الحراك العراقي يسدل الستار رسميًا على ثورة تشرين بسبب انتشار كورونا المستجد
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

بعد 5 أشهر سقط خلالها آلاف القتلى والجرحى

الحراك العراقي يسدل الستار رسميًا على "ثورة تشرين" بسبب انتشار "كورونا" المستجد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحراك العراقي يسدل الستار رسميًا على "ثورة تشرين" بسبب انتشار "كورونا" المستجد

رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي
بغداد - العرب اليوم

أسدل الحراك العراقي، رسمياً، الستار على نحو خمسة أشهر من التظاهرات والاحتجاجات، أو ما بات يعرف بـ«ثورة تشرين»، نتيجة المخاوف من تفشي فيروس كورونا، بعد أن أعلن، أمس، من تبقى من المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد وبقية المحافظات تعليق وجودهم، والعودة إلى منازلهم، على أمل الانتهاء من مخاطر الفيروس الخطير، والعودة من جديد، في حال تعثر القوى السياسية والحكومة في تحقيق مطالب حركة الاحتجاج.

وفيما اكتفت جماعات الحراك بإعلان موقفها من دون إصدار بيان، أصدر اتحاد الطلبة في محافظة ذي قار، بياناً علق بموجبه وجوده في ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية التي تعد أحد معاقل الحركة الاحتجاجية الرئيسية، بعد ساحة التحرير في العاصمة بغداد.

وقال «بيان طلبة ذي قار»: «نظراً للظروف الراهنة التي يمرُ بها بلدنا ومحافظتنا العزيزة ذي قار بسبب تفشي فيروس كورونا، واستجابة منا لتوجيهات وإرشادات وزارة الصحة وخلية الأزمة، لذا قرر اتحاد خيم طلبة ذي قار المتكون من 30 خيمة طلابية تعليق وجوده في ساحة الحبوبي، مؤقتاً، لحين انتهاء الأزمة الراهنة، ومنع أي تجمعات أو نشاطات طلابية في الساحة، تجنباً لانتشار المرض بين الطلبة، والالتزام بحظر التجول والإرشادات الصحية».

وطالب بيان الطلبة، الحكومة المركزية، بزيادة عدد مواد الحصة التموينية للعوائل المتعففة التي ليس لها القدرة على توفير القوت اليومي، في ظل وجود حظر التجوال، وإعطاء مبلغ مالي يرفق مع الحصة التموينية لكل فرد، إلى جانب إعفاء المواطنين من أجور الكهرباء والماء.

وأحدثت الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت من العاصمة بغداد مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، وامتدت لتشمل 9 محافظات أخرى، وسط وجنوب البلاد، هزة سياسية كبيرة أربكت قوى السلطة والحكومة، ودفعت رئيسها عادل عبد المهدي، إلى تقديم استقالته نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وخرجت الاحتجاجات في المحافظات الشيعية، التي تعد المعقل الرئيس للأحزاب والقوى الشيعية، التي سيطرت على معظم مفاصل السلطة في البلاد بعد 2003، ولم تلتحق محافظات إقليم كردستان الثلاث (أربيل، السليمانية، دهوك)، أو المحافظات ذات الغالبية السنية (نينوى، صلاح الدين، الأنبار) بالحراك الاحتجاجي، ما عدا إحدى نقاط الضعف المهمة التي لحقت بالحركة الاحتجاجية.

ولم تتمكن قوى الاحتجاج من أحداث الهزة السياسية، دون خسائر جسيمة، بلغت نحو 28 ألف إصابة، ونحو 700 قتيل بين صفوف المحتجين، فضلاً عن مئات الإعاقات الدائمة نتيجة حملات القمع والاستخدام المفرط للقوة التي قامت بها القوات الأمنية ضد المتظاهرين، بواسطة الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع.

وكان لافتاً على نطاق واسع لجوء السلطات العراقية إلى العنف المفرط ضد المتظاهرين منذ اليوم الأول، لانطلاقها في الأول من أكتوبر الماضي، ما عرضها إلى حملات إدانة واسعة من قبل المنظمات الحقوقية المحلية والعالمية.

وكان لافتاً أيضاً، عجز الحكومة التام الكشف عن قتلة المتظاهرين، ما دفع وزير الدفاع العراقي منتصف نوفمبر الماضي إلى اتهام «طرف ثالث»، لم يسمه، بالتورط في أعمال القنص والقتل التي طالت المتظاهرين.

ودفع عجر السلطات في الكشف عن المتورطين في أعمال العنف والقتل والاختطاف، طيفاً واسعاً من جماعات «الحراك» إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الفصائل والميليشيات الموالية لإيران بالضلوع في تلك الأعمال، ما عرض القنصليتين الإيرانيتين في محافظتي النجف وكربلاء إلى الحرق على أيدي المتظاهرين.

وركزت حركة الاحتجاج منذ الأيام الأولى على المطالبة بتحقيق الاستقلال الوطني، ورفض جميع التدخلات الأجنبية، خصوصاً الإيرانية منها، في شؤون البلاد.

كذلك، كانت لافتة التحولات التي طرأت على مطالب الحركة الاحتجاجية، صعوداً ونزولاً، مع مرور الوقت، فبعد أن بدأت بمطالب الإصلاح ومحاربة الفساد وتوفير فرص العمل، تصاعدت لاحقاً وكردة فعل طبيعية على لجوء السلطات إلى العنف المفرط إلى مطالبات واسعة بإسقاط النظام والعملية السياسية برمتها. وقام المحتجون في غالبية المحافظات، باستثناء بغداد، بالهجوم على معظم المقرات للأحزاب والفصائل المسلحة وبعض الشخصيات السياسية وحرقها بالكامل.

ثم برز بعد ذلك مطلب «محاسبة قتلة المتظاهرين» من بين أهم مطالب جماعات الحراك، إلى جانب المطالبة بـ«قانون جديد للانتخابات المبكرة بإشراف أممي ومفوضية جديدة وحل البرلمان».

ومع اضطرار الحراك الاحتجاجي إلى تعليق نشاطاته نتيجة «كورونا»، يتحدث كثير من الناشطين عن أن التوقف المؤقت سيكون فرصة لمراجعة أخطاء المرحلة السابقة ومعالجتها، على أمل العودة من جديد بعد انتهاء الأزمة.

ويؤكدون أن ذلك سيرتبط بمدى استجابة الحكومة ورئيس الوزراء المكلف الجديد عدنان الزرفي، لمطالب الحراك والشروع بتحقيقها بعد حصول حكومته على ثقة البرلمان.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

رئيس الوزراء العراقي المٌكّلف يبدأ مشاوراته الأحد لتشكيل الحكومة

عدنان الزرفي يؤكد أن حكومته ستمثل كل العراقيين وتلبية احتياجاتهم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحراك العراقي يسدل الستار رسميًا على ثورة تشرين بسبب انتشار كورونا المستجد الحراك العراقي يسدل الستار رسميًا على ثورة تشرين بسبب انتشار كورونا المستجد



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab