كشف القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي بأن إسرائيل استهدفت خلال 6 سنوات مضت 14 سفينة إيرانية خلال حرب السفن بين البلدين وذلك بغية منع تصدير النفط الإيراني، وبالمقابل استهدفت إيران 12 سفينة إسرائيلية على حد قوله.وبحسب تقرير وكالة أنباء "تسنيم"، قال سلامي، خلال زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لمقر "خاتم الأنبياء للبناء" وهو الذراع الاقتصادي للحرس الثوري: "لقد مررنا بما يقارب من ست سنوات صعبة جدا، حيث وضعنا العدو عند مفترق العقوبات، وظاهرة كورونا، وتهديدات ترامب التي لم تكن أقل خطرا من كورونا، بالإضافة إلى التهديد بالعمليات العسكرية والضغط بغية فرض العزلة السياسية."
وواصل قائد الحرس الثوري الإيراني يقول: "استهدفوا 14 من سفننا لمنع تصدير نفطنا، وفي البداية، لم نعلم من يقوم بذلك، لأنهم كانوا يقومون بذلك بسرية تامة، ولكن في النهاية، اكتشفنا أن الكيان الصهيوني هو الفاعل، فقمنا بالمقابل باستهداف 12 سفينة لهم، وعندما استهدفنا السفينة الخامسة، رفعوا أيديهم وقالوا: لنوقف حرب السفن، كما احتجز البريطانيون سفينتنا في جبل طارق، فاحتجزنا نحن السفينة "ستينا إمبيرو" الخاصة بهم واستسلموا، واحتجزوا سفينتين لنا في اليونان، فاحتجزنا سفينتين لهم، وفي النهاية استسلموا."
وتابع سلامي: "تمكّنا من إسقاط طائرتهم المتطورة بدون طيار (الأمريكية)، كنا في ظروف صعبة للغاية، حيث مقتل قاسم سليماني، وانتشار فيروس كورونا، وفرض أقسى العقوبات الاقتصادية علينا، وكانوا يحاولون وضعنا في عزلة سياسية، فكان علينا أن نخلق رادعا لهذه التهديدات في مختلف المجالات. أولًا، كان علينا تأمين خطوط الملاحة البحرية، وعندما حاول الأمريكيون سرقة إحدى سفننا، لم تسمح قواتنا بذلك، فعاد الأمريكيون خائبين، وعندما حدث ذلك، تم إفشال العقوبات في المجال التنفيذي."
قبل أن يأخذ الحوثيون مهمة حرب السفن على عاتقهم، فقد بدأت الحرب منذ 6 سنوات بين إسرائيل وإيران بصمت وساحتها أعالي البحار إلى أن تبادلت إيران وإسرائيل في النهاية الاتهامات باستهداف سفن الشحن التجارية وناقلات النفط لكل منهما بمنطقة الخليج والمحيط الهندي وكانت ذروتها يوم الخميس 29 يوليو 2021، حيث تعرضت ناقلة النفط التي تشغلها شركة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي لهجوم قبالة سواحل عُمان مما أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها روماني وبريطاني، ونفت إيران اتهام إسرائيل لها وهددت الاخيرة بـ "رد ملائم" ونقل القضية إلى الأمم المتحدة.
إلى ذلك كشفت صحيفة "وال ستريت جورنال" في 12 مارس 2021، أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا، يعتقد أنها كانت تنقل نفطا إيرانيا وأسلحة، ونقلت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أميركيين وإقليميين، أن بعض هذه الهجمات استهدفت سفنا إيرانية كانت تنقل شحنات أسلحة عبر المنطقة، في تعارض مع العقوبات الأميركية والدولية ضد طهران.
وحسب وال ستريت جورنال فقد استخدمت إسرائيل منذ أواخر 2019 أسلحة متنوعة، بما فيها ألغام بحرية، لاستهداف السفن الإيرانية وتلك التي كانت تحمل شحنات إيرانية، لدى إبحارها نحو سوريا عبر البحر الأحمر وممرات مائية أخرى في المنطقة.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصاردها أن السفن الإيرانية تعرضت عام 2020 إلى 6 هجمات على الأقل، وتصاعدت حرب السفن بشكل حاد خلال تلك الفترة.
وفي تقرير سابق ذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية، تعرضت 20 سفينة مدنية على الأقل للهجوم بواسطة ألغام والطائرات المسيرة وقوات كوماندوز في حرب الظل بين طهران وتل أبيب.
وقال محسن بهاروند سفير إيران في لندن في أغسطس 2021 إن سفن شحن إيرانية تعرضت لـ11 هجوماً إسرائيلياً هذا العام، كما، تم الإعلان عن ثلاث هجمات على سفينة الحاويات "شهر كرد" وسفينة الشحن الاستخباراتية "سافيز" والناقلة "ويزدوو" وجميعها إيرانية.
وبالمقابل فقد تعرضت حاملة المركبات التجارية المملوكة لإسرائيل "هايبريون راي" لهجوم بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي، بعد يوم من اتهام إيران للإسرائيل بالمسؤولية عن انفجار في منشأة نطنز النووية في 11 أبريل 2021.
كما، تعرضت سفينة "هيليوس راي"، للانفجارات في خليج عُمان في مارس نفس العام، ما أدى إلى حدوث ثقوب كبيرة فوق خط الماء مباشرة.
ومع حرب غزة تحولت مهمة حرب السفن من الجانب الإيراني إلى الحوثيين تحت عنوان "الدفاع عن غزة" وبالرغم من ذلك في ديسمبر 2023 أعلنت أمريكا تعرض ناقلة نفط لهجوم بطائرة مسيرة إيرانية قبالة سواحل الهند، وأعلنت حينها وزارة الدفاع الأمريكية في بيان أن الطائرة المسيرة كانت موجهة مباشرة من إيران.
ورغم ذلك، أشارت الولايات المتحدة إلى أن الهجوم هو الأول من نوعه على ناقلة نفط منذ بدء الحرب في المنطقة بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، حيث تتهم أمريكا إيران لأول مرة بشن هجوم مباشر على سفينة تجارية.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن السفينة المستهدفة تابعة لشركة "ريو بريلانت" اليابانية وتدار من قبل شركة "إيس-كوانتوم كيميكل تانكرز"، والتي لها صلة برجل الأعمال الإسرائيلي إيدان أوفر، أحد عمالقة صناعة الشحن في إسرائيل.
وجاءت تلك الحادثة في إطار سلسلة من الهجمات على خطوط الشحن التجاري، وكان الحوثيون قد هاجموا عدة في مضيق باب المندب، وفي مناسبات سابقة، اتهمت الولايات المتحدة إيران بأنها "متورطة بعمق" في التخطيط للهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، وهو ادعاء ترفضه إيران.
ورغم نفي طهران، حذر الحرس الثوري الإيراني من أنه إذا واصل "أمريكا وحلفاؤها ارتكاب الجرائم" في غزة، فإن قواته قد تغلق ممرات مائية أخرى غير البحر الأحمر.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الرئيس الإيراني يتوعد بجعل إسرائيل تندم على اغتيال هنية
بزشكيان يبقي على محمد إسلامي رئيساً لمنظمة الطاقة الذرية في إيران
أرسل تعليقك