تنظيم "داعش" يواصل عمليات ثأره ضد قوات سورية الديمقراطية عبر عمليات اغتيال وهجمات متفرقة في ريف محافظة دير الزور؛ ضمن شرق الفرات لا يزال تنظيم "داعش" يواصل تنفيذ عمليات الثأر لخسارته شرق الفرات والنفط، وركز التنظيم عملياته ضد قوات سورية الديمقراطية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان العثور على 3 جثث مجهولة الهوية، عليها آثار إطلاق نار في الرأس بالبادية الشمالية الشرقية لدير الزور.
اغتيالات وهجمات متفرقة
كما أطلق مسلحون يرجح أنهم من عناصر التنظيم، النار على عنصر من قوات سوريا الديمقراطية ما تسبب باستشهاد زوجته وإصابته بجراح خطرة، كما قضى عنصر من قوات سورية الديمقراطية ينحدر من قرية الصبحة بريف دير الزور، إثر هجوم لعناصر من التنظيم على مناطق في محيط حقل العمر النفطي، في حين نشر المرصد السوري قبل ساعات أن مسلحين مجهولين يرجح أنهم من خلايا تابعة لتنظيم “داعش”، عمدوا إلى اختطاف سيارتين تابعتين لقوات الدفاع الذاتي العاملة كقوات خدمة تجنيد إجباري ضمن قوات سوريا الديمقراطية.
وأضافت المصادر أن السيارتين اختطفتا على الطريق الواصل بين منطقة البصيرة ومنطقة جديد عكيدات، وكانتا تقلان عددًا من العناصر، وبعض المواد اللوجستية، وذلك ضمن عمليات الثأر التي توعد بها التنظيم والخلايا التابعة له كلاً من قوات سوريا الديمقراطية والقوات الحكومية السورية في شرق الفرات وغربه، التي تعمد إلى تنفيذ الاغتيالات ومحاولات القتل والتفجيرات، وإحداث فوضى ضمن مناطق سيطرة الطرفين، انتقاماً لخسارة التنظيم لشرق الفرات ولمناطق تواجده في معظم محافظة دير الزور.
وكان المرصد السوري نشر في الـ 31 من آب / أغسطس الماضي من العام الجاري 2018، ما حصل عليه من معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، والتي أكدت بأن العشرات من المتطوعين في شرق الفرات عمدوا لترك صفوف القوات العاملة في التجنيد الإجباري ضمن مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية.
وجاء في التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن العشرات من المتطوعين في صفوف قوات الدفاع الذاتي المؤلفة من قوات مجندة إجباريًا ومن إداريين متطوعين في صفوفها، عمدوا لفسخ عقودهم مع هذه القوات، خشية الانتقام منهم من قبل الخلايا التابعة لتنظيم "داعش"، والتي بدأت بمناشير وزعت في ريف دير الزور الشرقي، في الـ 19 من آب / أغسطس الجاري، في قرية الزر بشرق دير الزور.
وأكدت المصادر الموثوقة إلى المرصد السوري أن الأشخاص الذين تطوعوا في واجب الدفاع الذاتي، وعملوا في مهام مختلفة، بعقد تبلغ مدته 23 شهراً، براتب قدره 115 ألف ليرة سورية، مقابل تسريح بعضهم في الوقت ذاته من واجب الدفاع الذاتي، عمدوا لفسخ عقودهم والتزموا منازلهم، خشية اغتيالهم من قبل تنظيم "داعش"، الذي وجه تهديدات إلى النظام والمسلحين الموالين له، وإلى قوات سورية الديمقراطية، بـ "القصاص" منهم ومن كل المتعاملين معهم وبخاصة في الجانب النفطي.
كذلك رصد المرصد السوري يوم الـ 31 من آب / أغسطس الماضي، قيام خلايا تابعة لتنظيم "داعش"، بتوزيع مناشير داخل قرية بالريف الشرقي لدير الزور، ضمن سلسلة تحركات هذه الخلايا في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عناصر من خلايا تابعة للتنظيم علقت مناشير في قرية الصبحة بالريف الشرقي لدير الزور، تهدد بـ "القصاص" من كل المتعاملين مع قوات سورية الديمقراطية والقوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها في المجال النفطي، في تجدد لعمليات التهديد من قبل التنظيم، بات الطريقة التي جرت خلال الأسبوعين الأخيرين.
وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن ريف دير الزور يشهدا تواجدًا واسعًا لعناصر تنظيم "داعش" السابقين، الذين ادعى بعضهم اعتزال القتال وتركهم للتنظيم، ومن ثم عادوا بعدها للتعامل مع التنظيم كـ "خلايا نائمة"، كذلك كان رصد المرصد السوري خلال الأيام الماضية، تنفيذ خلايا التنظيم وعناصره، عمليات انتقامية، "ثأرًا لخسارة النفط وشرق الفرات".
وأكدت المصادر أن التنظيم ومنذ توزيعه منشورات في مدن وبلدات خاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، يعمد لتنفيذ عمليات تفجير وإطلاق نار وهجمات متفرقة، في مناطق متفرقة من شرق الفرات، تمثلت بمحاولات اغتيال طالت عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وقوات الدفاع الذاتي، وتجار ومتعاملين مع قوات سوريا الديمقراطية في المجال النفطي، كما أخذت عمليات الثأر شكل هجمات على محال تجارية ومقاهي ومحال لبيع السجائر، ومحال الألبسة.
كما أكدت المصادر الأهلية للمرصد السوري أن عناصر الخلايا النائمة التابعة للتنظيم، يعمدون لزرع رايات التنظيم في بلدات وقرى بريف دير الزور، وحتى تبقى الراية مزروعة لأطول فترة ممكنة، بغرض "استنهاض الأهالي"، يجري تعمد تلغيمها، بحيث لا يمكن للمواطنين الاقتراب من الراية، لحين تفكيكيها من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
كما تجري عمليات استهداف عن طريق صواريخ محمولة على الكتف، أيضاً نشر المرصد السوري في الـ 21 من آب / أغسطس من العام 2018، أن التنظيم يتحرك عبر خلاياه النائمة في مدن وبلدات وقرى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، عبر مناشير تهدد بالقتل وتحذر من التعامل مع النظام وقسد.
وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام مسلحين مجهولين، من الخلايا التابعة لتنظيم “داعش”، بتعليق مناشير أمس الاثنين، في بلدة البصيرة، الواقعة في شرق نهر الفرات، بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، حذروا فيه من “التعامل مع النظام النصيري والملاحدة الكرد”، كما حذر التعميم الذي جرى نشره وإلصاقه على جدران في البصيرة، المتعاملين بـ “القصاص منهم”، حيث تعد هذه الحادثة الثانية ضمن ثأر تنظيم "داعش" في شرق نهر الفرات، بعد انحسار سيطرته في محافظة دير الزور إلى جيب في الضفة الشرقية لنهر الفرات، وجيوب متناثرة في بادية دير الزور.
كما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أمس الأول أنه رصد قيام خلايا تابعة لتنظيم “داعش”، بتوزيع مناشير ورقية وإلصاقها في قرية الزر، الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية، في شرق نهر الفرات، بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، وجاء في المناشير تعميم من التنظيم في "ولاية الخير".
وجاء فيه "نعلم الجميع بأن الآبار النفطية التي تقع تحت سلطان الخلافة أو تكون في صحرائها القريبة، هي من أملاك داعش، ويعود نفعها لعامة المسلمين، وعليه فمن يتجرأ عليها بالسرقة أو مغالبة القائمين عليها بقوة السلاح، فلا يلومن إلا نفسه، وسيتعامل معه بكل قوة وحزم وفق شرع رب العالمين، وأما من استزله الشيطان وأصبح عبداً من عبيد الكرد الملحدين يحرس آبارهم بالسلاح، ويساهم في نماء اقتصادهم، فنرى أنها من الموالاة المكفرة وسنقتل من نقدر عليه من هؤلاء، في كل ولاية الخير، فننصح بالتوبة والرجوع إلى الله، قبل أن لا ينفع الندم"، كما أن هذا التهديد جاء في أعقاب انحسار سيطرة تنظيم "داعش" في شرق الفرات، حيث بات التنظيم لا يسيطر إلا على جيب ممتد من هجين إلى الباغوز، على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، فيما لا يزال يتواجد كخلايا نائمة في مناطق متفرقة من ريف دير الزور وباديتها، في غرب الفرات.
