تونس - حياة الغانمي
أكدت الحكومة البريطانية في تقرير لها بشأن السفر إلى المناطق المُهددة بالإرهاب بتاريخ 24 أبريل/نيسان 2017 والمتواصل إلى اليوم، بأنها لم تغيّر تقييمها لمستوى التهديد الإرهابي في تونس. وحذّرت الحكومة البريطانية، من المعلومات المنشورة بشأن السفر إلى تونس داعية رعاياها إلى عدم السفر إليها إلا في الحالات القصوى، مشيرة في التقرير الصادر على موقعها على الإنترنت إلى ثلاث مناطق تعتبرها خطيرة وتحت التهديد الإرهابي وهي : منطقة جبال الحديقة الوطنية في الشعانبي (منطقة العمليات العسكرية المعينة). ونقاط عبور الحدود التونسية الجزائرية في غار الدماء، وساقية سيدي يوسف، والمنطقة العسكرية في الجنوب بدون اعتبار مدن البرمة والذهيبة، أي ابتداء من أقل من 5 كلم من المنطقة الحدودية في شمال ليبيا إلى الذهيبة و رأس جدير.
ودعت وزارة الخارجية والكومنولث (FCO) جميع المسافرين إلى توخي الحذر عند المرور بتونس في سفرهم بالطائرة قادمين إلى بريطانيا، مشيرة إلى أنه لا توجد سفر مباشر إلى بريطانيا إلا من مطاري النفيضة والمنستير بينما يتوفر سفر مباشر على مدى ستة أيام من مطار قرطاج الدولي.
وكانت جامعة وكالات السفر التونسية قد تحدثت في أكثر من مرة عما تعانيه الوكالات وقطاع السياحة عمومًا خاصة في الجنوب التونسي الذي تم إعلانه كمنطقة حمراء من قبل السفارات الأجنبية. واضطر العديد من أصحاب وكالات السفر هناك إلى تسريح العمال بسبب عدم قدرتهم على خلاصهم. كما حجزت شركات الإيجار المالي سياراتهم بالإضافة إلى عدة مشاكل مع صناديق الضمان الاجتماعي وغيرها. وتعتبر وكالات السفر في الجنوب مفلسة وغير قادرة على الصمود.
ولم يؤثر الإرهاب على الاستثمار والأمن والاقتصاد فحسب بل أثر على قطاع السياحة أيضًا. وتزداد المخاوف من المناطق الحدودية عقب العثور على مخازن أسلحة في الجنوب التونسي وغيرها من الأمور التي حصلت هناك والتي أدت إلى تصنيف الجنوب التونسي على أنه منطقة حمراء في السفارات الأجنبية، جعلت السياح يعزفون عن المجيئ إلى تونس وحتى إن أتوا فإنهم لا يغادرون النزل باتجاه الصحراء والواحات والغابات بل يكتفون بالإقامة في النزل فقط. وبالتالي لن ينفق السائح ولن يعود مستقبلًا. ولا يقتصر الأمر على الجنوب التونسي فحسب بل أن طبرقة وعين دراهم في الشمال الغربي هي الأخرى تعاني. فالنزل مغلقة والموسم السياحي مر أيضًا بضائقة مثله مثل الجنوب التونسي بسبب الخوف من العمليات الإرهابية.
أرسل تعليقك