فرضت القوات الأمنية العراقية، الأحد، حظرًا للتجوال في عامرية الصمود، عامرية الفلوجة، بعد محاولة اغتيال قائممقامها فيصل العيساوي بحزام ناسف، وأعلنت خلية الإعلام الحربي، تحرير حي العروبة والمنطقة الصناعية في أيمن الموصل، بينما أصدرت قيادة العمليات المشتركة، توضيحًا جديدًا على ضحايا منطقة الموصل القديمة في الجانب الأيمن، ويأتي ذلك في وقت كرست صحيفة "الأوبزرفر" تقريرًا في صدر صفحتها الأولى، عن "توقف الهجوم على الموصل بعد تصاعد الغضب بشأن مقتل مدنيين فيها".
وقالت الصحيفة إن القادة العسكريين العراقيين، تلقوا أوامر السبت، بوقف تقدمهم لاستعادة الجانب الغربي في المدينة، بعد تصاعد الغضب الدولي جراء حصيلة الضحايا العالية بين المدنيين، إثر مقتل 150 منهم على الأقل في ضربات جوية على حي واحد فيها. وأن القصف الجوي الذي تعرض له حي الموصل الجديد، يعدّ أحد أكثر الغارات دموية على المدنيين، منذ بدء الغزو الأميركي للعراق في عام 2003.
وأضافت "كنا نصف التحالف بأنه يُعنى بتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، بالمقارنة مع ما يفعله الروس، ولكن منذ الأشهر الأخيرة من عام 2016 لاحظنا تصاعدا، مطردًا في الإصابات بين صفوف المدنيين، وتحولت المشاعر الجماهيرية، بشكل حاد ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة". وتكمل أن عمال الإنقاذ واصلوا عملهم في الحفر تحت أنقاض القصف لاستخراج جثث الضحايا بعد أكثر من أسبوع من وقوع القصف، الذي أكد التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، أن إحدى مقاتلاته كانت استهدفت مسلحي تنظيم "داعش" في المنطقة نفسها.
وأكد التحالف أن الضربة وقعت في 17 مارس/آذار، أنه بناءً على طلب من القوات الأمنية العراقية"، وأنه بدأ تحقيقًا رسميًا في التقارير التي تحدثت عن مقتل مدنيين. وأشارت الصحيفة إلى أن التحالف أكد في بيان منفصل قيامه بأربع غارات جوية على "ثلاث وحدات تكتيكية تابعة لتنظيم داعش"، وأنه دمر أكثر من 50 عربة و 25 موضعا قتاليا. وتنقل الصحيفة عن منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في العراق، ليز غراندي، قولها "لقد صدمنا بهذه الخسائر الكبيرة بالأرواح". وتنقل عن كريس وود مدير مجموعة المراقبة "إيرورز"، قوله إن حادثة حي الموصل الجديدة تعد أسوأ حادثة منذ عقود بحساب عدد الضحايا في غارة جوية واحدة.
ويحذر وود من أن تساقط القتلى في هذه الحادثة وهجمات أخرى في سورية، أفيد بمقتل عشرات الضحايا فيها، يهدد بقلب مشاعر الجماهير ضد التحالف، مضيفًا أنه حتى وقت قريب "كنا نصف التحالف بأنه يعنى بتجنب وقوع إصابات بين المدنيين بالمقارنة مع ما يفعله الروس، ولكن منذ الأشهر الأخيرة من عام 2016، لاحظنا تصاعدا مطردا في الإصابات بين صفوف المدنيين، وتحولت المشاعر الجماهيرية بشكل حاد ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة".
وتنقل الصحيفة عن أحد السكان في الموصل ويدعى مصطفى يحيى قوله إن القصف "بدأ في الصباح وتواصل حتى الساعة الثانية ظهرا. وكان ثمة مسلحون من تنظيم داعش، على سطوح عدد من البنايات، كما كانوا يخوضون قتالا في الشوارع". ويضيف "لكن الشيء الغريب أن البيت الذي كانوا يختبئون فيه، وغرفة (قيادتهم) العسكرية لم تصب". وفي تحليل نشر في الصفحات الداخلية للصحيفة نفسها يتساءل الكاتب سيمون تسدول، "نحن ندين القنابل الروسية (في سورية) لكن هل يختلف قصف التحالف في الموصل عنها؟".
