الاشتباكات تتجدد في السودان وسط قلق دولي من العنف في دارفور
آخر تحديث GMT14:32:49
 العرب اليوم -

الاشتباكات تتجدد في السودان وسط قلق دولي من العنف في دارفور

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الاشتباكات تتجدد في السودان وسط قلق دولي من العنف في دارفور

الاشتباكات في السودان
الخرطوم ـ جمال إمام

تجددت الاشتباكات في السودان اليوم الأربعاء، مع تراجع الآمال بالتوافق على هدنة طويلة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان. حيث شنّ الطيران الحربي غارات في مدينة الأبيض وسط ولاية شمال كردفان، مستهدفا مواقع للدعم السريع. وأكد شهود عيان سماع أصوات مضادات أرضية انطلقت من تمركزات الدعم السريع الذي يحاصر الأبيض منذ عدة أيام.
أتت تلك التطورات الميدانية بعد انتهاء آخر هدنة قصيرة بين القوتين العسكريتين، الأحد الماضي، دون التوصل إلى توافق حول تمديدها، فيما يبدو طرفا الصراع متعنتين ومتمسكين بمواقفهما على الرغم من كافة المساعي الإقليمية والأممية لوقف الصراع.

وحذّر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، من أن أعمال العنف التي يشهدها إقليم دارفور قد ترقى إلى «جرائم ضد الإنسانية».
وتدور منذ 15 أبريل (نيسان) معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي». وتتركز المعارك في الخرطوم وفي إقليم دارفور الذي عانى بدوره على مدى عقدين من النزاعات الدامية.

وقال بيرتس في بيان، الثلاثاء، إنه منذ اندلاع المعارك الأخيرة في أبريل «استمرت الأوضاع الأمنية وحقوق الإنسان والوضع الإنساني في التدهور السريع في جميع أنحاء البلاد، لا سيما في مناطق الخرطوم الكبرى ودارفور وكردفان». وأضاف: «مع استمرار تدهور الوضع في دارفور، يساورني القلق بشكل خاص إزاء الوضع في الجنينة (غرب دارفور) في أعقاب موجات العنف المختلفة منذ أواخر أبريل، والتي اتخذت أبعاداً عرقية». وتحدث عن «نمط ناشئ من الهجمات واسعة النطاق التي تستهدف المدنيين على أساس هوياتهم العرقية، والتي يُزعم أنها ارتُكِبَت من قبل ميليشيات عربية وبعض الرجال المسلحين الذي يرتدون زي قوات (الدعم السريع). هذه التقارير مقلقة للغاية، وإذا تم التحقق منها، فقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية».

وأعرب بيرتس عن إدانة الأمم المتحدة «بأشد العبارات، جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية مهما كان شكلها وأياً كان مرتكبوها المزعومون»، مشدداً على ضرورة «أن تفي قوات الأمن والجهات المسلحة غير الحكومية بواجبها بموجب القانون الإنساني الدولي، المتمثل باحترام الحق في الحياة والامتناع عن الهجمات ضد المدنيين». وكانت الحكومة السودانية قد اعتبرت بيرتس الأسبوع الماضي شخصاً «غير مرغوب فيه»؛ لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جدّد ثقته به. وسبق أن طلب البرهان استبدال بيرتس متهماً إياه بتأجيج النزاع.

وعبَّر غوتيريش، أمس، عن انزعاجه الشديد بشأن الوضع في إقليم دارفور بغرب السودان، وأعمال العنف التي قال إنها تتخذ «بعداً عرقياً متزايداً». وقال متحدث باسم غوتيريش في بيان نشره موقع المنظمة الدولية على الإنترنت: «يشعر الأمين العام بالفزع إزاء التقارير التي تتحدث عن أعمال عنف واسعة النطاق وسقوط ضحايا في جميع أنحاء الإقليم، لا سيما في الجنينة بولاية غرب دارفور، وكذلك مناطق أخرى، من بينها نيالا في جنوب دارفور، وكتم والفاشر في شمال دارفور، نتيجة للصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات (الدعم السريع)».

