شرعت قوات مكافحة التطرف، في اقتحام حي جديد في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، فيما بدأت القوات العراقية في دخول الموصل القديمة، حيث تشهد معارك لاستعادتها من قبضة تنظيم "داعش"، ويأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، السبت، عن استقبالها خلال الـ 24 ساعة الماضية، 12.458 ألف نازح من المناطق، التي يجري تحريرها من عناصر التنظيم المتطرف.
وذكر بيان للوزارة، أنه "تم النازحين إلى مخيمي الحاج علي، ومدرج المطار في ناحية القيارة فضلًا عن مخيمي حسن شام وجمكور التابعين لمحافظة أربيل. وكشفت الوزارة عن أن مجمل أعداد النازحين من الجانب الأيمن من الموصل بلغت 89.245 ألف نازح، منذ البدء في عمليات تحريره. وتتوقع الأمم المتحدة نزوح نحو أربعمائة ألف مدني من الجانب الأيمن في مدينة الموصل خلال الحملة العسكرية التي انطلقت لاستعادتها من قبضة "داعش".
وأكد مصدر أمني، أن "القوات العراقية المشتركة متمثلة في قوات جهاز مكافحة التطرف والشرطة الاتحادية، بدأت في اقتحام منطقة باب الطوب أولى مناطق الموصل القديمة من 3 محاور، للإسراع في تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" بأقل الخسائر المادية والبشرية". وكانت القوات العراقية بمختلف مكوناتها تمكنت بدعم جوي من قوات التحالف الدولي من استعادة الجانب الشرقي من الموصل، وإحراز تقدم في الجانب الغربي، غير أن الاكتظاظ السكاني وضيق الشوارع سيجعلان القتال أكثر شراسة. وأضاف المصدر الأمني، أن المحاور هي "الدواسة والنبي شيت والعكيدات".
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، أكد أن الجيش يتجنب خوض معركة كبرى وسط الموصل القديمة. وقال خلال ندوة في ملتقى نظمته الجامعة الأميركية في السليمانية، إن المنطقة مكتظة وفيها منازل ومبان قديمة وشوارع ضيقة، ولهذا فإن القوات تحاول أن لا تكون المعركة داخل هذه الشوارع. وبدأت القوات العراقية في 19 شباط / فبراير، عملية لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي من الموصل ثاني مدن في البلاد.
وأعلن العميد ضرغام ناصر الأوسي في قوات جهاز مكافحة الإرهاب للصحافيين، أن "القوات المشتركة شرعت في اقتحام حي الرسالة جنوب مدينة الموصل لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف، مضيفًا، أن التنظيم "بات منهارًا". وكشفت وزارة الدفاع العراقية، أن "طائرات التحالف الدولي نفذت استنادًا إلى معلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن عدة ضربات جوية ناجحة تحقيق من خلالها تدمير معمل لتفخيخ العجلات ومخزن للأسلحة والاعتدة، ومدفع ثقيل ومقرات تابعة لعناصر "داعش" المتطرف في مناطق رأس الجادة والزنجلي والموصل الجديدة".
وأضاف "في حين تمكنت قيادة القوة الجوية بواسطة طائرات L-159 وبالتنسيق مع المديرية العامة للاستخبارات والأمن من تدمير مخزن للأسلحة والاعتدة، ومعمل لتفخيخ العجلات ومركز للاتصالات في مناطق حي السلام والقلعة وحي القادسية التابعة لقضاء تلعفر".
وبيّن مصدر محلي في محافظة نينوى، السبت، أن "زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي ظهر لفترة قصيرة في المنطقة الحدودية الواقعة بين العراق وسورية، من جهة البو كمال حيث يتحرك في هذه المنطقة التي لا زال التنظيم يسيطر عليها"، موضحًا أن "البغدادي بدأ غير قادر على الكلام وأنه ينتقل في سيارة محدودة غير خاضعة للحمايات كما كان سابقاً لإبعاد الشبه عنه". وأضاف المصدر، أن "البغدادي جمع عدد من أنصاره من العشائر الموالين له وخطب فيهم منتقدًا عدم نصرة الأنصار من العراقيين لعناصر داعش، وأن المعارك تدار من قبل المهاجرين المسلحين الأجانب والعرب".
