بغداد-نجلاء الطائي
أحبطت قوات الحشد الشعبي، السبت، هجومًا لتنظيم "داعش"، وقتل ثمانية من عناصره في جبال مكحول شمال صلاح الدين، وقال قائد قوات الشرطة الاتحادية، إن قواته طهرت حيين بالكامل لترتفع عدد الأهداف التي استعادتها إلى 80، منذ بدء الحملة العسكرية لاستعادة الساحل الأيمن في مدينة الموصل في شباط/فبراير الماضي، ويأتي هذا في وقت قالت الولايات المتحدة إنها تعتقد أن قوات قافلة استهدفتها طائراتها العسكرية في جنوب سورية، الخميس، كانت توجهها إيران في مؤشر محتمل على زيادة التوتر بين واشنطن وطهران في الحرب السورية.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون)، إن الضربة الأميركية كانت دفاعية بطبيعتها، وأدانت الحكومة السورية المدعومة من إيران وروسيا الهجوم. وأوضح عضو في إحدى جماعات المعارضة المسلحة التي تدعمها الولايات المتحدة، أن القافلة كانت تضم مسلحين سوريين ومسلحين تدعمهم إيران، وكانت متجهة نحو قاعدة في سورية تستخدمها قوات أميركية وقوات تدعمها واشنطن حول بلدة التنف. وقررت الولايات المتحدة أن القافلة تشكل تهديدًا.
وأوضح ماتيس في مؤتمر صحافي، قائلًا "لقد استدعت الضرورة (الهجوم)، بحركة هجومية وبقدرة هجومية لما نعتقد أنها قوات موجهة من إيران، لا أعرف ما إذا كان هناك إيرانيون على الأرض، لكن القوات كانت موجهة من إيران". وحذرت مصادر في المعارضة المسلحة من تقدم الجيش السوري والقوات المدعومة من إيران في المنطقة، قرب الطريق السريع الاستراتيجي بين دمشق وبغداد، الذي كان في السابق طريقا رئيسيا للإمداد بالأسلحة الإيرانية. وقال ماتيس إنه يعتقد أن القوات التي توجهها إيران دخلت المنطقة بالمخالفة لمشورة روسيا، إلا أنه لم يتمكن من تأكيد ذلك. وأضاف "لكن يبدو أن الروس حاولوا منعهم".
وتابع مسؤول مخابراتي غربي طلب عدم نشر اسمه، إن الضربة بعثت رسالة قوية للمسلحين المدعومين من إيران، مفادها أنه لن يسمح لهم بالوصول إلى الحدود العراقية من سورية. وأوضح بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية بمحادثات جنيف، الجمعة، أنه أثار الواقعة مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أثناء محادثات السلام في جنيف.
وواصل الجعفري للصحافيين "كنا نتحدث بشكل مسهب عن المجزرة، التي أحدثها العدوان الأمبركي، في بلادنا وأخذ هذا الموضوع حقه من النقاش والشرح ولم يكن غائبا عن أنظارنا". وهجوم الخميس في حد ذاته لا يشير إلى تحول في التركيز الأميركي في سورية، وهو قتال متشددي تنظيم "داعش". ولكن التحرك الأخير أظهر أن المنطقة حول قاعدة التنف في جنوب سورية معرضة لضغوط. وقال الجنرال الأميركي جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة، أنه يعمل على سبل إدارة ساحة المعركة مع روسيا، ولا يوجد أي اتصال بين الجيشين الأميركي والسوري. وبيّن دانفورد "هناك اقتراح نعمل عليه مع الروس في الوقت الراهن. لن أقدم التفاصيل". وأضاف "لكن إحساسي أن الروس متحمسون مثلنا لعمليات وقف التصعيد، وضمان أن بإمكاننا مواصلة توجيه الحملة إلى داعش، وضمان سلامة أفرادنا".
وأشار الفريق رائد شاكر جودت جودت إلى أن "قطعات الشرطة الاتحادية استكملت تحرير وتطهير مناطق الاقتصاديين، و17 تموز بالكامل ونصبت المتاريس والحواجز باتجاه النجار والشفاء". وأضاف أن "عملية التطهير أسفرت عن قتل 66 متطرفًا وتدمير 13 عجلة مفخخة 9دراجات نارية، ومضافات ومواضع للرشاشات الأحادية".
وأفاد جودت بأن قواته "استعادت السيطرة على 80 هدفًا مرسومًا لها، وقتلت 172 قناصًا، ودمرت 373 عجلة مفخخة، بينها 5 جرافات و321 دراجة نارية ملغمة، منذ بدء الحملة في الجانب الأيمن من الموصل. وبشأن المدنيين، قال "أجلينا 40 الف عائلة نازحة واعدنا 10الف عائلة إلى محل سكناها وقدمنا 55 ألف سلة غذائية، منذ انطلاق معركة ايمن الموصل".
وأعلن الحشد الشعبي أن "اللواء الثاني عشر في الحشد الشعبي، أفشل هجومًا شرسًا لداعش، على قاطع جبال مكحول في محاولة للسيطرة على تلك الجبال". وأضاف أن "قوات الحشد الشعبي استطاعت قتل ثمانية متطرفين، وتدمير عجلة تابعة للتنظيم خلال الهجوم". وأوضح أن "منطقة جبال مكحول تتعرض لهجمات بشكل شبه مستمر من قبل عناصر تنظيم داعش المتطرف، إلا أن قوات الحشد الشعبي المرابطة هناك، تفشل في كل مرة هذه الهجمات".
وكشف الحشد الشعبي ايضا، أن "اللواء ١٣ في الحشد الشعبي تمكن من إسقاط طائرة مسيرة لداعش في مطار سهل سنجار جنوب ناحية القيروان غرب الموصل". وأضاف أن "الطائرة كانت محملة بالقنابل، وحاولت استهداف القوات المتمركزة في مطار سهل سنجار جنوبي الناحية".
أرسل تعليقك