وعبَّر البيان عن القلق الشديد بشأن «البعد العرقي المتزايد لأعمال العنف، وكذلك من التقارير عن العنف الجنسي». وجدد غوتيريش دعوته للقوات المسلحة السودانية وقوات «الدعم السريع» إلى «وقف القتال، والالتزام بوقف دائم للأعمال العدائية». وأكد الأمين العام في الوقت نفسه «التزام الأمم المتحدة بدعم الشعب السوداني». وقال البيان إنه «مع وجود ما يقرب من 9 ملايين شخص الآن بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية في دارفور، فإنه يشدد على ضرورة إنهاء النهب، وتوسيع المجال لوصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها».

ومن جانبها، قالت نقابة أطباء السودان، اليوم (الأربعاء)، إن الاقتتال في الجنينة بإقليم دارفور أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا، واصفة الوضع في المدينة «بالكارثي» والأسوأ على الإطلاق.
وقالت النقابة في بيان: «سقط عدد كبير من الضحايا، من بينهم أطفال ونساء وكبار سن، نتيجة الاقتتال في مدينة الجنينة. تعذر تماماً حصر الضحايا... حيث إن جميع مستشفيات الجنينة خارج الخدمة، والمدينة محاصرة، والاتصالات منقطعة».
كما أعلنت النقابة ارتفاع عدد القتلى من المدنيين منذ بداية القتال في البلاد إلى 958، وإصابة 4746، مع استثناء ضحايا القتال في الجنينة.

وتابعت النقابة بأنه يوجد كثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، جراء عدم القدرة على الوصول للمستشفيات، بسبب صعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.

وكان حاكم دارفور مني ميناوي الذي دعا السكان مؤخراً إلى حمل السلاح، قد أعلن مطلع يونيو (حزيران) أن الإقليم بات «منطقة منكوبة». وتحدث عن «انتهاكات فظيعة» يرتكبها المسلّحون في الإقليم، ودان «أعمال النهب والقتل» التي تحصل في مناطق عدة. وقال: «نعلن دارفور منطقة منكوبة. نطالب العالم بإرسال مواد إنسانية عبر كل الحدود وبكل الوسائل المتاحة».

والسبت، اعتبر ميناوي عبر «تويتر» أن «الذي جرى ويجري في مدينتي الجنينة وكتم (في ولاية شمال دارفور)، لا يمكن أن يمر من دون تحقيق دولي». كما سبق لوالي ولاية غرب دارفور، خميس عبد الله أبكر، أن حذّر من أن «الوضع في الولاية حالة كاملة من الانفلات».

وشهد إقليم دارفور، في بداية الألفية الثالثة، نزاعاً دامياً أدى إلى مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون آخرين، حسب الأمم المتحدة.
ووجّهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات إلى البشير وعدد من مساعديه، بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور. وخلال النزاع في دارفور، لجأ البشير إلى ميليشيا «الجنجويد» لدعم قواته في مواجهة أقليات عرقية في الإقليم الحدودي مع تشاد. ونشأت قوات «الدعم السريع» التي أُسست رسمياً عام 2013 من رحم هذه الميليشيات.

ومنذ اندلاع الصراع الدامي في منتصف أبريل الماضي، بين الجيش والدعم السريع، شهدت البلاد نحو 13 هدنة خرقت جميعها منذ الساعات الأولى لدخولها حيز التنفيذ، فيما تقاذف الطرفان الاتهامات وتحميل المسؤوليات.
وأودى النزاع المسلح العنيف بأكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد).
كما تسبب بنزوح حوالي مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفا عبروا إلى دول مجاورة، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

  قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

تجدد الاشتباكات في السودان بعد تعليق محادثات جدة

الرياض وواشنطن تدعوان طرفي النزاع في السودان إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاشتباكات تتجدد في السودان وسط قلق دولي من العنف في دارفور الاشتباكات تتجدد في السودان وسط قلق دولي من العنف في دارفور



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab