لندن ـ سليم كرم
اعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن فرص التوصل لاتفاق بين بلادها والاتحاد الأوروبي لا تزال قائمة رغم الخلافات بين الجانبين بشأن إجراءات الخروج "بريكست. وقالت في كلمة ألقتها أمام مجلس العموم البريطاني: "لا يجب أن تتسبب الخلافات في عدم التوصل الى اتفاق". وأضافت: "ما زلت أعتقد أن التوصل إلى اتفاق تفاوضي هو أفضل نتيجة للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأعتقد كذلك أن هذا الاتفاق قابل للتحقق". وتابعت ماي قائلة: "حان وقت انتصار الفكر الهادئ، والتركيز بشكل واضح على ما تبقى من قضايا حاسمة لم يتم الاتفاق عليها بعد"، مشيرة إلى أن الجانبين يدخلان المراحل النهائية من المفاوضات.
وفي المقابل، قال رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك إن "خروج بريطانيا من التكتل بدون التوصل إلى اتفاق "بات احتمالا أقرب من أي وقت مضى. وأضاف توسك، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للمجلس: "ثبت أن الجهود الرامية إلى إبرام اتفاق هي أكثر تعقيدا مما كان يتوقعه البعض. ومع ذلك يجب أن نبقى متفائلين".
ومن المتوقع أن يتم عقد قمة طارئة للاتحاد الأوروبي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؛ في محاولة من الجانبين للتوصل إلى اتفاق نهائي. ولا تزال قضية مستقبل الحدود بين أيرلندا الشمالية، التي تعتبر قطعة من بريطانيا، وجمهورية أيرلندا إحدى دول الاتحاد الأوروبي، واحدة من أكثر القضايا الشائكة في مفاوضات الخروج البريطاني من الاتحاد، حيث يتعين على الجانبين الاتفاق على حل نهائي.
ودعت رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستارغن، الإثنين، إلى تمديد الفترة الانتقالية المقترحة لما بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست". وقالت في تصريحات نقلتها صحيفة "غارديان" البريطانية: هناك حاجة إلى تمديد الفترة الانتقالية المقترحة والبالغة 21 شهراً، لإعطاء الحكومة البريطانية مزيدًا من الوقت للتفاوض على حل وسط مع أحزاب المعارضة من أجل إقامة علاقة مستقبلية "سليمة" مع الاتحاد الأوروبي.
وأضافت ستارغن قائلة: "بناء لما تبين من العامين الماضيين، فمن المؤكد أنه ستكون هناك حاجة حتماً لمزيد من الوقت للاتفاق على العلاقة المستقبلية". وأردفت: "وبالتالي فإن القدرة على تمديد الفترة الانتقالية سيكون أمراً حيوياً". ودعت نواب حزبي المحافظين (الحاكم) والعمال (المعارض) إلى النظر في تقديم تنازلات من أجل مصلحة الشعب، عندما يتم طرح الاتفاق النهائي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد للتصويت في البرلمان.
وحثت ستارغن، رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي على إعادة النظر في قرارها سحب المملكة المتحدة من الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي ، مشددة على أن البقاء سيكون الخيار "الأقل ضررًا" للاقتصاد البريطاني ككل. والأسبوع الماضي، دعت ستارغن إلى استقلال بلادها عن المملكة المتحدة، وقالت إن ذلك سيكون الحل للمشكلات الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكانت اسكتلندا قد أجرت استفتاء في سبتمبر/أيلول 2014 على الاستقلال عن المملكة المتحدة، وانتهى بالتصويت لصالح البقاء. لكن في مارس/آذار 2017، قالت ستارغن إن الحكومة الاسكتلندية الإقليمية ستسعى نحو إجراء استفتاء ثان على الاستقلال في ربيع 2019. وقالت: "إن العلاقة المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ستحدد السياق الذي ستصبح فيه اسكتلندا مستقلة" .
أرسل تعليقك