رفضت إيران، الإثنين، اتهامات من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، في وقت أشارت فيه أيضًا إلى أنها "أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن التهديدات الإسرائيلية لمواقعها النووية".وفي خضم التصعيد الجاري في لبنان وغزة والمنطقة بشكل عام، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اتهامات ميقاتي لطهران بالتدخل في شؤون بلاده، وذلك على خلفية تصريحات منسوبة إلى رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف.
وقال المتحدث إسماعيل بقائي، خلال مؤتمر صحفي أسبوعي، إن "إيران لم تكن لديها النية على الإطلاق و(لم تقدم على) أية خطوة يمكن أن تثير شبهة التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية".
وتابع: "نجري مباحثات مع أي بلد لديه مبادرة ومقترح لوضع حد للجرائم والعدوان ضد لبنان، والإبادة الجماعية في قطاع غزة"، مشيرا إلى أن وقوع "سوء فهم" بشأن تصريحات قاليباف.
كما تطرق بقائي إلى الضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد بلاده بعدما استهدفت طهران إسرائيل مطلع أكتوبر الجاري، بنحو مئتي صاروخ.
وقال إن إيران "أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن التهديدات الإسرائيلية لمواقعها النووية"، مضيفا: "التهديدات بمهاجمة المواقع النووية تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة.. وهي مدانة.. وأرسلنا رسالة بشأنها إلى.. الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وكانت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية قد نقلت عن رئيس مجلس الشورى الإيراني، قوله الأسبوع الماضي، إن طهران "مستعدة للتفاوض مع باريس بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 في لبنان، ووقف إطلاق النار" في المواجهة المفتوحة منذ نحو شهر بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من طهران، المصنف كتنظيم إرهابي في الولايات المتحدة ودول أخرى.
واستدعت هذه التصريحات انتقادا علنيا نادرة من رئيس الحكومة اللبنانية.
وقال ميقاتي في بيان الجمعة: "نستغرب هذا الموقف الذي يشكّل تدخلا فاضحا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان".
وطلب من وزير الخارجية "استدعاء القائم بأعمال السفارة الايرانية في بيروت والاستفسار منه عن حديث رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف".
وأكدت الخارجية اللبنانية أنها نقلت إلى المسؤول الدبلوماسي "حرص لبنان على بذل الجهود الدبلوماسية اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي المتمادي عليه من خلال تطبيق القرار 1701"، والتعويل "على ممارسة الدولة اللبنانية لسلطتها وسيادتها".
وكثّفت إيران مشاوراتها الدبلوماسية خلال الآونة الأخيرة في ظل الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد اثنين من حلفائها الإقليميين، وهما حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان. وزار وزير خارجيتها عباس عراقجي، عددا من الدول الإقليمية في الآونة الأخيرة، منها السعودية ومصر وتركيا.
كما حذّرت إيران من أنها سترد على أي اعتداء يستهدفها، بعد توعد إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي.
وأكد بقائي أن الدول المجاورة لإيران "لن تسمح باستخدام أجوائها لشنّ هجوم على أي بلد إسلامي في المنطقة".
وكانت قناة "الحرة" قد حصلت على معلومات من مصدر إسرائيلي رفيع، تفيد بأن دولا خليجية بعثت برسائل إلى إسرائيل تؤكد ضرورة أن يكون ردها على إيران صارما وواضحا.
وقال المصدر إن إسرائيل تتلقى اتصالات وطلبات من دول خليجية لإعلامها مسبقا قبل الرد المتوقع، لتتمكن من اتخاذ احتياطاتها في حال تعرضها لهجوم مضاد.
وتجري اتصالات مكثفة مع جيوش دول المنطقة تحت مظلة قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم) بما في ذلك إسرائيل.
وعبرت دول عربية، خاصة دول الخليج، عن تقديرها ودعمها للضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا ولبنان، مشيدة باغتيال قائد فيلق القدس في سوريا محمد رضا زاهدي، والأمين العام لحزب الله حسننصر الله، بحسب المعلومات التي حصلت عليها "الحرة".
وتتعاون دول المنطقة، تحت مظلة "سنتكوم"، في بناء استراتيجية مشتركة للتصدي للتهديد الإيراني، بما في ذلك نشر رادارات وأجهزة مراقبة في أنحاء الشرق الأوسط، واستخدام المجالات الجوية لبعض الدول.
المعلومات التي حصلت عليها "الحرة" أفادت أيضا بأن إسرائيل تعتبر ردها على الهجوم الإيراني "فرصة حاسمة لإظهار قوتها في منطقة الشرق الأوسط، والتصدي لتهديدات طهران المباشرة وغير المباشرة".
وتعد إيران من أبرز الداعمين لحركة حماس في قطاع غزة، جماعة حزب الله اللبنانية، المصنفتين على لوائح الإرهاب الأميركية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ميقاتي يُعلن أن لبنان يعيش حرب مفتوحة ويُطالب بحل دبلوماسي للتهدئة مع إسرائيل
ميقاتي يُؤكد أن حكومته تسّعى لوقف الحرب مع إسرائيل وتجنب الدخول في حرب إقليمية
أرسل تعليقك