أعلن وزير المياه والري الإثيوبي، سليشي بقلي، إن نسبة اكتمال البناء في سد النهضة تجاوزت الـ80%، جاء ذلك خلال جلسة مشاورات نظمتها وزارة الخارجية الإثيوبية ومجلس دعم سد النهضة.وأضاف في تصريحات، خلال مؤتمر صحفي، إن الملء الثاني سيتم في موعده، وفق ما خُطط له، ونحن جاهزون لتلبية مخاوف السودان بشأن الملء وتبادل المعلومات معه.
وأضاف بقلي: "اجتماع كينشاسا أوضحنا فيه موقف أديس أبابا ورغبتها في إنهاء هذه المفاوضات، وأكدنا في كنشاسا التزامنا بتبادل المعلومات حول عملية الملء".وتابع: "أكدنا موقف بلادنا بأن تكون قيادة التفاوض إفريقية عملا بالحلول الإفريقية"، لافتا إلى أنه "تم التوصل لاتفاق من قبل بإنهاء مفاوضات سد النهضة في الجولة المقبلة".
وأشار وزير المياه والري الإثيوبي إلى أن المتفق عليه مع مصر وإثيوبيا وفق إعلان المبادئ هو التفاوض بحسن نية، موضحا أن إثيوبيا تنتظر قرار رئيس الاتحاد الإفريقي حول استئناف مفاوضات سد النهضة.
مصر "واثقة"
وفي القاهرة، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن التحركات الدولية في ملف السد الإثيوبي مفيدة، حيث "تظهر مدى أهمية القضية، وتتيح إطلاع الدول على وجهة النظر المصرية التي تتسم بالمرونة والاعتدال والرغبة في الخروج من هذه الأزمة من خلال التوصل إلى اتفاق".
وأضاف شكري أن مصر تنتظر دعوة رئاسة الاتحاد الإفريقي لعقد مكتب الاتحاد في حضور الأطراف الثلاثة من أجل اتخاذ قرار يؤدي إلى إعطاء فرصة أخرى للعملية التفاوضية تحت إطار جديد، ربما بمشاركة أكثر فاعلية للمراقبين الدوليين وتوسيع نطاقهم بحيث يستطيعون أن يسهموا بشكل إيجابي في تقريب وجهات النظر ووضع بعض الحلول التي تيسر إلى التوصل للاتفاق.
وأشار وزير الخارجية إلى أن مصر لديها ثقة بأن الملء الثاني للسد "لن يكون مؤثرا على المصالح المائية المصرية، وتستطيع مصر أن تتعامل معه من خلال الإجراءات المحكمة في إدارة مواردنا المائية، وأن أي تفاقم للوضع هو مرتبط بوقوع ضرر"، مؤكدا أن الضرر، إذا لم يقع، "نستطيع أن نستمر في التعامل مع الأمور دون الحاجة إلى التأزم أو التصعيد".
وتابع شكري: "لكن في نفس الوقت إذا تم اتخاذ أي إجراءات أحادية بشكل غير مسؤول من جانب إثيوبيا، أو لم تراعِ وقوع ضرر جسيم على دولتي المصب ففي هذه الحالة لن تدخر مصر أي جهد في الدفاع عن مصالحها المائية واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة للحفاظ على هذه المصالح وضمانها".
وأوضح وزير الخارجية أن القاهرة تسعى إلى آخر مطاف للوصول إلى هذا الاتفاق، منعا لتأزم العلاقة فيما بيننا وبين الأشقاء في إثيوبيا والتصعيد المترتب علي ذلك، "كما أن لدينا رصيدا من الأمان المتوفر في خزان السد العالي"، وفق قوله.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد جدد التأكيد على "موقف بلاده الثابت بشأن سد النهضة، بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم وشامل حول ملء وتشغيل السد".
جاء ذلك خلال لقاء السيسي الرئيس السنغالي في العاصمة الفرنسية باريس، حيث توافق الرئيسان على استمرار التنسيق الثنائي في الفترة المقبلة بشأن حل هذه القضية لتفادي تأثيرها السلبي على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
قد يهمك ايضا:
مباحثات سودانية ـ أميركية حول «سد النهضة» والنزاع الحدودي
وساطة السلام في السودان تبشر باتفاق حول مسار الشرق
أرسل تعليقك