الجزائر ـ ربيعة خريس
تستعد الجزائر، في منتصف يناير / كانون الأول المقبل، لاحتضان اجتماع رسمي، يعد الأول من نوعه، يهدف إلى حل الأزمة الليبية، وسيجمع كل من رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، واللواء خليفة حفتر. وقالت مصادر حكومية مسؤولة إن الجزائر تحضر لاحتضان اجتماع رسمي، يشارك فيه "السراج" والقائد العسكري خليفة حفتر، بهدف تقريب وجهات النظر بين الطرفين، والوصول إلى اتفاق يقضي بحل الأزمة القائمة في ليبيا.
وذكرت المصادر أن وزراء خارجية دول جوار ليبيا سيشاركون في هذا الاجتماع، بالنظر الى الدور الذي لعبوه مع الجزائر لمحاولة جمع الفرقاء الليبيين على طاولة واحدة. وأشارت المصادر إلى أن الزيارات المتتالية التي قام بها كل من "حفتر" و"السراج" إلى الجزائر، خلال الأسبوعين الأخيرين، كانت بهدف وضع آخر اللمسات على هذا الاجتماع، الذي سيعقد في منتصف كانون الثاني، مؤكدة أن التحضيرات لهذا الاجتماع الرسمي أحرزت تقدمًا ملموسًا.
وقالت المصادر ذاتها إن الجزائر تجري مفاوضات مع عدد من المسؤولين في النظام الليبي السابق، بهدف إشراكهم في الحوار، الذي سيكون على شاكلة مؤتمر المصالحة الليبية، الذي انعقد في الجزائر عام 2015.
وتسعى الجزائر، في الظرف الراهن، جاهدة إلى إيجاد حلول تقضي بوضع حد للأزمة القائمة في ليبيا، التي تعيش منذ عام 2011 عدم استقرار سياسي، ونزاعات على النفوذ، وانتشار رهيب لأعمال العنف، وتدفق للسلاح الذي بات يشكل مصدر قلق لدول جوار ليبيا.
وتتقاسم ليبيا ثلاثة حكومات، الأولى يقودها عبد الله الثني، وهي منبثقة عن مجلس النواب، والثانية في طرابلس، وتسمى حكومة الإنقاذ، برئاسة خليفة الغويل، وانبثقت عن المؤتمر الوطني العام، المنتهية ولايته، قبل أن تحل الثالثة، التي ظهرت في إطار اتفاق "الصخيرات"، وهي حكومة التوافق الوطني المعترف بها دوليًا.
وحل رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي، فايز السراج، الأسبوع الماضي، في الجزائر، في زيارة رسمية تندرج في إطار التشاور المستمر والمتكرر بين البلدين، للتوصل إلى إيجاد حل إيجابي للأزمة التي تعيشها ليبيا حاليًا.
وأشاد "السراج" بالدور الفعال والمستمر للجزائر، وذلك بدعمها حكومة الوفاق الوطني الليبية، من أجل حلحلة بعض الاختلالات التي يمر بها الوضع في ليبيا. وذكر بيان للوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال، ان اللقاء سمح بتقييم الوضع السياسي والأمني، والديناميكية السياسية التي تمت مباشرتها لتسريع مسار تسوية النزاع في ليبيا.
أرسل تعليقك