، وينص على خروج مقاتلي هيئة تحرير الشام من مناطق سيطرتهم في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السوري نحو محافظة إدلب شمال سورية، على أن يتم خروج الآلاف من سكان بلدتي الفوعة وكفريا من مدنيين ومسلحين محلين موالين للنظام من البلدتين المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي الشرقي، كذلك ينص الاتفاق عن إفراج تحرير الشام عن أكثر من 80 شخصا بينهم أطفال ومواطنات من بلدة إشتبرق كانت هيئة تحرير الشام أسرتهم خلال عملية السيطرة على البلدة منذ أكثر من 3 أعوام، إذ ستجري عملية تطبيق الاتفاق هذا على مراحل، وستبدأ عملية دخول حافلات وسيارات إسعاف إلى مناطق تحرير الشام بمخيم اليرموك وبلدتي كفريا والفوعة بشكل متزامن بعد منتصف ليل الأحد لبدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق المبرم.
يذكر أن محاور التماس بين هيئة تحرير الشام وقوات النظام في مخيم اليرموك شهدت اشتباكات وقصف صاروخي خلال الأيام الماضية في إطار العملية العسكرية لقوات النظام وحلفائهم من جنسيات سورية وغير سورية في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، إذ قتل وأصيب العشرات بين طرفي القتال منذ بدء العملية العسكرية الخميس.
وفي سياق متصل، تم رصد ترقّب لبدء تطبيق اتفاق التهجير في ريف دمشق الجنوبي خلال الساعات الـ48 المقبلة، إذ من المرتقب أن تنطلق عملية التهجير صباح الثلاثاء الأول من أيار/ مايو، بناءً على الاتفاق الروسي مع ممثلي ريف دمشق الجنوبي على تهجير الرافضين للاتفاق من مدنيين ومقاتلين وعوائلهم، حيث سيجري إخراج قسم نحو إدلب وقسم آخر نحو جرابلس والقسم المتبقي نحو درعا، بعد أن جرى نقل 15 جريحا من فصائل ريف دمشق الجنوبي ممن أصيبوا في قصف جوي على أطراف ريف دمشق الجنوبي من جهة جنوب العاصمة.
أرسل تعليقك