جنيف ـ سامي لطفي
رأى نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لووكوك، أن أزمة الروهينغا في ميانمار بعيدة عن الانتهاء. وأشار في كلمة ألقاها في مراسم افتتاح مؤتمر المانحين الدولي لمساعدة لاجئي الروهينغا في جنيف اليوم الاثنين، إلى أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يجب أن تجد حلا لأسباب النزاع التي أدت إلى مثل هذا الكم الهائل من اللاجئين.
وأضاف لووكوك: "لا تزال ولاية راخين الشمالية تشهد مخالفات جدية لحقوق الإنسان. ولا نزال ممنوعين بصرامة من الدخول إلى ميانمار، الأمر الذي يقوّض إمكانياتنا لتقدير الحاجات وتقديم المساعدة. المسألة يجب أن تجد حلا ". وأشار إلى أن على الدول الأعضاء في المؤتمر إيجاد حل لأسباب النزاع، مذكرا أن الأمم المتحدة تدعو سلطات ميانمار إلى وقف العنف ومنع اضطهاد الروهينغا وضمان الدخول الإنساني الحر إلى أراضيها بالإضافة إلى ضمان العودة الآمنة للاجئين . وشدد على أنه للأسف لا توجد نهاية قريبة لأزمة الروهينغا حاليا.
أعلنت الكويت، اليوم الإثنين، عن تبرعها بمبلغ 15 مليون دولار لتخفيف معاناة لاجئي الروهنغيا المسلمين الفارين إلى بنغلادش هربًا من الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها على يد الجيش والميليشيات البوذية المتطرفة في إقليم أراكان في ميانمار. جاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله في كلمة ألقاها خلال افتتاح "المؤتمر الدولي للمانحين لدعم لاجئي الروهنغيا" في مدينة جنيف، بحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا".
وقال الجار الله إن "هذا المبلغ الذي تساهم فيه الجهات الرسمية والشعبية يأتي ضمن المساعي الكويتية للتخفيف من حدة المأساة واستجابة للجهود الدولية الرامية إلى التخفيف من معاناة لاجئي الروهنغيا". ودعا "العالم للعمل من أجل وقف الفظائع المقززة التي يتعرض لها الروهنغيا".
وأضاف أن "العالم اليوم ولاسيما مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يقف أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون سياسية أو قانونية لوقف تلك الفظائع المقززة والانتهاكات المجرمة وحفظ حقوق هذا الشعب الأعزل وحماية حياته". وناشد السلطات المعنية في ميانمار لـ"اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع تكرار تلك الانتهاكات وتطبيق القانون وتوفير الأمن للجميع وضمان العيش وحرية التنقل دون اضطهاد على أسس دينية أو عرقية".
كما دعاها الى "القضاء على الأسباب الكامنة وراء الأزمة والكف عن تجريد أقلية الروهينغيا من حق المواطنة". وناشد جار الله دول العالم لـ"المسارعة في إيجاد حل لهذه المأساة ووقف إبادة شعب مسالم ومسح هويته الوطنية، ومعالجة أسبابها وضمان عدم تكرارها في المستقبل".
وتنظم المؤتمر، الذي يستمر ليوم واحد، دولة الكويت بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الأمم المتحدة ارتفاع عدد لاجئي الروهنغيا المسلمين، الفارين، إلى بنغلاديش جراء العنف في ميانمار، إلى 603 آلاف، منذ أغسطس/آب الماضي.
من جهة ثانية، زارت الملكة رانيا قرينة العاهل الأردني عبد الله الثاني، الاثنين، مخيم "كوتوبالونغ" للاجئين الروهينغا في بنغلادش، لتتابع معاناتهم وتستمتع لقصصهم "المفجعة"، على حد وصفها. ونشرت قرينة العاهل الأردني، على حسابها في "تويتر"، صورا لها بينما تستمع إلى اللاجئين الذين عبروا إلى بنغلادش فارين من العنف في ميانمار، معلقة عليها باللغتين العربية والإنجليزية. وقالت الملكة رانيا: "المعاناة التي رأيتها والقصص التي سمعتها من لاجئي الروهينغا المسلمين في مخيم كوتوبالونغ مفجعة".
وكان بيان صادر عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في بنغلادش ذكر أن الملكة ستكون في المخيم الواقع في جنوب شرق منطقة كوكس بازار، الاثنين. وتدل معلومات منظمة الهجرة العالمية بأن ما يقرب من 590 ألف شخص من شعب الروهينغا غادروا ميانمار بعد تصاعد العنف في ولاية راخين الشمالية في الـ27 من أغسطس/آب الماضي. وفروا إلى المخيمين لللاجئين ببنغلاديش المجاورة اللذين كانا يأويان قبل ذلك أكثر من 200 ألف من الروهينغا. وفي الوقت الراهن يتواجد على أراضي بنغلاديش أكثر من 800 ألف من الروهينغا.
أرسل تعليقك