العثور على جثث في مدينة الميادين التي تتقاسم القوات الحكومية السورية وحلفاؤها السيطرة على أحيائها
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان العثور على جثث عدة في نفق للصرف الصحي بمدرسة في منطقة الطيبة في مدينة الميادين، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، والتي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية وحلفاؤها، حيث جرى العثور عليهم خلال إعادة تأهيل المدرسة.
وأكدت مصادر أن إحدى الجثث تعود لشاب من المدينة اتهمت مسلحين موالين للنظام من جنسيات غير سورية بقتله خلال اقتحام المدينة والسيطرة عليها، فيما كان المرصد السوري نشر في الـ 5 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، أنه عاني مدينة الميادين التي كان يتخذها تنظيم "داعش" بمثابة "عاصمة ولاية الخير"، إبان سيطرته على المنطقة قبيل سيطرة القوات الحكومية السورية والقوات الإيرانية والمسلحين الموالين لهما من جنسيات سورية وعربية وآسيوية على المنطقة ومعظم غرب الفرات، تعاني من أوضاع إنسانية وصحية ومعيشية صعبة، فلا خدمات ولا تطوير في الخدمات ولا إعادة تأهيل أو إعمار للمدينة، فمع تثبيت النظام لسيطرته عليها، لم تطرأ على المدينة أو ريفها أية تحسنات، فلا يزال عناصر القوات الحكومية السورية وحلفاؤهم يفرضون سطوتهم على المنطقة، هذه السطوة التي منعت المدينة وسكانها من إعادة ترتيب أمورهم المعيشية والمادية، بل وزادت في ذلك من تحكم بمفاصل المدينة العسكرية والأمنية والاقتصادية والمعيشية حتى.
كما كانت أكدت مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، عمدت لتقاسم نفوذها داخل مدينة الميادين وفي محيطها، حيث استولت كل جهة عسكرية على منطقة في المدينة، واتخذت من منازل المواطنين المهجرين والنازحين، سكناً لها، فيما تعمد القوات الحكومية السورية للاتجار بالمعتقلين، عبر تلفيق وتوجيه تهم بـ "تمويل الإرهاب والتعامل مع الإرهابيين"، لتحصيل أكبر مبلغ ممكن للإفراج عن المعتقلين، وصل بعضها إلى 8 ملايين ليرة سورية.
ورصد المرصد السوري عدة حالات اعتقال لتجار في المدينة، جرى دفع ملايين الليرات للإفراج عنهم، ودفعت المبالغ لجهات أمنية متنفذة.
طائرات التحالف الدولي تقصف مع قسد الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم في شرق الفرات وتستهدف آليات للتنظيم قرب حقل نفطي ببادية دير الزور
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان دوي انفجارات عنيفة في الريف الشرقي لدير الزور، أكدت مصادر موثوقة للمرصد أنها ناجمة عن قصف من قبل طائرات التحالف الدولي على سيارات في بادية دير الزور تتبع لتنظيم "داعش" كانت تتنقل بالقرب من حقل التنك النفطي.
كما رصد المرصد السوري خلال ساعات المساء قصفًا من قبل طائرات التجالف الدولي على مناطق في بلدة هجين واماكن أخرى في منطقة أبو الحسن، ضمن الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “داعش”، عند الصفاف الشرقية لنهر الفرات، بالتزامن مع قصف من قبل القوات الحكومية السورية طال مناطق في الجيب ذاته، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن إصابات.
ويأتي هذا القصف في أعقاب رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة قوات التحالف الدولي بتعزيز قواعدها العسكرية في محيط الجيب الأخير لتنظيم “داعش” في شرق نهر الفرات، حيث أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن التحالف الدولي استقدم خلال الـ 24 ساعة الفائتة، مزيدًا من الآليات التي تحمل على متنها معدات لوجستية، وعدد من سيارات الهمر الأميركية، حيث وصلت إلى قاعدة السوسة التي تقيمها قوات التحالف الدولي على بعد عدة كيلومترات من البلدة الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".
