شنّ تنظيم "داعش"، السبت، هجومه بصهريج مفخخ استهدف حيًا شرق مدينة الموصل، أسفر عن مقتل ما لايقل عن 24 مدنيًا وإصابة العشرات بجروحوتمكنت القوات الأمنية من السيطرة عليه حديثًا، بحسب مصدر أمني مسؤول، فيما دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، السبت، الحكومة السعودية إلى حماية قبر الرسول من "الفكر الإرهابي" وإعادة بناء قبور البقيع، كذلك دعاها إلى تحويل جيشها من اليمن والبحرين إلى القدس لتحريرها من "دنس الإسرائيليين"، فيما طالب إيران بـ "الانفتاح" على العالم الإسلامي وتقديم المصالح الدينية على السياسية وترك الخلافات جانبًا.
وأفاد المصدر لـ"العرب اليوم"، بأن انتحاريًا يقود صهريجًا مفخخًا فجرّ نفسه صباح السبت في حي القادسية الثانية شرق الموصل، مبينًا أن الهجوم أسفر عن مقتل 24 مدنيًا على الأقل وإصابة العشرات بجروح بينهم نساء وأطفال. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإشارة لاسمه أن التنظيم استهدف المدنيين من سكان ذلك الحي لتعاونهم مع قوات جهاز مكافحة الإرهاب.
وأوضح المصدر، في حديث لـ"العرب اليوم" أن "معلومات دقيقة وردت من مصادر محلية موثوقة عن نية تنظيم (داعش) بشن هجوم على حي عدن، شرق الموصل"، مبينًا أن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب نصبت عدة كمائن للعدو واشتبكت مع عناصر التنظيم، مما أسفر عن مقتل 13 عنصرًا بينهم القيادي المدعو (أبو محمد العراقي)".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنه "بعد التدقيق تبين أن اسم القيادي الحقيقي هو (طلعت أحمد فتحي) وهو من عائلة معروفة بانتماء رجالها للتنظيم وكان يظهر في عدة إصدارات للتنظيم وهو يهدد ويتوعد العراقيين بالقتل"، مشيرًا إلى، أن "القيادي كان منتميًا للفصائل الإرهابية منذ عام 2003، وكانت مهمته قبل عام 2014 خطف المقاولين والتجار ومساومة ذويهم بفدية مالية".
وكشف مصدر عسكري مطلع، السبت، عن أنباء تحدثت عن انسحاب القطعات العسكرية من المناطق المحررة في مدينة الموصل (405كم شمال العاصمة بغداد)، مؤكدًا تسلل عناصر من تنظيم (داعش) إلى بعض الأحياء المحررة، وفيما أشار إلى وجود "خيانة من ضعاف النفوس" الذين لا يزالون على تواصل مع التنظيم ويزودونه ببعض التفاصيل والإحداثيات، أكد الكشف عن "الأسماء المتورطة بهذه الخيانة قريبًا".
وقال المصدر ذاته إن "الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام التي تحدثت عن انسحاب القطعات العسكرية في بعض المناطق المحررة في مدينة الموصل بسبب تقدم عناصر تنظيم (داعش)، عارية عن الصحة".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "20 عنصرًا من تنظيم (داعش) تسللوا إلى مناطق حي الزهور وحي البكر وحي القاهرة مستغلين ظروف الشتاء في الموصل عن طريق أحد الأنفاق"، مشيرًا إلى، أن "القوات الأمنية تصدت لهذا التسلل وقتلتهم جميعًا".
وأكد المصدر، أن "هناك بعض ضعاف النفوس في المناطق المحررة لا يزالون على تواصل مع العدو ويزودونهم ببعض التفاصيل والإحداثيات"، لافتًا إلى أن "عناصر الاستخبارات رصدت هذه الخيانة وسيتم الإعلان قريبًا عن تفاصيلها وبالأسماء ليعرف الشعب العراقي حجم الخيانة ولكي لا يتورط الأبرياء بذنب غيرهم".
وتناقلت وسائل الإعلام أنباء تحدثت عن انسحاب القطعات العسكرية من بعض المناطق المحررة من سيطرة تنظيم (داعش) في مدينة الموصل، بسبب تقدم عناصر التنظيم والهجوم على تلك المناطق.
