أكد رئيس المجلس الأوروبي لـ"الروهينغا" المسلمين، هلا كياو، أن "هدف حكومة ميانمار، القضاء على أكثر عدد ممكن من مسلمي إقليم أراكان"، متهمًا قوى عظمى بالوقوف وراء ما تفعله حكومة ميانمار برئاسة المستشارة أونغ سان سو تشي. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها كياو، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة "الأناضول"، في العاصمة التركية أنقرة التي يقوم حاليًا بزيارة لها.
وقال كياو إن "مسلمي أراكان يواصلون النزوح من مدن ماونغداو، وبوثيداونغ وراثيداونغ نحو بنغلاديش، هربًا من العنف الذي يمارس ضدهم من قبل جيش ميانمار والمتطرفين البوذيين"، مشيرًا الى أن "المسلمين الهاربين من مدينتي بوثيداونغ وراثيداونغ يسيرون على أقدامهم لعدة أيام؛ للوصول الى بنغلاديش، بسبب بعد المدينتين عن الحدود البنغالية، كما أن العديد منهم لا زالوا عالقين بالغابات في انتظار مد يد العون لهم".
وشدد كياو على أن الجيش الميانماري "زرع ألغاما على حدود البلاد مع بنغلاديش، ما أسفر عن مقتل العديد من الروهنغيا، خلال عبورهم إلى الدولة الجارة". وأكد في تصريحاته "وقوف قوى عظمى وراء حكومة ميانمار، تشجعها على فعل ما تقوم به الآن من مجازر بحق الروهنغيا، وتؤكد تضامنها معها". وبيّن أن "تلك القوى قد تكون الصين أو الهند، وقال إن "بكين وقفت دائما إلى جانب الحكومة في ميانمار".
واستطرد في ذات النقطة قائلا "بكين ونيودلهي لهما مصالح تجارية واستراتيجية مع ميانمار، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي دعم الحكومة الميانمارية بشكل صريح واعتبر في تصريحات أدلى بها خلال زيارته للبلاد الظلم الممارس في أراكان، تدابيرًا من أجل الاستقرار والأمن". وانتقد كياو، صمت مستشارة الدولة، رئيسة حكومة ميانمار، أونغ سان سو تشي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، حيال ما يجري في ميانمار.
وأضاف قائلا "كنا ندعمها وننظم مظاهرات لإطلاق سراحها حين كانت قيد الإقامة الجبرية؛ لأننا كنا نأمل أخذ حيز من الراحة خلال حكمها. وكنا نعتقد أن عدم انتخاب أي من المسلمين في حزبها، ناجمًا عن الوضع الصعب الذي كانت تواجهه". وعن دور سو تشي فيما يجري في أراكان حاليا قال كياو "هي ليست صامتة فحسب حيال تلك المجارز والإبادة الجمعية، بل تشارك فيها بصفة شخصية".
وذكر أن زعيمة ميانمار "تنشر على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي أخبارا كاذبة (بشأن الأزمة) وتغلق الباب على المصادر التي تحمل مصداقية في نقل حقيقة ما يجري بأراكان".
من جهة ثانية، أطلقت بنغلادش حملة تلقيح لأطفال مسلمي الروهينغا، المقيمين في مخيمات اللجوء في مدينة كوكس بازار جنوبي البلاد. وقال مسؤول في مستشفى كوكس بازار الوطني، عبد السلام، اليوم الاثنين، أن السلطات في بنغلاديش، بدأت بتقديم اللقاح لأكثر من 150 ألفاً من أطفال مسلمي الروهينغا.
وأضاف عبد السلام، أن الحملة تهدف لتطعيم الأطفال ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال والانفلونزا والالتهاب الرئوي. وأشار أن العديد من الأطفال في مخيمات اللجوء بمدينة كوكس بازار، يعانون من الإسهال وفقدان السوائل والأمراض الجلدية.
إلى ذلك، قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في بنغلادش، إدوارد بيغبدر، إن العديد من الأطفال يفتقرون للتغذية ويعانون جراء الإصابة بالأمراض المعدية، وخاصة الحصبة. وأشار المسؤول الأممي إلى ضعف التدابير الوقائية في المخيمات، محذرًا من إمكانية تحول الأمراض إلى وباء.
وطرحت صحيفة "دكا تريبيون" (بنغالية مستقلة) المقترحات في ظل الإشادات الدولية في بنغلادش لاستقبالها الروهينغا الفارين من أراكان، وقالت إن ذلك يؤهلها لصياغة خارطة طريق دولية تهدف لإنهاء الأزمة. وقالت الصحيفة إن "تسجيل طوفان الوافدين من الروهنغيا إليها كلاجئين تعد الخطوة الأولى الحيوية".
وأضافت أنه "بما أن الروهينغا لا يتمتعون بوضع المواطنة في ميانمار منذ عام 1974 وتصفهم الحكومة بأنهم مهاجرون غير شرعيين، ستكون المهمة صعبة أن يتم إرسالهم مجددا إلى أراكان دون إثبات وضعهم كلائجين في بنغلادش". وتابعت أنه "يجب على بنغلادش التوجه إلى الأمم المتحدة للانخراط بصفة رسمية في تقديم بطاقات هوية الأمم المتحدة للاجئين الروهينغا".
وحسب الصحيفة، فإن التقطة الثانية هي تحريك قضية الروهينغا أمام محكمة دولية مناسبة، مشيرة إلى أن "بنغلادش لن يكون لديها أي نقص في الشهود الموثوقين". وأشارت الصحيفة إلى أنه
"ينبغي كخطوة ثالثة، أن تفسح بنغلادش المجال أمام الصحفيين الدوليين والمنظمات غير الحكومية والزعماء الدينيين ومنظمات حقوق الإنسان لزيارة مخيمات اللاجئين". وأضافت أن "اهتمام وسائل الإعلام مؤخرا بأزمة الروهنغيا أدى لضغوط لن يكون من السهل على ميانمار تجاهلها، لا سيما وأن البلاد تحاول جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة".
وتابعت الصحيفة أنه "ينغي على الحكومة البنغالية، كخطوة رابعة، نشر مخيمات الروهينغا في جميع أنحاء البلاد بدلا من تركيز كل اللاجئين في زاوية واحدة من منطقة شيتاغونغ" . ورأت أن "ذلك سينعكس بفوائد منها سهولة توصيل المساعدات للروهنغيا من مختلف أنحاء البلاد وتفادي تكدسهم في منطقة واحدة".
وأضافت أنه "من المهم إعطاء اللاجئين الروهنغيا طريقًا ليكونوا منتجين، اجتماعيًا واقتصاديًا بينما ينتظرون وقتهم للعودة إلى وطنهم ميانمار". وتابعت أن الخطوة الخامسة تتمثل بـ"قيام الحكومة البنغالية والمجتمع المدني بكفالة عدم سن الدولة أي قوانين أو أوامر إدارية صارمة بشأن إدارتها للاجئين، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على مسألة النية الحسنة التي اكتسبتها بنغلاديش على المستوى الدولي".
أرسل تعليقك