كما أن المرصد السوري كان رصد في الـ 6 من شهر أيلول / سبتمبر الجاري، استقدام قوات التحالف الدولي لمزيد من التعزيزات اللوجستية والعسكرية، حيث رصد المرصد السوري استقدام قوات التحالف لأسلاك شائكة وغرف مسبقة الصنع لتحصين القاعدة التي أنشأتها على بعد نحو 3 كلم من منطقة السوسة، بالإضافة لاستقدامها مزيد من التعزيزات العسكرية في ظل التحضيرات لعملية عسكرية برفقة قوات سوريا الديمقراطية في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، والتي تهدف لإنهاء تواجد تنظيم “داعش” في المنطقة.
كما رصد المرصد السوري يوم الأربعاء، الـ 5 من أيلول / سبتمبر الجاري، أن 4 شاحنات دخلت إلى منطقة السوسة في الجيب الأخير للتنظيم بشرق الفرات، بالتزامن مع قيام قوات التحالف الدولي ببناء قاعدة له على بعد نحو 3 كلم من منطقة السوسة، ورصد المرصد السوري بدء قوات سوريا الديمقراطية بتوزيع نقاط حماية في محيط القاعدة.
30 قتيل وجريح على الأقل من القوات الحكومية السورية بادية ريف دمشق
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات متواصلة بعنف بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وحزب الله اللبناني من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور في منطقة تلول الصفا الواقعة في بادية ريف دمشق، على بعد نحو 50 كلم من قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف، عند الحدود الإدارية مع ريف السويداء، إثر استمرار هجوم القوات الحكومية السورية في المنطقة، ضمن محاولة التوغل لعمق منطقة تلول الصفا، وتضييق الخناق أكثر فأكثر على التنظيم، الذي يتحصن في المنطقة.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات تسببت في مقتل 5 على الأقل من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، وإصابة نحو 25 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، كما قتل ما لا يقل عن 11 عنصراً من تنظيم “داعش”، بالتزامن مع تمكن القوات الحكومية السورية من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على مزيد من المواقع والمساحات في منطقة تلول الصفا، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات مكثفة ومتبادلة على محاور القتال بين الطرفين، فيما يتزامن هذا القتال المتواصل، مع تصاعد المخاوف على حياة المدنيين المختطفين من ريف السويداء حيث لم تفلح المفاوضات إلى الآن، في الإفراج عن المختطفين أو أي منهم، وسط غموض يلف مصير المختطفين والمختطفات من ريف السويداء، الأمر الذي أشعل المخاوف على حياتهم، ما دفع الأهالي لمزيد من الاعتصامات ومزيد من الدعوات، للإفراج عن ذويهم، فيما تواصل القوات الحكومية السورية مماطلتها وعدم اكتراثها، والذي وصفه الأهالي باللامبالاة على حياتهم، واتخاذ المختطفين كدافع لتجنيد المزيد من أبناء المحافظة في حروبها ضد تنظيم "داعش".
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية على خلفية القصف والمعارك المتواصلة، ارتفع إلى 222 على الأقل عدد عناصر تنظيم "داعش" ممن قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الماضي، بينما ارتفع إلى 93 على الأقل عدد عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في الفترة ذاتها، من ضمنهم عناصر من حزب الله اللبناني أحدهم قيادي لبناني بالإضافة لضباط برتب مختلفة من القوات الحكومية السورية أعلاهم برتبة لواء.
في حين كان وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ بدء هجوم التنظيم والعملية العسكرية التي تلتها إعدام تنظيم "داعش" وقتله في اليوم الأول من هجومه في الـ 25 من تموز الجاري، 142 مدنياً بينهم 38 طفلًا ومواطنة، بالإضافة لمقتل 116 شخصًا غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح صد هجوم التنظيم، وفتى في الـ 19 من عمره أعدم على يد التنظيم بعد اختطافه مع نحو 30 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة إلى الآن.
