بلدة عراقية يسكنها شخصٌ واحد فقط مع خمسة كلاب ضالّة
آخر تحديث GMT23:31:34
 العرب اليوم -

بعد هزيمة تنظيم "داعش" قبل عامين وطرده مِن البلاد

بلدة عراقية يسكنها شخصٌ واحد فقط مع خمسة كلاب ضالّة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بلدة عراقية يسكنها شخصٌ واحد فقط مع خمسة كلاب ضالّة

بلدة عراقية يسكنها شخصٌ واحد فقط
بغداد - نجلاء الطائي

تعدّ بلدة باطانيا في شمال العراق نموذجا صارخا عن معاناة الأقليات بعد هزيمة تنظيم "داعش" قبل عامين وطرده من البلاد، ففي هذه البلدة لا يوجد سوى رجل واحد يعيش في حطام منزل مع خمسة كلاب ضالة، وقبل الحرب كان يعيش في هذه البلدة أكثر من 6 آلاف نسمة من طائفة الكاثوليك الكلدان، لكن حاليا يعيش ساكنها الوحيد على الطعام الذي تقدمه إليه قوات الأمن المحلية مقابل أن يحرس ثلاث مدارس جرى تجديدها بالإضافة إلى مركز طبي حديث.

وقال الحارس المسن الذي رفض نشر اسمه خشية أن تعطل السلطات ترتيباته غير الرسمية مع قوات الأمن "أنا الوحيد الذي عاد.. ليست لدي عائلة، وهذا أفضل من العيش في مخيم"، وأوضح أن ما يقرب من نصف الذين كانوا يعيشون في باطانيا هاجروا إلى الولايات المتحدة وأوروبا، في حين انتقل الباقون إلى منازل مؤقتة في مناطق أخرى من العراق، وهم يسعون بكل جد إلى مغادرة البلاد.

لا حل سوى الهجرة
وقال رعد ناصر، 40 عامًا، في حديث هاتفي مع صحيفة "واشنطن بوست"، إنه وآخرون اختاروا البحث عن فرص للهجرة إلى أوروبا بعد دمار باطانيا، مشيرا إلى أن 200 أسرة فقط من البلدة لا تزال في العراق، وأن قلة منها فقط ترغب في العودة إليها، وحسب الصحيفة فإن تلك البلدة تعد مثالا صارخا على التحدي الذي يواجه الحكومة العراقية والأمم المتحدة في إعادة إعمار المناطق التي دمرها داعش خلال حرب استمرت 3 أعوام.

  أقرأ أيضا :

سكان محليون يائسون داخل الموصل يريدون عودة تنظيم "داعش"

ووفق خبراء فإن إعادة إعمار تلك المناطق وإعادة توطين سكانها سيأخذ عشرات السنين إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، وبالتالي فإن هذا الأمر يحمل مخاطر عدة منها هجرة الأقليات المسيحية والإيزيدية، كما أن الأحوال السيئة قد تجبر الكثير من المسلمين السنة على التشدد والتطرف، وقبل الحرب كان المسيحيون يشكلون نحو 7 في المائة من سكان البلاد، لكن بعد ظهور "داعش" تقصلت تلك النسبة كثيرا، وهي مهددة بالتقلص أكثر بسبب عدم وجود آمال لهم بالعودة لدرياهم قريبا.

وتقول بعض التقديرات إن عدد المسحيين العراقيين لا يتجاوز حاليا 200 ألف نسمة، بعد أن كان عدد يصل إلى أكثر من 1.5 مليون قبل الغزو الأميركي عام 2003.

ويقول بعض المسؤولين العراقيين والغربيين إن الأموال المخصصة للإعمار والتوطين يتم توزيعها ببطء ومن خلال شبكات محسوبية يمزقها الفساد لتضيع بين السياسيين والميليشيات المسلحة التي قاتلت "داعش".

دعم أميركي.. لكن
وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام الماضي، في محاولة لإبقاء المسيحيين والإيزيديين في بلاهم، قانون الإغاثة والمساءلة في العراق وسورية الذي ينص على تمويل مشاريع الاستقرار في المجتمعات المستهدفة بالإبادة الجماعية من قبل "داعش"، ومنذ أكتوبر 2017، خصصت الولايات المتحدة نحو 300 مليون دولار للمناطق التي كانت تقليديا موطنًا للمسيحيين والإيزيديين، وفقًا إلى مسؤولي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي أنجزت 304 مشاريع لإعادة التأهيل في شمال العراق، وبخاصة في مناطق المسيحيين والإيزيديين

وقال عصام بهنام، رئيس بلدية الحمدانية المسيحة، إن برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والأمم المتحدة، إلى جانب التبرعات الخاصة من الجماعات المسيحية الأميركية، ساعدت على إعادة نحو نصف سكان المدينة الأصليين البالغ عددهم 60 ألف نسمة، لكنه أضاف: "لكن المساعدة لم تعالج ما قال إنه الأسباب الأساسية لمغادرة الأقليات للعراق المتمثلة في إهمال الحكومة العراقية وفشلها في حشد قوات الشرطة والجيش لتأمين مدن في الشمال".

وختم كلامه: "يجب على الحكومة أن تنظر بجدية فيما إذا كانوا يريدون حقاً أن يبقى المسيحيون في العراق. إذا ظل الوضع على ما هو عليه، لا أعتقد أنه سيكون مستقبل لنا هنا.

المحافظة "المظلومة"
أوضح سالم عثمان مدير صندوق إعادة إعمار الحكومة العراقية في محافظة نينوى، أن الأمن لم يكن العقبة الرئيسية أمام إعادة البناء وإعادة التوطين، منوها إلى أن نقص التمويل المشكلة الأساسية وأن تركيز الولايات المتحدة الحصري على المناطق المسيحية والإيزيدية يتجاهل الاحتياجات الملحة للمدن الكبرى مثل الموصل.

وقال: "لقد شاركت العديد من الدول في هزيمة "داعش"، ونحن ممتنون، لكنهم دمروا محافظة نينوى في هذه العملية، ويجب أن يشاركوا جميعًا في إعادة إعمارها"، وقال عثمان إن إعادة بناء البنية التحتية للمحافظة ستتكلف ما بين 20 إلى 30 مليار دولار. وقال إنه من المقرر أن يتلقى الصندوق الذي يديره 50 مليون دولار من الحكومة المركزية مع قروض إضافية بقيمة 1.2 مليار دولار من البنك الدولي والدول الأوروبية.

وقدّر عثمان أن 2 في المائة فقط من نينوى قد أعيد إعمارها، وأنه يجري التركيز حاليا على إعادة تأهيل جامعة الموصل، وبملامح يأس، ينهي حديثه: "حتى لو كان يتاح لنا مليار دولار كل سنة، فإن الأمر سيستغرق من 20 إلى 30 عاما لإعادة بناء المنطقة.. هذه مشكلة كبيرة. إذا أخبرنا ذلك لمواطنينا، فسوف يثورون".

وقد يهمك أيضاً :

"داعش" يُخطط لشن هجماته على دول أوروبية والرُعب يسود بريطانيا

حرب الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش" لم تنتهِ بعدُ

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلدة عراقية يسكنها شخصٌ واحد فقط مع خمسة كلاب ضالّة بلدة عراقية يسكنها شخصٌ واحد فقط مع خمسة كلاب ضالّة



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 العرب اليوم - تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:46 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab