أكد الكرملين أن التمرّد الذي نفّذته مجموعة "فاغنر" لن يؤثّر على الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا، حيث تشهد جبهات القتال الروسي الأوكراني، اليوم الأحد، معارك شرسة بين الطرفين.وقال المتحدّث باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف، السبت، إنّه "من غير الوارد" أن يؤثّر تمرّد فاغنر على الحملة الروسية ضدّ كييف، مضيفاً أنّ "العملية العسكرية الخاصة مستمرة. لقد نجح عسكريّونا في صدّ هجوم أوكرانيا المضادّ".
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد أن قواتها صدت هجمات للجيش الأوكراني قرب مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك (شرقي أوكرانيا)، ويأتي ذلك بعيد إعلان كييف أن قواتها أحرزت تقدما في هذه الجبهة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إن الهجمات الأوكرانية الأخيرة باتجاه باخموت شاركت فيها 10 وحدات من المركبات المدرعة.
وكان الجيش الأوكراني أعلن أمس أنه اخترق تحصينات روسية في شرق البلاد والتقدم في محيط باخموت التي سيطرت عليها قوات فاغنر الروسية في مايو الماضي بعد أشهر طويلة من القتال الدامي، وتزامن الإعلان مع التمرد الذي قامت به قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية.
وقال المتحدث باسم منطقة عمليات تافريا (جنوب شرقي أوكرانيا) فاليري شيرشين إن القوات الأوكرانية تمكنت من استعادة السيطرة على مواقع باتجاه مدينة دونيتسك، كانت تحت سيطرة الانفصاليين والقوات الروسية منذ عام 2014، وهو ما أكده أيضا قائد الجبهة الجنوبية بالجيش الأوكراني أولكسندر تارنافسكي.
وأضاف شيرشين أن القوات الأوكرانية نفذت هجوما بدعم من الطيران الحربي والمدفعية في منطقة كراسنوغريفكا مكنها من التقدم باتجاه تلك المواقع. كما أكدت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إحراز تقدم في كل المحاور التي هاجمت فيها القوات الأوكرانية.
وكان رئيس المركز الصحافي لتجمع قوات "فوستوك" (الشرق) الروسية، قد صرح بأن قوات التجمع صدت هجمات للجيش الأوكراني على محوري جنوب دونيتسك وزابورويجيا وتم تدمير دبابات ومدرعات قتالية وقوة بشرية.
وقال في حديث لوكالة "سبوتنيك": "على محور جنوب دونيتسك، صدت وحدات متقدمة من تجمع قوات فوستوك هجمات للعدو بالقرب من ماكاروفكا وتم تدمير دبابة ومدرعات قتالية وقوة بشرية". مشيرا إلى أن "العدو تراجع بعد تكبده خسائر جسيمة". وأضاف أنه على محور زابوروجيا، صدت وحدات التجمع هجوما للعدو كان يتقدم بقوة قوامها سرية بالقرب من منطقة روفنوبل، وتم تدمير دبابات وعربات قتالية وقوة بشرية وبعد أن تكبد خسائر تراجع العدو.
وقبلها، قال الجيش الأوكراني، السبت، إن قواته أحرزت تقدما بالقرب من باخموت، وهي إحدى نقاط القتال الرئيسية على الجبهة الشرقية، وفي منطقة أبعد جنوبا.
وقالت نائبة وزير الدفاع هانا ماليار عبر تطبيق "تليغرام" إن القوات الأوكرانية شنت هجوما بالقرب من مجموعة من القرى المحيطة بباخموت، وهي المدينة التي استولت عليها قوات مجموعة "فاغنر" الروسية الشهر الماضي بعد قتال استمر شهورا.
وكتبت ماليار: "أحرزنا تقدما في كل هذه المناطق".
وقال أولكسندر تارنافسكي قائد تافريا، أو الجبهة الجنوبية، إن القوات الأوكرانية حررت منطقة بالقرب من كراسنوهوريفكا في دونيتسك. وأضاف أن المنطقة كانت تحت السيطرة الروسية منذ أن استولت عليها القوات الانفصالية المدعومة من موسكو في 2014.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن تمرد عناصر مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة كشف عن فوضى كاملة في روسيا.
وقال زيلينسكي في خطاب مصور: "يمكن للعالم اليوم أن يرى أن سادة روسيا لا يسيطرون على أي شيء. وهذا يعني لا شيء إطلاقا. ببساطة فوضى كاملة. والافتقار إلى أي إمكانية للتنبؤ".
وأضاف زيلينسكي أن بلاده لن تصمت ولن تقف مكتوفة اليدين، وتابع أن "أمن الجانب الشرقي لأوروبا يعتمد بشكل كامل على دفاعاتنا".
وخاطب زيلينسكي بوتين منتقلا من اللغة الأوكرانية إلى الروسية قائلا: "كلما طالت مدة بقاء قواتك على الأراضي الأوكرانية، ازداد الدمار الذي ستلحقه بروسيا".
واعتبر الرئيس الأوكراني أنّ قواته تحمي أوروبا من القوات الروسية، داعياً إلى تزويد جيشه "كلّ الأسلحة اللازمة" بما في ذلك مقاتلات إف-16.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي إنّ "أمن الجناح الشرقي لأوروبا يعتمد فقط على دفاعنا"، مضيفاً ""حان الوقت الآن لتقديم كلّ الأسلحة اللازمة للدفاع".
وحضّ الرئيس الأوكراني الغرب على منح بلاده طائرات مقاتلة وأنظمة تكتية صاروخية من نوع "أتاكمز" التي يبلغ مداها 300 كلم.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك