أعلن الدبلوماسي الأميركي، بيتر غالبريث، اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة لم تعارض إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان وإنما عارضت توقيته، مشيرًا إلى أن واشنطن تعتقد بقرب قيام دولة كردستان، فيما كشف القيادي في ائتلاف دولة القانون "جاسم محمد جعفر"، عن عقد قمة ثلاثية مرتقبة بين الرئيس الإيراني "حسن روحاني"، والتركي "رجب طيب أردوغان"، ورئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي"، خلال الأيام المقبلة، لبحث مسألة الاستفتاء ومشروع الانفصال الكردي، مؤكدًا أنه تم الاتفاق على ذلك مسبقا.
قال غالبريث في حوار مع صحيفة "خبر تورك" التركية، إن "أميركا لم تعارض الاستفتاء وإنما معارضتها كانت لتوقيته". وأوضح أن "أحد المسؤولين الكبار في إدارة الرئيس ترامب، أقنع الأخير بإطلاق تصريحات تقول إن الاستفتاء غير مناسب الآن، سيما وأن إدارة ترامب لم تقل يوما إنها ضد الاستفتاء وإنما كان لديها رأي اعتراض على توقيته". وأضاف الدبلوماسي الأميركي: ان "أربيل ستعلن استقلالها عقب الاستفتاء الذي أجرته في الـ 25 من ايلول الماضي"، مبينا ان "المرحلة القادمة تعتبر بمثابة مرحلة انتقالية تحددها الحكومة العراقية، وأنها قد تكون بعد عامين". وقال غالبريت: "أعتقد أن الولايات المتحدة تعلم أن دولة كردستان ستؤسس في المستقبل القريب، والجميع يرى أنه أمر محقق".
وكشف القيادي في ائتلاف دولة القانون "جاسم محمد جعفر"، عن عقد قمة ثلاثية مرتقبة بين الرئيس الإيراني "حسن روحاني"، والتركي "رجب طيب أردوغان"، ورئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي"، خلال الأيام المقبلة، لبحث مسألة الاستفتاء ومشروع الانفصال الكردي، مؤكدا أنه تم الاتفاق على ذلك مسبقا.
وقال "جعفر"، في حديث صحافي تابعه "العرب اليوم إنه "بحسب البرنامح السابق، كان من المفترض أن يلتحق رئيس الوزراء العراقي بقمة أردوغان وروحاني في طهران، لكنه غاب عنها وطلب أن تكون القمة في بغداد، باعتبار أن العراق هو صاحب الشأن، وهو ما تم التوافق بشأنه. ومن المرتقب أن تُعقد، خلال الأيام القادمة، قمة ثلاثية في العاصمة العراقية".
وأوضح "جعفر"، أن "القمة ستناقش آلية التعامل مع أزمة كردستان وموضوع الاستفتاء الكردي، بحيث لا تتحول الإجراءات المتخَذة ضد حكومة الإقليم، إلى وسيلة إضرار بالشعب العراقي الكردي هناك"، مؤكدا أن "القمة ستناقش ملفات أخرى تتعلق بمجالات التعاون المشتركة بين الدول الثلاث"
وقال المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق، سفين ديزي، إن "الإقليم يوافق الآن على حوار مباشر ومفتوح مع بغداد، من دون شرط مسبق، لا من قبلنا ولا من قبل بغداد". وأضاف ديزي "منذ اليوم الأول للاستفتاء كانت هناك رغبة في الإقليم أن يكون التفاوض على مجمل المواضيع بين أربيل وبغداد بعيداً عن دول الجوار، لكن الأجواء غير الطبيعية، والتصعيد من قبل الحكومة الاتحادية والبرلمان لم يكن مبرراً ولا منطقياً، واليوم هناك محاولات كثيرة، ومبادرات داخلية وخارجية للجلوس إلى طاولة الحوار، ونحن نرحب بذلك، لكن إلغاء نتائج الاستفتاء غير وارد، ونريد حواراً بلا شروط، والحوار يكون على تنظيم العلاقة بين بغداد وأربيل. وإلغاء نتائج الاستفتاء يتطلب تنظيم استفتاء آخر لشعب كردستان، ولهذا السبب الاستفتاء لن يلغى، لكن نرحب بالتفاوض بعيداً عنه من دون المساس به". وتابع "نحن جزء من العراق، وحريصون على استقرار العراق، وتربطنا الكثير من المشتركات، لذا نعم للحوار بلا شروط ونناقش كل المواضيع، ولتكن أجندة مفتوحة بعيداً عن المس بالاستفتاء، وبلا أي شروط".
وزار رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، مدينة أربيل، في زيارة هي الأولى منذ إجراء الإقليم استفتاء الانفصال، وذلك بعد ساعات قليلة من اجتماع مغلق ضم كلاً من علاوي والنجيفي ورئيس الإقليم، مسعود البارزاني.
وأبلغ البارزاني رئيس البرلمان استعداده للحوار مع بغداد من دون شروط مسبقة. وقال المستشار السياسي في ديوان رئاسة الإقليم، هيمن هورامي، في بيان، إنّ "البارزاني وخلال اجتماعه مع الجبوري، أكد موقفه من الحوار، واستعداده لإجرائه مع بغداد على جدول أعمال مفتوح، دون شروط مسبقة من أي طرف، وفي غضون فترة زمنية محددة".
وقال قيادي بارز في حركة "التغيير" الكردية في مدينة السليمانية، إن "هناك ضغوطاً من قبل أطراف كردية سياسية على البارزاني للقبول بالحوار بأسرع وقت ممكن، تحاشياً لإغلاق المنافذ البرية أو عقوبات إضافية على الإقليم". وأضاف إن "ارتباك البيت الكردي الداخلي واضح، بسبب قرب الانتخابات، وعدم اتضاح صورة المرشحين لمنصب الرئاسة، والحديث عن احتمال تأجيلها بسبب عدم وجود توافق على شمول المناطق المتنازع عليها من عدمه، وكذلك بدأت آثار العقوبات تتضح على السوق والمواطن على حد سواء في عموم مدن الإقليم".
وبين أن "أربيل تطرح اليوم على القادمين من بغداد، وهم رئيس البرلمان ونائبا رئيس الجمهورية، فكرة الحوار بعيداً عن الاستفتاء، بمعنى ركن الاستفتاء جانباً من دون الاعتراف به أو إلغائه، وهو حل وسط لبدء الحوار ويحفظ ماء وجه الطرفين" وفقاً لقوله.
وقال عضو تحالف القوى العراقية، محمد المشهداني، إن زيارات مسؤولي بغداد لأربيل هي محاولة لتفكيك الأزمة وإقناع البارزاني بخطورة الموقف. وأوضح أنه "بكل الاحوال لا يمكن اعتبارها زيارات رسمية تمثل البرلمان أو رئاسة الجمهورية"، كاشفاً عن أن "تلك الزيارات حملت مبادرة تفكيك أزمة أو تمهيد لعودة أجواء الحوار، من بينها عودة النواب والمسؤولين الأكراد إلى بغداد واستئناف عملهم ووقف التصعيد الإعلامي والاتفاق على تشكيل لجنة سياسية للتواصل بين الجانبين".
وكان مكتب الجبوري أصدر بياناً رد فيه على انتقادات وجهتها قوى شيعية لزيارته أربيل، أوضح فيه أن "الزيارة جاءت لوقف التدهور الحاصل في الأزمة، وتداعيات ذلك على العلاقة بين بغداد وأربيل، ودخول دول إقليمية في الأزمة كأطراف، ما يهدد أمن واستقرار العراق كدولة، ومن أجل إعادة جميع الأطراف للبحث عن مخرج وإنهاء حالة القطيعة بين المركز والإقليم، وللحيلولة دون تفاقم الأمور والوصول إلى طرق مغلقة".
واعتبر رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نجيرفان البارزاني، في تصريح أمام وسائل إعلام كردية أمس الأحد، أنه "على العبادي أن يفهم أن استفتاء كردستان شأن داخلي وليس خارجيا، ولجوء بغداد إلى الدول الأخرى للضغط على إقليم كردستان ليس من مصلحة العراق ولا تلك الدول"، مبيناً أن "موقف إقليم كردستان واضح بالدعوة لإجراء حوار غير مشروط مع بغداد"، كاشفاً عن أن رئيس جمهورية العراق، فؤاد معصوم، "سيطلق خلال الأسبوع المقبل مبادرة لبدء المفاوضات بين الأطراف، وحالياً نبذل كل ما بوسعنا لتطبيع العلاقات مع تركيا".
أرسل تعليقك