وتواجه القوات العراقية في الساحل الأيسر صعوبة في تحييد نحو أكثر من نصف مليون شخص عن المعارك ويستخدمهم داعش كدروع بشرية. وتحاول السلطات المحلية في نينوى إقناع "التحالف الدولي" باستخدام الأباتشي لضرب أهداف قريبة داخل الازقة، لتجنب إصابة المدنيين بدلا من إيقاف الحرب.
وكانت تصريحات سابقة لمسؤولين في الموصل كشفت عن إصابة نحو 300 مدني في الساحل الأيسر، وقدرت مقتل 2 إلى 3 أشخاص يوميًا جراء المعارك. وبالمقابل تدرس القيادة العسكرية الزج بقطعات الشرطة الاتحادية مع "مكافحة الارهاب" في الساحل الأيسر.
وتوقع رئيس الوزراء حيدر العبادي، أخيرًا، أن عمليات تحرير الموصل ستنتهي قبل نهاية 2016، مشيرًا إلى أن تنظيم "داعش" ينهار في المدينة. لكن قائد عمليات نينوى كشف أن تقديرات الخطة العسكرية وضعت فترة 6 أشهر لاستعادة السيطرة على المدينة. كما تظهر الأحداث وتصريحات المسؤولين في المدينة تباطؤ العمليات في الجانب الشرقي للمدينة، بسبب كثافة المدنيين الذين تراجع معظمهم إلى المناطق المحاذية لنهر دجلة.
ودخلت أزمة المياه أخيرًا، على خط المعارك في الموصل حيث تهدد بكارثة إنسانية وشيكة بعد تضرر خط المياه الرئيسي في شرق الموصل.
ويشير خلف الحديدي، عضو مجلس محافظة نينوى، إلى أن تأخر العمليات يهدد بـ"وقوع مجاعة إنسانية نظرًا لقرب نفاد ما ادخره الموصليون من الطعام، فضلا عن شح الأدوية وانقطاع الماء"، معتبرا أن إطالة أمد المعارك سيكون "مكلفًا على المدنيين وكذلك على القوات الأمنية".
وقالت بعثة الأمم المتحدة لدى العراق، الخميس، إن القوات العراقية فقدت نحو ألفين من عناصرها في جميع أنحاء البلاد في شهر تشرين الثاني الماضي، خصوصا في معركة استعادة الموصل.
وبدأ مجلس محافظة نينوى، منذ أيام عقد جلسات مع القيادات العسكرية، لبحث طريقة إخراج المدنين من الموصل وتجنب استخدام "داعش" للهاونات والقناصين ضد السكان.
وأبلغ دبلوماسيون أميركان الى مجلس نينوى رغبتهم بـ"إيقاف العمليات لحين إيجاد طريقة لإخراج السكان من الموصل". ويقول الحديدي ان المجلس رفض الفكرة لأنها "ستزيد من قتل داعش للمدنيين وربما لن تسمح لهم بالخروج ايضا".
وطالب مجلس نينوى التحالف الدولي باستخدام "الاباتشي" للرد على نيران المسلحين، لا سيما بعد توقف الغارات الجوية والمدفعية الثقيلة من ضرب اهداف داخل الموصل حفاظا على الاهالي.
ويرى عضو مجلس نينوى ان على الحكومة ان تكون اكثر مرونة وتبحث عن بدائل اذا استمر "البرود الامريكي تجاه ازمة المدنيين في الموصل". ويضيف قائلا "علينا طلب دعم من تركيا او اي دولة عربية او اسلامية لانهاء الازمة هنا".
وكان أعضاء في مجلس نينوى قد دعوا، أخيرًا، التحالف الدولي الى إرسال قوات متخصصة بحرب الشوارع لمساعدة جهاز مكافحة الارهاب الذي رأوا انه لم يعد قادرا على مواجهة الازمة لوحده، لكنّ نائبًا عن الموصل كشف عن خطة جديدة تستعد لإطلاقها القيادة العسكرية العراقية تتضمن إعادة انتشار القطعات واضافة تشكيلات جديدة في الساحل الايسر.
وقال النائب أحمد الجبوري، إن "تبديل الخطط العسكرية امر طبيعي، والقيادة ستزج قطعات من الشرطة الاتحادية مع جهاز مكافحة الارهاب". وبحسب النائب الجبوري فإن التغييرات المرتقبة ستطول المحور الشمالي، المتعثر منذ اسابيع. وكانت جهات مطلعة أشارت إلى وجود تلكؤ في اداء الفرقة 16 هناك، وألمحت الى إمكانية تغييرها. لكن النائب عن الموصل يؤكد أن "الأمر لايتعدى مسألة ترتيب القوات وإعادة تنظيمها".
