برازيليا ـ سامي لطفي
عزل الكونغرس البرازيلي اليوم الخميس رئيسة البلاد، ديلما روسّيف، بتخطيه الغالبية المطلوبة، وهي 41 صوتاً، في جلسة تصويت تاريخية بدأها 11 صباح الأربعاء، وحضرها 78 من أصل 81 عضواً، وفيها تم منح 71 عضواً حق التحدث 15 دقيقة لكل منهم، وبنهاية حديثه يعلن علناً عن تأييده أو رفضه عزل أول امرأة تتولى الرئاسة في تاريخ بلاد الأمازون.
وصوت مجلس الشيوخ بغالبية 55 من أصل 81 عضواً لصالح توجيه التهم إلى الزعيمة اليسارية، فيما عارض ذلك 22 عضواً، وامتنع واحد عن التصويت. وبالتوصل إلى هذه الغالبية المطلوبة أصبح ميشال تامر، نائب المعزولة رئيسا لخامس دولة مساحة وسكاناً بالعالم، ، وأول حامل للجنسية اللبنانية يحتل المنصب الأول في دولة غير لبنان، العاجز منذ عامين عن انتخاب رئيس خلفاً لمن انتهت في مايو 2014 ولايته، وهو ميشال سليمان.
والرئيس المؤقت ميشال تامر حتى فترة قصيرة رجل الظلّ في البرازيل، تعرف عنه لباقته وطبعه الهادئ واناقته مكتفيا بالادوار الفخرية. مع تحريك آليات اقالة الرئيسة الحالية خرج الى الضوء فجأة، وهو على قاب قوسين وادنى من ان يخلفها في المقعد الرئاسي.
وكان البرلمان البرازيلي صوّت الشهر الماضي على عزل روسّيف، وأحال قضيتها للكونغرس الذي سيحاكمها بعد أن نجح بإقصائها اليوم بتهم خطيرة: التلاعب بالموازنة لإخفاء حجم العجز الفعلي فيها، والتخفيف من تأثيره في الأزمة الاقتصادية، بهدف تشجيع الناس في 2014 على إعادة انتخابها، كما التورط بفضائح فساد، وتوقيع مراسيم حمّلت مصارف حكومية نفقات بمليارات الدولارات، من دون الحصول على موافقة البرلمان.
ويبلغ تامر اللبناني الاصل ونائب الرئيسة، الخامسة والسبعين من العمر. واخفى اوراقه لشهور طويلة ليخرجها فجأة ساعيا للانقضاض على فريسته. هو من مواليد ساو باولو العام 1940، نشأ في كنف والدين مهاجرين من لبنان مع سبعة اخوة واخوات، وتزوج ثلاث مرات ورزق بخمسة ابناء خلال اربعين سنة.
زوجته الحالية ملكة جمال سابقة في الثانية والثلاثين من العمر. هي حاليا حامل في شهرها السادس، ووصفتها مجلة "فيغا" المحافظة ب "الجميلة المتكتمة وربة المنزل".
ولطالما سعى تامر إلى ارتداء ثوب التواضع. وعندما استقبل قبل اشهر انصارا له كانوا يهتفون "تامر رئيسا"، كان يرد عليهم بنوع من الضيق: "حاليا لا شكرا. سننتظر السنة 2018".
أرسل تعليقك