وذكر بيان لقيادة العمليات المشتركة صدر عنها، الأحد، "تتكرر مع كل انتصار يحققه العراق محاولات وادعاءات لإرباك الرأي العام، وبث قصص فيها مبالغات ومغالطات كبيرة، كما تناقلت وسائل إعلام عن ضربة جوية تسببت في قتل مئات المواطنين. وأضاف ومن اجل إحاطة الرأي العام بكامل الحقائق نوضح أنه "بتاريخ ١٧ آذار/مارس الجاري، شرعت قطاعات جهاز مكافحة التطرف باقتحام حي الرسالة، وفجرت عناصر داعش المتطرفة عددا من العجلات الملغومة الكبيرة مع انتحاريين لإعاقة تقدم قطعاتنا، بعد تدمير العدو استطاعت قواتنا من تطهير كامل حي الرسالة وذلك في تمام الساعة ١٨٠٠ (السادسة مساءً) من نفس اليوم".
وتابع "في تمام الساعة (٠٨٢٥) تم توجيه ضربة جوية من التحالف الدولي على مجموعة من عناصر داعش ومعداتهم بطلب من القوات العراقية"، مشيرة إلى أنه "من خلال معلومات دقيقة من مواطنين ذكروا أن عناصر داعش تحتجز العوائل في بيوت ملغومة وتجبرها البقاء فيها وتستخدم هذه البيوت للقناصين والانتحاريين، وتفجرها عليهم عند تقدم قواتنا حيث تم تشكيل فريق لفحص هذا البيت، ووجد مفخخا ومحتجز فيه ٢٥ شخصاً من النساء والأطفال، تم إنقاذهم جميعا وهم بسلامه وأمان".
وبيّن أنه "تم تشكيل فريق من الخبراء العسكريين من القادة الميدانيين لفحص مكان البيت الذي تناقلته وسائل الإعلام، وتبين أن البيت مدمر بشكل كامل ١٠٠٪، وجميع جدرانه ملغومة ولا توجد أي حفرة أو دالة على أنه تعرض إلى ضربة جوية، ووجد بجواره عجلة كبيرة ملغومة مفجورة وتم إخلاء ٦١ جثة منه، وخلال الحديث مع شهود عيان من المنطقة، أعلنوا أن داعش فُخِخت البيوت وأجبرت العوائل على النزول في السراديب، واستخدمت هذه البيوت إلى الانتحاريين لإطلاق النار باتجاه قواتنا الأمنية".
وأردف البيان إلى أنه "مازالت عناصر داعش لحد هذا اليوم تستخدم الصهاريج الملغومة في هذا القاطع، وفجرت السبت ٢٥ آذار الساعة ١٩١٥ (الساعة والربع مساءً)، صهريجاً كبيراً على قطعاتنا في نفس القاطع". وطالبت العمليات المشتركة "بكافة وسائل الإعلام والشخصيات السياسية توخي الدقة واخذ المعلومات من مصادرها الرسمية للوقوف على الحقائق، ومازالت قواتنا تخوض معارك شرسة وتقدم التضحيات من أجل تحرير أهلنا وأبناء شعبنا في نينوى ولا زالت التحقيقات مستمرة". وفي سياق ذي صلة، نقلت خلية الإعلام الحربي عن الفريق الركن عبد الأمير يارالله، قوله، إن "قوات مكافحة التطرف حررت حي العروبة والمنطقة الصناعية في الساحل الأيمن من الموصل، ورفعت العلم العراقي فيهما بعد تكبيد داعش خسائر بالأرواح والمعدات".
وكانت مديرية الاستخبارات العسكرية، أعلنت، السبت، أن الطيران العراقي تمكن من تدمير موقع لداعش وقتل 3 من أبرز قياداته في منطقة البعاج - حي الثورة في الجانب الأيمن من الموصل. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، شلال العبيد، للصحافيين، إن "القوات الأمنية فرضت حظرًا للتجوال في عامرية الفلوجة بعد استهداف قائممقامها، فيصل العيساوي، بانتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا". وأضاف، أن "حظر التجوال سيرفع حال معرفة ملابسات الحادث". وأوضح أن "انتحاريًا يرتدي حزامًا ناسفًا فجر نفسه أمام عجلة قائممقام عامرية الصمود في وقت ذهابه إلى عمله"، مؤكدًا "نجاة العيساوي، من الحادث، دون وقوع أضرار".
أرسل تعليقك