وكانت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية قد بشّرت بـ "مفاجآت" سيشهدها المحور الشمالي بعد توقف مؤقت للعمليات. وتزداد المصاعب في معركة تحرير الموصل مع عدم وجود قوات كافية لمسك مساحات شاسعة تم تحريرها في المحور الجنوبي. وتتريث القوات في المحور الجنوبي باقتحام آخر قرية تفصلها عن "مطار الموصل"، الذي يعد المنفذ الاقرب لقلب الساحل الايمن. وتخشى القوات أن تترك الأراضي المحررة خلفها من دون حماية، لا سيما أن النائب أحمد الجبوري يؤكد أن الحشود العشائرية في المنطقة لا تستطيع المواجهة بمفردها لأنها "تمتلك أسلحة بسيطة".
وكان من المفترض أن يتم تطويع 15 ألف مقاتل من ابناء نينوى لمهمة مسك الارض، ضمن الحشد الشعبي، إلا أن فوضوية الإجراءات حالت دون ذلك. وعلى الرغم من شدة الأمطار، التي تتساقط منذ يومين على المناطق الغربية للموصل، لكن النائب أحمد الجبوري، المتواجد هناك، يؤكد أن قوات الحشد الشعبي والفرقة العسكرية 15، طوقت تل عبطة بالكامل، وتقاتل للسيطرة على طريق رئيسي يربط بين سنجار والموصل.
ويمتد الطريق القريب من سجن "بادوش" بطول 15 كم. ويشير الجبوري الى أن داعش يقاتل بضراوة لان السيطرة على الخط الستراتيجي "سيزيد من عزلة الموصل".
وانتقلت الفرقة 15 التابعة للجيش العراقي من المحور الجنوبي الى الغربي، استعدادا للهجوم على مركز تلعفر، بعد اتفاق سياسي يقضي بان تقوم قطعات الحشد بإحكام الطوق على المدينة التركمانية.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، السبت، الحكومة السعودية إلى حماية قبر الرسول من "الفكر الإرهابي" وإعادة بناء قبور البقيع، كذلك دعاها الى تحويل جيشها من اليمن والبحرين الى القدس لتحريرها من "دنس الاسرائيليين"، فيما طالب ايران بـ "الانفتاح" على العالم الإسلامي وتقديم المصالح الدينية على السياسية وترك الخلافات جانباً.
وقال الصدر في بيان، تلقت (المدى برس)، نسخه منه، أنه "حيث اننا مقبلون على ما يسمى باسبوع الولادة النبوية المباركة أو ما يسمى باسبوع الوحدة الإسلامية نهنئ العالم الإسلامي بكل طوائفه بولادة الهدى ونور الدجى سيد الكونين محمد صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين الأخيار"، مبيناً أنه "نحن في العراق نحمي المقدسات سواء في النجف أو كربلاء أو الأعظمية أو غيرها وهذا وسام شرف لنا في الدنيا والاخرة".
ودعا الصدر، الحكومة السعودية إلى "حماية قبر الرسول من الفكر المتطرف للفرقة الشاذة المهيمنة عندهم ونحن على أتم الاستعداد للتعاون من أجل ذلك، وأدعوها إلى إعادة بناء قبور البقيع وعلى رأسهم قبور أهل البيت وسلالة النبوة المحمدية، وكذلك نحن على أتم الاستعداد للتعاون من أجل ذلك".
وتابع الصدر، "أدعو الحكومة السعودية إلى تحويل جيوشها الجرارة المقاتلة في اليمن والبحرين إلى القدس لتحريرها من دنس الاسرائيلين ودولة الشر، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون على الرغم من جراحاتنا وبلاءاتنا"، مطالباً الحكومة المصرية وجامع الازهر بـ "حماية مسجد رأس الحسين وفتحه أمام الزائرين وتخليصه من دنس شذاذ الافاق".
وطالب الصدر، الحكومة الإيرانية بـ "الانفتاح على العالم الإسلامي وتقديم المصالح الدينية العقائدية العامة كما عهدناها على المصالح السياسية وترك الخلافات جانبًا من أجل رفعة الإسلام المحمدي العلوي ومن أجل تخليص الشعوب من معاناتها".
أرسل تعليقك