القاهرة - أحمد عبدالله
تشهد وسط العاصمة القاهرة استعدادات مكثفة وغير مسبوقة بسبب حلف الرئيس عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية أمام نواب البرلمان، إذ انتشرت قوات الأمن لتمشيط محيط البرلمان منذ الساعات المبكرة الأولى من الصباح، كما احتشد نواب المجلس تحت قبة البرلمان يتقدمهم رئيس المجلس علي عبدالعال الذي وجد في انتظاره كامل التشكيل الحكومي بالإضافة إلى شيخ الأزهر وبابا الكنيسة لحضور جلسة تنصيب الرئيس.
ورصد "العرب اليوم" حالة تشديد أمني على مداخل ومخارج البرلمان، بالإضافة إلى الانتهاء تماما من أعمال التشجير والتزيين داخل وخارج محيط البرلمان المصري، بالإضافة إلى حالة سيولة مرورية في الميادين المحيطة بالبرلمان، وسط وجود محدود لعدد من المواطنين أصحاب المطالب التي كتبوها على لافتات حملت تأييد واسع للسيسي، ثم إدراج الطلب، والتي جاءت في مجملها متعلقة برغبة في علاج أو توظيف.
وأعرب نواب في تصريحات خاصة عن أملهم في أن يتم تفنيد الخطاب الرئاسي بعد إلقائه، وتنفيذ ما ورد به من توصيات، توقعوا أن تكون خاصة بالأحوال الاقتصادية وملف الإرهاب، حيث أكد النائب البرلماني المخضرم كمال أحمد علي أن جلسة حلف اليمين تكون فرصة ذهبية للنواب من أجل لقاء الرئيس مباشرة والاستماع إلى رؤيته وما يحمله من أفكار بشأن الفترة المقبلة، لافتا إلى أن تحريك العلاقة بين مختلف السلطات التشريعية والتنفيذية من الحاضرين لجلسة التنصيب اليوم أمر مهم، ويؤدي لحيوية وكسر أي جمود سياسي.
وأضاف النائب البرلماني عبدالمنعم العليمي أن جلسة تنصيب الرئيس لها أهمية خاصة لنواب البرلمان، وتثبت للجميع أن مصر دولة مؤسسات، وأنه يتم تنفيذ الإملاءات الدستورية على أكمل وجه، من حيث اشتراط بداية فترة الرئيس بإلقاء القسم أمام نواب البرلمان، متوقعا أن تكون الملفات الاقتصادية المتعلقة بأحوال مصر والإجراءات المتبعة للإصلاح، بالإضافة إلى ملف الإرهاب، هما أبرز محاور حديثي السيسي اليوم، مطالبا الحكومة بترجمة تلك التصريحات والنظر لأحوال القرى والمواطنين ومعدلات البطالة، وإيجاد الحلول المناسبة لكل منهم، في ضوء الخطوط العريضة التي يضعها رئيس الجمهورية في ولايته الثانية.
وبشأن إجراءات الجلسة من المنتظر أن يستقبل الرئيس السيسى لدى وصوله إلى مقر البرلمان الدكتور علي عبدالعال والوكيلين السيد الشريف وسليمان وهدان والأمين العام للبرلمان المستشار أحمد سعد الدين، ويصطف الجميع خلال عزف الموسيقى العسكرية السلام الجمهوري، ثم يستعرض السيسي حرس الشرف الذي يصطف خارج البرلمان ثم تطلق المدفعية 21 طلقة تحية لقدوم السيسي إلى مقر مجلس النواب، ومن ثم يصطحب عبدالعال الرئيس إلى استراحة رئيس الجمهورية ثم يستأذنه في افتتاح الجلسة قبل أن يدخل الرئيس ويستقبله الأعضاء والمدعوون، وتبدأ الجلسة التاريخية وسط أجواء احتفالية كبرى بكلمة قصيرة للدكتور عبدالعال يرحب فيها بالرئيس السيسي، ويعدد فيها الإنجازات التي تمت في ولاية الرئيس الأولى وآفاق المستقبل من أجل استكمال بناء الدولة المصرية العصرية، ثم يقدم الرئيس السيسي ليؤدي اليمين الدستورية ويلقي بعدها مباشرة كلمة مهمة يوجهها إلى النواب والشعب المصري.
وفي رصد لأبرز رؤساء البرلمان وأكثرهم إدارة لمثل هذه الجلسات على مدار حكم مصر منذ عام 52، من المنتظر أن يدير جلسة اليوم التاريخية د.علي عبدالعال، الذي شغل رئاسة السلطة التشريعية منذ العاشر من يناير 2016 الماضي، وسيكون أول رئيس برلمان تتم برئاسته جلسة اليمن الدستوري للرئيس عبدالفتاح السيسي منذ عام 2005، بينما حضر أمامه الرئيس السيسي مرة سابقة لكن كانت لنقل السلطة التشريعة التي كان يديرها السيسي فترة المرحلة الانتقالية بعد ثورة 30 يونيو.
الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب السابق، منذ 1990حتى 2010، شهد 3 مرات أداء اليمين الدستوري للرئيس محمد حسني مبارك، إبان أعوام 1993، و1999، و2005، ويعد أكثر روؤساء البرلمان الذين شهدوا هذه الجلسات التاريخية، بينما شهدت فترة الرئيس مبارك أيضا أداء اليمين الدستورية أمام رئيس مجلس الشعب صوفي أبوطالب (4 نوفمبر 1978 - 4 نوفمبر 1983) في عام 1981 إبان انتخابه رئيسا لمصر خلفا للرئيس الراحل السادات، وأيضا رفعت المحجوب (23 يونيه 1984- 24 فبراير 1987) ثم (23 أبريل 1987-12 أكتوبر 1990)، حيث كانت جلسة حلف اليمين في عام 1987.
حافظ بدوي (14 مايو 1971-7 سبتمبر 1971) ثم (11 نوفمبر 1971-22 أكتوبر 1974)، كان أول رئيس مجلس نيابي، وكان يطلق عليه مجلس الأمة، شهد أول أداء يمين دستوري للرئيس الراحل محمد أنور السادات، بعد اختياره رئيسا لمصر بعد وفاه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما أدى السادات أيضا اليمين الدستورية أمام سيد مرعي الذي شغل رئاسة البرلمان المصري خلال الفترة (23 أكتوبر 1974-3 نوفمبر 1978).
في عهد الرئيس جمال عبدالناصر "14 نوفمبر 1954- 28 سبتمبر 1970"، حيث ترأس عبداللطيف البغدادي البرلمان خلال الفترة (22 يوليو 1957- 4 مارس 1958)، بينما ترأسه محمد أنور السادات (21 يوليو 1960-27 سبتمبر 1961) (26 مارس 1964-12نوفمبر 1968)، والدكتور محمد لبيب شقير (20 يناير 1969-14 مايو 1971)، حيث أدى عبدالناصر اليمين الدستورية مرتين الأولى عام 1958 إبان عهد رئاسة عبداللطيف البغدادى، والثانية منها عام 1965 إبان عهد رئاسة السادات للبرلمان.
أرسل تعليقك