وتابع المصدر أن "المعلومات الاستخبارية الدقيقة تشير إلى أن البغدادي يتحرك في المنطقة الصحراوية الممتدة، بين الأنبار ونينوى باتجاه الأراضي العراقية والسورية". وكشف مصدر محلي في محافظة نينوى، أن زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وجه خطابًا لأنصاره في المناطق التي يسيطرون عليها، موضحًا أن الخطاب تضمن الإقرار بهزيمة التنظيم في المعارك الأخيرة ودعوة لعناصره بـ"التخفي والفرار" إلى المناطق الجبلية. وعثرت إحدى دوريات شرطة النجدة، السبت، على جثة رجل مجهول الهوية ملقاة في ساحة ترابية ضمن منطقة الأمين الثانية شرق بغداد، وأن "الجثة بدت عليها أثار إطلاق نار في منطقة الصدر، وجرى نقلها إلى الطب العدلي".
وأبدت روسيا استغرابها من تجاهل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، استخدام "داعش" لأسلحة كيميائية في الموصل، وطلب مجلس الأمن الدولي، فجر السبت، "الاستماع من حكومة العراق بشأن تحقيقاتها المتعلقة باستخدام تنظيم "داعش" أسلحة كيمائية في الموصل"، بينما نفى سفير العراق في الأمم المتحدة، وجود أدلة على استخدم التنظيم أسلحة كيمائية هناك.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال ايغور كوناشنكوف، عن استغرابه للموقف "البارد" من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بشأن استخدام إرهابيي "داعش"، الأسلحة الكيميائية خلال المعارك الدائرة في الموصل في العراق. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في وقت سابق، أن متشددي "داعش" استخدموا، خلال المواجهات مع القوات العراقية في الموصل، غاز الخردل الذي يعتبر من الأسلحة الكيميائية، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا من المدنيين. غير أن السفير العراقي في الأمم المتحدة، محمد علي الحكيم، قال إنه لا يوجد دليل على أن تنظيم "داعش" المتطرف، استخدمت أسلحة كيماوية في الموصل التي يحاول فيها المتطرفون صد تقدم القوات العراقية.
وقال الحكيم إنه تحدث مع مسؤولين في بغداد، وإنه لم يكن هناك أي دليل على استخدام "داعش" لأسلحة كيميائية. وأعلنت الأمم المتحدة، السبت الماضي، أن 12 شخصَا بينهم نساء وأطفال، يعالجون من تعرض محتمل لأسلحة كيميائية في الموصل، منذ الأول من مارس/آذار. وأطلع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن أوبراين، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، كيم وون سو، مجلس الأمن الدولي، الجمعة، على الوضع في الموصل.
وكشف ماثيو رايكروفت، سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة، وهو رئيس المجلس لشهر مارس/آذار، أن المجلس المؤلف من 15 عضوًا، يعتقد أن تحقيق العراق في هجمات محتملة بأسلحة كيمائية لا يزال مستمرًا. وأضاف رايكروفت للصحافيين، "عبرنا عن قلقنا إزاء تقارير عن استخدام "داعش" المحتمل لأسلحة كيمائية، ونتطلع إلى نتائج تحقيق العراق في هذا الأمر". وقال الجنرال الروسي كوناشنكوف، "تمّ الأسبوع الماضي في الموصل استخدام متكرر من قبل المسلحين للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، من دون أن يبدي المجتمع الغربي استغرابه لهذا الأمر المريع". ولكن ما يثير الذهول أكثر هو "الموقف البارد" من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تجاه هذه الحقائق، إذ أنها لم تحاول إطلاقًا إرسال خبرائها إلى مكان المأساة، وكذلك لم تصدر أي بيان رسمي يدين هذه الهجمات المريعة أيضا".
وشدّد الجنرال كوناشنكوف، على أن وزارة الدفاع الروسية، تستجيب بدقة وبسرعة لجميع الطلبات التي تتلقاها من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتوفر لها كافة المعلومات الضرورية التي تساعد على الكشف عن السموم الكيميائية، التي خلّفها المسلحون في حلب وراءهم عقب انسحابهم من هناك. وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا أن الولايات المتحدة تتوقع أن يستخدم تنظيم "داعش" أسلحة كيميائية بدائية، وهو يحاول صد هجوم للجيش العراقي في مدينة الموصل، على الرغم من أنهم قالوا إن قدرة التنظيم الفنية على تطوير مثل هذه الأسلحة محدودة للغاية.
وأضاف أحد المسؤولين أن القوات الأميركية بدأت في جمع شظايا القذائف، بانتظام، للتأكد من وجود مواد كيمائية، نظرًا لاستخدام "داعش" لغاز الخردل في الأشهر، التي سبقت هجوم الموصل. وقال مسؤول ثان إن القوات الأميركية، أكدت وجود غاز الخردل على شظايا ذخائر لـ"داعش"، في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، خلال واقعة لم يتم الكشف عنها في السابق. وكان "داعش" يستهدف قوات محلية وليس القوات الأميركية أو قوات التحالف.
أرسل تعليقك