أدت سيطرة تنظيم "داعش" على محافظة نينوى، لنحو ثلاثة أعوام إلى انخفاض عدد الأقليات إلى النصف، بين قتلى ونازحين إلى المحافظات ولاجئين خارج البلاد.
وبحسب إحصائيات رسمية فإنّ عدد الأقليات في نينوى، قبل احتلالها من "داعش"، كان بحدود 1.250 مليون نسمة. لكنّ العدد انخفض بعد ذلك إلى نحو 700 ألف. وسجّل العدد الأخير بعد عودة النازحين من الأقليات الى مناطقهم في نينوى.
وخسر الإيزيديون، الذين يقطنون معظمهم قضاء سنجار، نحو 15 ألف شخص بين قتيل ومفقود، بالإضافة الى هجرة 100 ألف إلى خارج البلاد. وتناقص بشكل كبير عدد المسيحيين داخل مدينة الموصل، إذ لم يتبقَّ سوى بضعة أشخاص يعملون في دوائر حكومية. كذلك سجل الشبك، لأول مرة في تاريخهم، هجرة مئات العوائل إلى أوروبا بعد سيطرة داعش على مناطق تواجدهم في شمال وشرق الموصل. وتصدّر التركمان النسبة الأعلى في عدد نازحي مكونات نينوى. إذ سجّل نزوح نصف مليون تركماني الى مناطق الوسط والجنوب.
وتشير الإحصائيات، من مصادر محلية، الى تعرض حوالي نصف منازل الأقليات في نينوى الى التدمير بفعل داعش وما أعقبها من عمليات التحرير. كما دُمرت أغلب دور العبادة الخاصة بمكونات نينوى، وتم نسف أغلب المراقد والمزارات الشيعية والكنائس والمعابد المسيحية والإيزيدية. وكان داعش قد سيطر على أغلب مدن نينوى في حزيران 2014. واستطاعت الحكومة استعادة كل المحافظة قبل 5 أشهر.
ويقول النائب المسيحي يونادم كنا إن"150 ألف مسيحي كانوا يعيشون في سهل نينوى و30 ألفاً داخل الموصل، انخفضوا بشكل كبير خلال سيطرة التنظيم على المحافظة". ويرجح كنا، عودة 70% من النازحين المسيحيين الى سهل نينوى، بالاضافة الى بضعة أفراد من أبناء المكون عادوا الى مركز الموصل.
وكشف رئيس كتلة الرافدين" وجود 200 مسيحي فقط داخل الموصل، ضمن بعض الوظائف الحكومية وفي الجامعات، مقابل عودة 4500 عائلة فقط الى قرقوش". وأكد النائب المسيحي عودة نصف مسيحيي تلكيف، و25% من أبناء المكون الى برطلة وبعيشقة. ولم يعد أي مسيحي الى تلكيف وبطنايا" لوقوعهما على حافة الصراع بين بغداد وأربيل".
وأكد رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم لويس ساكو، بعد احتلال داعش للموصل ونزوح المسيحيين منها، إن المدينة تفرغ من المسيحيين لأول مرة في تاريخ العراق.
ويكشف رئيس كتلة الرافدين البرلمانية عن "إحراق 40% من منازل المسيحيين في نينوى"، مشيرا الى "تدمير 70% من منازل مسيحيي بطنايا، و10% من منازل بغديدا". وأشار الى تدمير 20 كنيسة في نينوى، بينها كنائس تاريخية. وكانت الموصل لوحدها تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى ما قبل 1500 سنة بحسب رئيس الطائفة الكلدانية.
ويؤكد النائب يونادم كنا ان "المسيحيين العائدين الى نينوى يواجهون إجراءات مشددة في السيطرات"، لافتا الى ان "بعض البلدات المسيحية عزلت بسبب النزاع الاخير بين بغداد واربيل".
ويقدّر صائب خدر، السياسي والناشط الإيزيدي، عدد نفوس مكونه بحدود نصف مليون نسمة، كاشفا عن مقتل 10 آلاف إيزيدي إثر احتلال داعش لنينوى. وقال صائب خدر،"هناك 6000 مختطف، عاد منهم 300، فيما هاجر 20 % من الإيزيديين الى خارج البلاد".
وكان نحو 300 ألف إيزيدي قد نزحوا من الموصل وسنجار، التي احتلها داعش بعد شهرين من سيطرته على الاولى، وهي أكبر مواطن الإيزديين في العراق.
