بغداد – نجلاء الطائي
كشف مصدر مطلع، الخميس ، عن خلافات داخل "البيت الأربيلي" من قبل معارضي الرئيس المنتهية ولايته مسعود بارزاني حول الاستفتاء والازمة التي يمر بها الاقليم في الوقت الراهن. وذكر المصدر ان" الخلافات في اربيل قد تصل الى حرب الشوارع بين الاحزاب التي تتنافس على مسك زمام الامور ، مشيرا الى ان ، هناك ترجيحات بترك بارزاني اربيل في الساعات المقبلة ". واوضح ان " هناك مفاوضات تجري خلف الكواليس من اجل تقديم استقالة مسعود مقابل عدم محاكمته التي اصبحت مطلب شعبي فضلا عن تسليم جميع المقرات التابعة له الى برهم صالح إلى تشكيل حكومة انتقالية في إقليم كردستان، من أجل إدارة الحوار مع الحكومة المركزية في بغداد".
وكشفت مصادر عن وصول عائلة بارزاني الى الامارات وسط توقعات عن طلبها للجوء سياسي هناك بعد دعوة من قبل حكام الامارات لمنحه اللجوء السياسي بعد استقالته من رئاسة الاقليم على اثر النكسة الكبيرة التي تعرض لها مشروعه الانفصالي حيث سيتم نقله بسرية تامة بحجة تلقي العلاج في احدى المستشفيات. وتستمر القوات الامنية بعملية فرض القانون في المناطق التي يسيطر عليها الاكراد من احزاب وبيشمركة واعادتها كعراق واحد لا يتجزأ.
في غضون ذلك يعقد وزراء داخلية دول مجموعة السبع يومي الخميس والجمعة اجتماعا في جزيرة اسكيا الايطالية (جنوب) للتباحث في التهديد الذي يمثله المقاتلون الاجانب الفارين بعد سقوط العديد من معاقل التكفيريين في العراق وسورية. والموضوع الرئيسي الثاني على طاولة البحث سيكون مكافحة "الارهاب" على الانترنت وذلك بحضور ممثلي عمالقة الانترنت مثل غوغل وفيسبوك وتويتر ومايكروسوفت.
وبعد تحرير الرقة، المعقل السابق لتنظيم "داعش" في سورية، يتخذ مصير عشرات المقاتلين الاجانب أهمية خاصة في هذا الاجتماع الذي سيتم خلاله التباحث في تبادل المعلومات بين الدول من اجل مكافحة هذه الظاهرة بشكل فعال أكثر. وكان وزير الداخلية الايطالي ماركو مينيتي الذي سيترأس هذا الاجتماع أوضح مؤخرا ان بين 25 و30 الف شخص من مئة جنسية مختلفة (خمسة الاف منهم من اوروبا) يشكلون هذه القوة المدربة والتي يمكن ان تنتشر في مختلف انحاء العالم وترغم العديد من الدول على مواجهة "عودة الشتات". وتابع مينيتي "انه اكبر فيلق أجنبي في التاريخ"، مشددا على اهمية ان تعتمد اوروبا "آلية مراقبة على الحدود لتفادي عودة هؤلاء المقاتلين".
ويشارك في المحادثات التي ستجري الجمعة الى جانب وزراء كندا وفرنسا والمانيا واليابان وبريطانيا، والولايات المتحدة، المفوضان الاوروبان ديمتريس افراموبولوس (الهجرة) وجوليان كينغ (الامن) بالاضافة الى الامين العام للانتربول الالماني يورغن ستوك. ويخصص اليوم الخميس لمراسم الترحيب والتقاط الصورة الجماعية التقليدية،وعلى جدول الاعمال، مكافحة الارهاب على الانترنت والتي ستشهد مداخلات من ممثلي كبرى شركات الانترنت الاربع المذكورة.
وأوفد "غوغل" مستشاره ومدير السياسة العامة نيكلاس لوندبلاد، و"مايكروسوفت" نائب رئيسها للشؤون الاوروبية جون فرانك، و"فيسبوك" مسؤولها لسياسات مكافحة الارهاب براين فيشمان، و"تويتر" مسؤولها للعلاقات العامة نيك بيكلز. وشدد مينيتي على ان "الانترنت يلعب دورًا حاسما في عملية التطرف. فاكثر من 80% من عمليات الانتقال الى التطرف تمت عبر الشبكة العنكبوتية".
وتأمل هذه الدول من خلال دعوة هذه المجموعات الاستراتيجية التي تشرف على البيانات الشخصية لملايين المستخدمين في التوصل الى التزام مشترك على صعيد.
أعلنت "فيسبوك ومايكروسوفت وتويتر ويوتيوب" في يونيو/حزيران انشاء المنتدى الدولي للانترنت ضد الارهاب وهي مبادرة تهدف الى مكافحة المضامين الجهادية على الانترنت. وجاء في البيان المشترك الصادر انذاك "نحن مقتنعون باننا ومن خلال العمل معا عبر تقاسم افضل التقنيات والانظمة العملانية في جهودنا الفردية، سيكون لنا تأثير أكبر على ازاء التهديد الذي يمثله المضمون الارهابي على الانترنت".
كما تعهد البيان مزيدا من التعاون مع خبراء في مكافحة الارهاب من بينهم "حكومات أو مجموعات من المجتمع المدني". وستتم تعبئة نحو الفي شرطي وعسكري لضمان الامن وحماية الوفود وتفادي أي مخاطر بوقوع اعتداءات طيلة فترة الاجتماع في اسكيا.
واختارت الحكومة الايطالية هذه الجزيرة السياحية الصغيرة التي تبعد نحو 30 كلم قبالة سواحل نابولي لقيمتها الرمزية بعد الزلزال الذي ضربها في 21 اب/اغسطس. لكن قوات الامن ستسعى ايضا الى تفادي اي شغب خلال تظاهرات معادية للعولمة من المتوقع ان تتم على هامش الاجتماع.
ومن المفترض ان يبحر نحو مئة شخص من مرفأ نابولي اليوم الخميس للمشاركة في تظاهرة سمحت بها السلطات لكنها ستكون على مسافة من الفندق الذي ستنزل فيه مختلف الوفود.
أرسل تعليقك