برازيليا ـ سامي لطفي
تغادر رئيسة البرازيل ديلما روسيف (68 عاما) اليوم الخميس مكتبها في القصر الرئاسي ، بعد أن تلقي خطابها وتلتقي انصارها، كما قال مكتب الاعلام في حزب "العمال". ويتسلم نائبها اللبناني الأصل ميشال تامر (75 عاما) مهام الرئاسة بعد أن يلقي خطابا أيضا الى البرازيليين من قصر الرئاسة والى جانبه وزير المالية انريكي ميرييس ". ودعا حزب "العمال" الذي تنتمي روسيف اليه، نوابه وناشطيه الى التجمع امام قصر الرئاسة تحت شعار: "لن نقبل بحكومة غير شرعية".
وكان مجلس الشيوخ البرازيلي صوت بغالبية 55 من اصل 81 عضوا لصالح توجيه التهم الى الزعيمة اليسارية بالفساد، فيما عارض ذلك 22 عضوا. وسيتولى نائبها تامر السلطة ، الى حين صدور الحكم النهائي لمجلس الشيوخ بحلول ستة اشهر.
وقبل التصويت الالكتروني النهائي، اعلن عدد من اعضاء المجلس يصل الى الاغلبية البسيطة المطلوبة المحددة بـ41 صوتا انهم سيؤيدون بدء قضية ضد روسيف واستبعادها عن السلطة مدة اقصاها 180 يوما في انتظار حكم نهائي.
ومن سخرية القدر ان الرئيس الاسبق فرناندو كولور دي ميو الذي استقال في 1992 قبل ايام من اقالته بسبب الفساد، يشارك في المناقشات في مجلس الشيوخ. لكنه لم يكشف موقفه.
وبذلك، يفترض ان يطوي اكبر بلد في اميركا اللاتينية صفحة 13 عاما من حكم حزب "العمال" البرازيلي الذي بدأ في 2003 مع انتخاب الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي شهدت البلاد في عهدة طفرة اقتصادية واجتماعية مطلع الالفية الثالثة.
والرئيس المؤقت ميشال تامر حتى فترة قصيرة رجل الظلّ في البرازيل، تعرف عنه لباقته وطبعه الهادئ واناقته مكتفيا بالادوار الفخرية. مع تحريك آليات اقالة الرئيسة الحالية خرج الى الضوء فجأة، وهو على قاب قوسين وادنى من ان يخلفها في المقعد الرئاسي.
يبلغ تامر اللبناني الاصل ونائب الرئيسة، الخامسة والسبعين من العمر. واخفى اوراقه لشهور طويلة ليخرجها فجأة ساعيا للانقضاض على فريسته. هو من مواليد ساو باولو العام 1940، نشأ في كنف والدين مهاجرين من لبنان مع سبعة اخوة واخوات، وتزوج ثلاث مرات ورزق بخمسة ابناء خلال اربعين سنة.
زوجته الحالية ملكة جمال سابقة في الثانية والثلاثين من العمر. هي حاليا حامل في شهرها السادس، ووصفتها مجلة فيجا المحافظة ب "الجميلة المتكتمة وربة المنزل".
ولطالما سعى تامر إلى ارتداء ثوب التواضع. وعندما استقبل قبل اشهر انصارا له كانوا يهتفون "تامر رئيسا"، كان يرد عليهم بنوع من الضيق: "حاليا لا شكرا. سننتظر السنة 2018".
أرسل تعليقك