وأشارت إحصائية لمديرية شؤون الإيزيدية في إقليم كردستان، نشرت في آب/أغسطس الماضي، إلى أن احتلال داعش لسنجار أسفر عن"١٢٩٣ شهيداً، وخلف ٢٧٤٥ طفلا يتيماً، بينهم 220 فقد كلا الوالدين بعد اختطافهم من داعش".
وأكد تقرير المديرية "اختطاف 6417 إيزيدياً، بينهم 3547 امرأة، فيما عثر على 3092 مختطفاً، عدد النساء 1102، والاطفال أكثر من 1600". وأكد "اكتشاف 43 مقبرة جماعية، إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية".
ويعتقد الناشط الإيزيدي أنّ أقل من نصف عدد الايزيديين عاد الآن الى نينوى، مقابل أعداد قليلة جداً في سنجار.
وتسببت العمليات العسكرية بتدمير 80% من قضاء سنجار، الامر الذي دفع مجلس النواب للتصويت، في نيسان 2016، على اعتبارها" مدينة منكوبة".
ويتحدث صائب خدر عن تدمير"90% من منازل الإيزيديين، وتهديم 25 داراً للعبادة خاصة بالمكون "التي يعاد إعمار بعضها.
وبحسب تقرير مديرية شؤون الإيزيدية في كردستان فان داعش فخخ أثناء احتلاله لسنجار أغلب المنازل، وأزال 68 مزاراً ومرقداً دينياً.
أما الأسوأ بحسب تقديرات صائب خدر هي"البطالة "التي يعاني منها الإيزيديون، مشيرًا إلى تفاقهما بعد الأزمة الأخيرة بين الإقليم وبغداد. ويقول الناشط والسياسي الإيزيدي إن "بعض الإيزيديين ضمن الأحزاب الكردية اضطروا إلى مغادرة نينوى والذهاب الى كردستان، وهم بلا عمل الآن". ويؤكد ان السكان يخشون "الالغام والبيوت المفخخة ولايعرفون مصيرهم بين بغداد وأربيل".
ويقدر رئيس الجبهة التركمانية العراقية، أرشد الصالحي، نزوح"500 ألف تركماني"من نينوى، وهو مجموع عدد أبناء المكون في نينوى. ويتواجد اغلب التركمان في قضاء تلعفر، ويبلغ تعدادهم 400 الف نسمة. ويتوزع بقية التركمان بين ناحيتي العياضية والمحلبية في غرب نينوى.
وبيّن النائب الصالحي، أن"800 عائلة عادت فقط الى نينوى، فيما القسم الاكبر متواجد في الاقليم وتركيا"، مشيرا الى أن "اغلب بيوت التركمان ما زالت مفخخة والاخرى تضم ألغاماً ومتفجرات". وأفاد لقمان الرشيدي، العضو التركماني في مجلس محافظة نينوى، بأنّ"أكثر العوائل التركمانية تنتظر رجوع الخدمات الى القرى والمدن للعودة".
وكشف الرشيدي، عن تدمير 40% من منازل التركمان في تلعفر، و 40% في العياضية، و10% في الملحبية. وأشار الى نسب دمار متفاوتة في قرى سهل نينوى تتراوح بين 20 الى 30%.
وأعلنت (مؤسسة إنقاذ التركمان)، وهي منظمة مجتمع مدني معنية بمتابعة ضحايا داعش، خلال تقرير لها مطلع العام الحالي عن "خطف 1200 تركماني أغلبهم في تلعفر، بينهم 120 طفلاً ونحو 450 امرأة وفتاة". ورصدت المؤسسة" مقتل 416 تركمانياً في نينوى وإصابة 746 آخرين في مجمل المحافظة".
وأكد النائب الشبكي حنين القدو، أن عدد أبناء مكونه في نينوى بلغ 200 الف نسمة. ويرجح النائب الشبكي، ان"90% من المكون عاد بعد تحرير مناطق تواجد الشبك في نينوى". ويؤكد قدو أن "الشبك يسكنون في مناطق شمال شرق الموصل في تلكيف، وبعشيقة، والحمدانية، وبرطلة، بالاضافة الى النمرود الواقعة جنوب شرق الموصل.
ويقول النائب المشرف على الحشد الشبكي "لأول مرة في تاريخ المكون تهاجر 500 عائلة الى أوروبا"، كاشفا عن "تدمير 20% من منازل الشبك، وأحرق داعش وجهات اخرى 50% منها".
وكشف النائب، العضو في التحالف الوطني، عن تدمير جميع الحسينيات والجوامع الخاصة بالشك في نينوى، مشيرا الى أن "بعضها تمت تسويته بالارض مثل مقامات زين العبادين، والإمام الرضا، والامام العباس".
أرسل تعليقك