تستمر في المملكة المتحدة، اليوم الأحد، الاحتفالات بتنصيب تشارلز الثالث ملكا للبلاد، غداة مراسم تتويجه الرسمية والدينية التي جرت بقلب لندن، في أكبر حدث احتفالي من نوعه تشهده البلاد منذ سبعة عقود.وتشهد شوارع المدن البريطانية إحياء آلاف الحفلات وولائم الغداء قبيل الحفل الغنائي الحافل بالنجوم الذي يقام في اليوم الثاني من الاحتفالات بتتويج الملك تشارلز الثالث.
وسيحضر أفراد من العائلة الملكية فعاليات مجتمعية بمناسبة التتويج خلال النهار ويُعتبر الحفلُ الموسيقي الذي ستحتضنه، قلعة وندسور، غربي لندن، وهي أحد المقرات التي تمتلكها العائلة المالكة، عقب إقامة احتفالات الشوارع، بمثابة الحدث الرئيسي في احتفالات اليوم الثاني بالتتويج.
ومن المقرر حضور ملك بريطانيا بنفسه حفل ويندسور وكذلك 20 ألفا من الجمهور والضيوف المدعوين وأن يُبث عبر التلفزيون.
وتأتي فعاليات الأحد بطابعها الاسترخائي بعد تتويج الملك تشارلز والملكة كاميلا السبت.
لكن كانت هناك حالة من الغضب على الشرطة في أعقاب اعتقال 52 شخصاً من المحتجين على التتويج.
فقد اتهم أعضاء في مجلس العموم البريطاني ونشطاء الشرطة بخنق حرية التعبير بعد اعتقال أعضاء في جماعة "ريبابليك" (الجمهورية)، التي تريد استبدال الملكية برئيس دولة منتخب، صباح السبت قبل الاحتجاجات التي كانت مقررة في ميدان ترافلغار (الطرف الأغر).
وقالت شرطة سكوتلاند يارد إن ردها كان متناسباً بالنظر إلى الحدث الذي كانت تشرف على تأمينه والذي "يحدث مرة واحدة كل جيل".
وسيحضر دوق ودوقة أدنبرة وليمة غداء ضخمة بمناسبة التتويج في كرانلي بساري، بينما ستنضم الأميرة الملكية آن وزوجها نائب الأدميرال السير تيم لورنس إلى حفلة شارع للمجتمع المحلي في سويندون.
وستحضر ابنتا دوق يورك الأميرة بياتريس والأميرة يوجين وليمة غداء كبيرة في ويندسور.
وبالإضافة إلى الوصلات الغنائية من أسماء كبيرة من بينها كيتي بيري وليونيل ريتشي و فرقة "تيك ذات" وأوللي مُرز وبالوما فيث، وستعزف فرقة أوركسترا عالمية طائفة متنوعة من المقطوعات الموسيقية المفضلة.
وثمة عرض مشترك من فرقة الباليه الملكية ودار الأوبرا الملكية وفرقة شكسبير الملكية والكلية الملكية للموسيقى والكلية الملكية للفنون.
وكان أكثر من 2000 شخص من بينهم 90 رئيس دولة أجنبي قد جاءوا إلى كنيسة دير وستمنستر في وسط لندن السبت لمشاهدة حفل تتويج الملك والملكة.
وبالإضافة إلى الشخصيات المرموقة من خارج البلاد ومن بينها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وسيدة أمريكا الأولى جيل بايدن، ضم الجمع كذلك مشاهير وأبطال من الحياة اليومية (عرفوا بتحقيق أعمل مميزة في مجتمعاتهم المحلية) وعائلتي وأصدقاء تشارلز وكاميلا.
وشهدت المراسم التي استمرت ساعتين قسم الملك بأنه جاء "لا لكي يُخدَم، بل لكي يَخدِم"، قبل أن يتسلم الكرة الملكية (التي تمثل جرما سماويا من الذهب مزينا باللألئ وألاحجار الكريمة) والصولجان اللذين يعتبران رمزاً لسلطته الملكية.