أكثر من 400 عائلة تنزح من مدينة جسر الشغور
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة أعداد الشهداء في الارتفاع مع استمرار الخروقات من قبل القوات الحكومية السورية للهدنة التي استكملت يومها الـ 25 على التوالي، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في منطقة خلصة في القطاع الجنوبي من ريف حلب.
كما رصد المرصد السوري قصفاً من قبل القوات الحكومية السورية طال مناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة، ومناطق أخرى في جبل شحشبو في ريفي حماة وإدلب، ترافقت مع استهدافات بالرشاشات الثقيلة والقذائف، لمناطق في الشريعة والتوينة والحويز في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الشرقي، ما تسبب بسقوط مزيد من الخسائر البشرية ليرتفع إلى 9 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا اليوم هم 5 مواطنين بينهم طفلة ومواطنة استشهدوا في غارات للطائرات الحربية على مناطق في محيط قرية عابدين بريف إدلب الجنوبي، ومواطن استشهد في منطقة الهلبة بريف إدلب الجنوبي الشرقي جراء قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، ومواطنة استشهدت في قرية السرج بقصف مدفعي لالقوات الحكومية السورية على القرية الواقعة في جنوب شرق إدلب ورجلان استشهدا في قصف لالقوات الحكومية السورية على مناطق في قرية التوينة وبلدة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي الغربي، حيث كانت الطائرات الحربية نفذت 85 غارة على الأقل استهدفت ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي، كما ألقت مروحيات النظام 55 برميلاً على الأقل طال الأرياف ذاتها، سط قصف بمئات القذائف المدفعية والصاروخية، في أعنف غارات جوية وقصف بري منذ أسابيع.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، كذلك حركة نزوح لأكثر من 400 عائلة من مدينة جسر الشغور ومحيطها، نحو ريفيها الشرقي والشمالي، خشية تنفيذ الطائرات الروسية ضربات خلال الساعات المقبلة، بعد حديث وزارة الدفاع الروسي عن أن مسرحية “الضربة الكيميائية ستتم في جسر الشغور”، فيما يخشى من تبقى من الأهالي من تنفيذ الروس لضربتهم تحت هذه الذريعة التي جرى التسويق لها.
وتأتي عملية النزوح بعد ساعات من رصد المرصد السوري حركة نزوح واسعة شملت أكثر من 3 آلاف شخص نزحوا من ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي نحو مناطق في ريفي إدلب الشمالي وحلب الشمالي الغربي، فراراً من القصف المكثف على المنطقة.
مخاوف متصاعدة
ونشر المرصد السوري خلال الأسبوعين، أنه لا تزال المخاوف متصاعدة الوتيرة، لدى سكان مناطق سيطرة الفصائل المعارضة المقاتلة والإسلامية العاملة في محافظة إدلب وحماة ومحيطهما، نتيجة التخوف من هجوم كيميائي قد تنفذه القوات الحكومية السورية وحلفاؤها في محافظة إدلب، خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، ومع مواصلة الجهات العسكرية الروسية عبر إعلامها، اختلاق الأكاذيب وبثها من جديد وبشكل متواصل، للتحذير من هجوم كيميائي من جهات معارضة للنظام، بعد “نقل مواد كيميائية إلى إدلب”.
ورجحت مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن يكون الروس مع النظام يخططون لاستهداف مناطق تضم عوائل مقاتلين من جنسيات آسيوية وقوقازية وتركستان، في ريف إدلب والمناطق المتصلة معها من ريف اللاذقية وسهل الغاب، وبخاصة مع تركيز الروس والنظام على المناطق التي تضم عوائل المقاتلين آنفي الذكر، وبخاصة أن هذه المناطق تعد مناطق مغلقة وغير مسموح الدخول إليها إلا بإذن رسمي من قيادة الفصائل المشرقة على حمايتها.
