فقدت الولايات المتحدة الأميركية ميزة كان العالم يحسدها عليها، وهي "التسليم السلس والسلمي للسلطة"، حيث يرفض الرئيس المنتهية صلاحيته دونالد ترمب تسليم السلطة لجوزيف بايدن الرئيس المنتخب وفقا للنتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، وظهرت توقعات بـ"ربيع أميركي" ستشهده أعمال عنف وإضرار بالأمن القومي الأميركي بسبب تزايد مظاهرات أنصار ترمب.
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن اعتزازه بمئات الآلاف من الأشخاص الذين جاءوا لدعمه، في مسيرة شعبية بواشنطن. وكتب ترمب في تغريدة على حسابه في تويتر: "مئات الآلاف من الناس يظهرون دعمهم في واشنطن. ولن يتسامحوا مع الانتخابات المزورة والفاسدة".
كما انتقد الرئيس وسائل الإعلام مرة أخرى، لأنها، برأيه، تنشر أخبارا كاذبة لا تظهر عدد الأشخاص الذين حضروا المسيرة، قائلاً: "بدلا من ذلك، يقف مراسلوها في شوارع شبه فارغة. نحن نتعرض للتخويف من قبل الصحافة!".
فيما تخوّف حذر جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس دونالد ترمب، من أن الأخير قد يسبب "ضررا كبيرا" للأمن القومي الأمريكي، معربا عن مخاوفه من أن ترمب "لن يرحل بهدوء".
وقال بولتون، في لقاء إعلامي، إن "الكثير من الناس يعتقدون، أو على الأقل يأملون، أنه (ترمب) سيدرك أنه خسر وسيذهب بهدوء، ولكن أشعر بالخوف من أن رد الفعل سيكون عكس ذلك تماما"، مضيفًا "أعتقد، وأنا أتحدث كجمهوري، أن طريقة احتواء الضرر، ليس فقط على البلد، ولكن بالنسبة للحزب أيضا، هي أن يتحدث القادة الجمهوريون، مثلما يفعل البعض منهم الآن، للاعتراف بالواقع وإدراك أن جو بايدن هو الرئيس المنتخب".
وحول مزاعم تزوير الانتخابات التي يرددها ترمب، قال بولتون: "لقد سمعنا منذ الانتخابات عن أدلة هائلة كانت ستظهر تزويرا ومؤامرة كبيرة، لكننا لم نر ذلك حتى الآن، ولا أعتقد أن هناك أي شيء". وأضاف: "أعتقد أنه كلما طالت مدة هذا الأمر، زاد الأمر سوءا بالنسبة إلى الولايات المتحدة وسمعتها على المستوى الدولي على وجه الخصوص، عندما يرون رئيسا منفصلا عن الواقع أكثر مما كان عليه من قبل".
وحول الأمن القومي الأمريكي، قال بولتون: "أعتقد أن هناك الكثير من الضرر الذي يمكن لترمب فعله"، وأشار إلى إقالة ترمب لوزير الدفاع مارك إسبر، معتبرا أن القرار يبدو بسبب دوافع شخصية، وقد تكون له "أضرار جسيمة".
وحذر بولتون من استغلال أعداء أمريكا للوضع الراهن وقال: "هذا هو الوقت الذي يأمل فيه خصوم الولايات المتحدة أن يتحول اهتمامنا، لاستغلالنا بطريقة أو أخرى"، منتقدًا تعيين ترمب وزير الدفاع بالوكالة، كريستوفر ميللر، ووصفه بأنه "قليل الخبرة للغاية"، لكنه أكد ثقته في القيادات العسكرية للجيش الأمريكي.
وجرت الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 3 نوفمبر\تشرين ثان. وأعلن المرشح الديمقراطي، جوزيف بايدن، السبت الماضي، فوزه في الانتخابات. وهنأه العديد من رؤساء الدول، لكن ترمب ادعى أن الانتخابات لم تنته بعد، وهدد باللجوء إلى المحاكم، ومع ذلك، في حديثه إلى الصحفيين في البيت الأبيض يوم الجمعة، اعترف الرئيس بأنه قد لا يبقى لفترة ولاية ثانية.
واعتقلت الشرطة الأميركية، أمس، ما لا يقل عن 20 شخصا في العاصمة واشنطن، ضمن احتجاجات أنصار ترمب، على نتائج الانتخابات الأخيرة.
وأكدت لاتويا فوستر، المتحدثة باسم عمدة واشنطن، موريل باوزر، "أن قوات الشرطة اعتقلت 20 شخصا على الأقل"، مشيرة إلى أنه "تم نقل شخص بالغ للعلاج إثر إصابته بعدة طعنات". فيما أفادت قناة الـ"سي إن إن"، بأن الضحية في حالة حرجة، وفقا لمصادر مطلعة.
وأضافت فوستر، أن "اثنين من ضباط شرطة العاصمة أصيبوا أيضا"، لافتة إلى أن "قوات الأمن ضبطت 7 أسلحة نارية"، حيث لا يوجد في واشنطن قانون حمل مفتوح للأسلحة.
كما أقدمت الشرطة على اعتقال 4 أشخاص لانتهاكاتهم حمل الأسلحة النارية، واثنين لاعتداء بسيط، وشخص للاعتداء على ضابط شرطة، وشخصين للشجار وإثارة الاضطرابات.
قد يهمك أيضا:
دونالد ترامب يفقد امتيازات "تويتر" كقائد عالمي ويخضع للقواعد
أرسل تعليقك