وبعد تتويجه وزوجته الملكة كاميلا على يد كبير أساقفة كانتربيري جاستن ويلبي، عاد الملك والملكة إلى قصر باكنغهام لكي يأخذا مكانهما على شرفة القصر مع الأفراد الآخرين من العائلة الملكية لمشاهدة عرض جوي مختصر من مروحيات عسكرية بريطانية وطائرات نفاثة من فريق السهام الحمراء للاستعراضات الجوية التابع لسلاح الجو الملكي.
وبث الزوجان السرور والبهجة في نفوس الحشود المنتظرة تحت المطر لدى ظهورهما على شرفة قصر باكنغهام للمرة الثانية.
ونظمت القوات المسلحة أكبر عملية عسكرية مراسمية منذ تتويج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في 1953، حيث شارك 4,000 من أفرادها نساء ورجالاً من مختلف أنحاء العالم في الموكب الذي انطلق من قصر باكنغهام إلى كنيسة دير وستمنستر.
وحضر الحفل ملوك ورؤساء العالم وكبار رجال الدول من جميع أنحاء العالم، ووصف رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، حفل التتويج بأنه يمثل لحظة تحمل معاني كبيرة من الكرامة الوطنية وأنه يمثل تعبيرا بالفخر بتاريخ وثقافة وتقاليد المملكة المتحدة.
وقال سوناك، إن تلك المناسبة تعد أحد أهم الطقوس في بريطانيا والتي تعبر عن ميلاد حقبة جديدة في تاريخ البلاد.
وفى طقوس تاريخية لم تشهدها بريطانيا منذ عام 1953 ، أقسم تشارلز الثالث يمين الملوك، وذلك قبل أن يضع رئيس الأساقفة تاج القديس إدوارد على رأسه ، وهو يقول "حفظ الله الملك ".
وأمام 2300 ضيف بينهم أكثر من 100 رئيس دولة، تعهد الملك أيضًا بالحفاظ على الديانة البروتستانتية في المملكة المتحدة ، والحفاظ على حقوق كنيسة إنجلترا ، على النحو المنصوص عليه في قانون صادر عن البرلمان.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن القسم كان مختلفًا عن القسم الذي أدلت به الملكة إليزابيث الثانية، والدة تشارلز فى عام 1953، حيث للمرة الأولى أُضيفت المقدمة التى ألزمت الملك بشكل خاص بأنه "سيسعى إلى تعزيز بيئة يمكن للناس من جميع الأديان والمعتقدات العيش فيها بحرية".
وتعهد الأمير وليام، وريث العرش وأمير ويلز بالولاء لوالده الملك تشارلز خلال مراسم حفل التتويج، كما حضر الحفل الأمير هارى ابن الملك الأصغر، ولكن في تلك المرة ظهر هارى وحده دون زوجته ميجان وأولاده الأمير آرتشي والأميرة ليليبت.
ولم يكن الابن الأصغر للملك، دوق ساسكس، من بين أفراد العائلة الملكية الذين ظهروا على شرفة القصر، حيث علمت البي بي سي أنه لم يكن مدعواً.
وكان الأمير هاري، الذي سافر وحده إلى لندن من منزله في كاليفورنيا- حيث بقيت زوجته ميغان مع طفليهما، قد جلس بفاصل صفين من المقاعد عن شقيقه الأمير ويليام، أمير ويلز، في كنيسة دير وستمنستر.
وهي المرة الأولى التي يشاهد فيها على الملأ مع عائلته منذ نشر مذكراته المثيرة للجدل، التي كشف فيها عن وجود توترات وخلافات مع أفراد آخرين من عائلته.
وغادر الكنيسة بعد وقت قصير من انتهاء القداس للحاق بالطائرة عائداً إلى الولايات المتحدة، حيث كان ابنه أرتشي يحتفل بعيد ميلاده الرابع.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
انطلاق مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث في أكبر احتفال رسمي في بريطانيا منذ 70 عامًا
الملك تشارلز الثالث وزوجته الملكة القرينة كاميلا يصلان إلى كنيسة دير ويستمنستر لبدء مراسم التتويج
أرسل تعليقك