كما كانت مصادر متقاطعة أكدت للمرصد السوري أن التخوف لدى الأهالي بات يتصاعد في كل يوم أكثر، مع اقتراب الإعلان عن عملي إدلب العسكرية التي تهدف القوات الحكومية السورية خلالها لفرض سيطرتها على المحافظة، حيث تأتي هذه المخاوف لدى الأهالي خشية استخدام القوات الحكومية السورية وحلفائها لمواد كيميائية في عمليات قصفها الذي سيرافق العملية العسكرية، عقب تصاعد الادعاءات الروسية المختلقة حول إمكانية استخدامه في قصف إدلب، إذ أن روسيا تهدف من إطلاق الأكاذيب عبر أجهزتها الإعلامية ووزارة دفاعها، لتبرير العملية العسكرية التي تتحضر لها القوات الحكومية السورية منذ أسابيع، عبر استقدام الآلاف من عناصرها ومئات المدرعات والعربات والآليات والذخائر، مع تحصين الجبهات وخطوط التماس، في ترقب لساعة إعلان المعركة التي تتصاعد الترجيحات باقتراب ساعة انطلاقها، والتي ستترافق مع غارات جوية وقصف بري عنيفين، قد يتسببان بمجازر كبيرة نتيجة العمليات العسكرية الكبيرة التي يجري الإعداد لها.
تحضرات لهجوم كيميائي
وأكدت المصادر للمرصد السوري أن ما يدور بشأن نقل مادة الكلور تحضيراً لهجوم كيميائي، والذي اختلقته روسيا، يأتي في إطار انقلاب الأخيرة على عهودها ضمن الأراضي السورية، إذ مع استمرار الهدنة التركية – الروسية المخترقة منذ يومها الأول في الـ 15 من آب / أغسطس من العام الجاري 2018، من قبل القوات الحكومية السورية، عبر قصف مدفعي وصاروخي وجوي خلف شهداء وجرحى، في مناطق سريان الهدنة بمحافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة، وعلى الرغم أن القوات الروسية لم تتمكن من ضبط النظام المؤتمر بأمرها، إلا أن عدم ضبطها كان يتوازى في الوقت ذاته، مع جهود روسية ماراثونية، لتحضير ادعاءات تبرر الهجوم الذي لم تتوقف القوات الحكومية السورية للتحضير له، عبر استقدام آليات ومدرعات وعربات وعتاد وذخيرة، وتجهيز طائراتها الحربية والمروحية ومطاراتها، واستقدام آلاف الجنود والعناصر من قواتها والمسلحين الموالين لها، إلى أن وصل الأمر إلى نقل المجندين حديثًا من غوطة دمشق الشرقية ومحافظة درعا، إلى جبهات التماس وخطوط القتال مع الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والفصائل التي تضم في غالبيتها مقاتلين غير سوريين، كما جرت عمليات نقل أكثر من 600 من مقاتلي الفصائل إلى هذه الجبهات.
وكانت مصادر موثوقة، أكدت للمرصد السوري سابقاً أن شحنات الكلور التي تتحدث عنها روسيا، إنما هي شحنات يجري إرسالها بشكل دوري إلى محطات تصفية المياه ومحطات الضخ، لتعقيم المياه، إذ أن منظمة دولية مسؤولة عن مياه الشرب في محافظة إدلب، قدمت خلال حزيران / يونيو الماضي من العام الجاري 2018، 11 برميلاً من مادة الكلور، إلى محطات تصفية المياه وضخها، كما وزعت دفعات سابقة بعدد أقل إلى المحطات ذاتها، ويجري استيراد الكلو المخصص لتصفية المياه، من تركيا عن طريق معبر باب الهوى الحدودي، في حين أن المحطات الخارجة عن دعم هذه المنظمة، يجري تقديم الكلور الجاف لها من قبل منظمة اليونيسيف، ومثال عليها محطات مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، والتابعة لمؤسسة المياه في حكومة الإنقاذ الوطني، كذلك كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر عن قيام القوات الحكومية السورية، بعد استقدامها التعزيزات العسكرية، إلى مرتفعات خاضعة لسيطرتها في جبال اللاذقية، بعمليات تحصين مواقع وتدشيم لمزيد من النقاط، بالتزامن مع عمليات تحصين مواقع وانتشارها في مناطق سيطرتها بريف إدلب بعد الاستقدامات الكبيرة التي استقدمتها في إطار التحضير لمعركة إدلب الكبرى.
أرسل تعليقك