ضبطت القوات العراقية عجلات مدرعة يبدو أنها النسخة الجديدة لتنظيم "داعش"، كان ينوي استخدامها لشن هجمات انتحارية خلال معركة الموصل، فيما أعلن الجيش الأميركي أن 2100 جندي من الفرقة الجبلية 10 (مشاة خفيف) سينتشرون في العراق هذا الخريف، في وقت رأى نائب الرئيس العراقي نوري المالكي أن التخطيط لسورية كان يشمل إسقاط الرئيس بشار الأسد، ليزحف السنّة من سورية إلى الأنبار ومنها إلى بغداد ليسقطوا الحكم ويعيدوا حكم السنّة. وحوَّل "داعش" عددا من السيارات، إلى مدرعات انتحارية مجهزة بالقنابل المتفجرة، وغطاها بدروع معدنية سميكة، ويوجد في كل سيارة زجاج صغير ليرى منه السائق.
وقد تم طلاء الكثير منها باللون الأزرق لتكون مشابهة لسيارات الشرطة الاتحادية العراقية في محاولة لتضليل طائرات المراقبة. وكانت الشرطة العراقية قد تمكنت من ضبط هذه السيارات بعد عملية أمنية ناجحة أثناء عملية تحرير الموصل. هذا وأعلنت قوات "سرايا الجهاد" المنضوية في الحشد الشعبي، قتل قادة بتنظيم "داعش" في تلعفر في محافظة نينوى.
وذكر بيان للسرايا، أن وحدة أمن اللواء 17 استطاعت قتل عناصر من "داعش" أثناء تسللهم خلف قطعات الحشد الشعبي في منطقة تل الزلط غرب الموصل. وأضاف أن من بين القتلى المتطرف الملقب أبو إيمان مسؤول الشرطة الإسلامية، والمتطرف أبو عبد زعيزيعه مسؤول تجنيد الانغماسيين والمتطرف ناصر عبد الله خضر البدراني. وأضاف البيان أن مهمة المتطرفين كانت لغرض جمع الخلايا والتخطيط لمهاجمة قطعات الحشد الشعبي من الخلف.
وفي غضون ذلك قالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، ليز غراندي، إنه تم الاتفاق مع حكومة بغداد على المرحلة الأولى لإعادة إعمار مدينة الموصل. جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك، عقدته المسؤولة الأممية في الموصل مع الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي، علي العلاق، ومحافظ نينوى، نوفل السلطاني. وأضافت غراندي أن المرحلة الأولى "تتضمن 70 مشروعاً، خاصة بإصلاح النظام الصحي، والصرف الصحي، والمياه، والكهرباء، ومنازل المدنيين"، وأوضحت أن هناك "قلقاً" إزاء حجم الدمار الذي تعرضت له منازل المدنيين، وآلية عودتهم، وأنها ناقشت مع العلاق "تسريع" بنائها.
ومن جهته، أكد الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي، أن المدينة القديمة في الموصل تعرضت لـ"دمار شامل". وأضاف أن "العمل يجرى لإعادة الخدمات الأساسية، كالماء والكهرباء، ولدينا الآن مشروعان للمياه الصالحة للشرب، في الجانب الغربي للمدينة، وسيتم إيصال التيار الكهربائي، لبدء تشغيلهما"، دون مزيد من التفاصيل.
وصرح بأن "العمل يجرى أيضاً لإعادة تشغيل محطة سد الموصل الكهربائية، والتي قد يصل إنتاجها إلى 750 ميغاوات، لكن المشكلة تكمن، حالياً، في خطوط نقل الطاقة، التي خربها الإرهابيون"، في إشارة إلى تنظيم "داعش"، الذي هزمته القوات الحكومية، الأسبوع الماضي، بعد معارك استمرت أكثر من ثمانية أشهر. وعن حجم الدمار في مدينة الموصل، نبّه العلاق إلى أنه "في الجانب الغربي قسمت الأحياء حسب نسبة الضرر، بعضها تعرض لأضرار بسيطة، وبعضها تعرض لدمار شامل، كما في المدينة القديمة".
بدوره، قال محافظ نينوى، نوفل السلطاني: أن "هناك 72 جسراً تعرضت للتدمير في الموصل، والمناطق المحيطة بها، ولم يتم إعادة إعمار سوى جسر واحد، بجهود الحكومة المحلية". وأضاف: "العمل الأكبر الذي يواجهنا حالياً في المناطق التي تعرضت لدمار شامل، كمركز المدينة، رفع الأنقاض، وهذا صعب، لكن بدأ العمل".
وأعلنت الحكومة تحرير المدينة في 10 تموز/يوليو الجاري، بعد معارك عنيفة استمرت نحو 9 أشهر، بمعاونة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الذي تقوده واشنطن. وتسببت المعارك في نزوح قرابة مليون مدني، أي نحو نصف السكان الذين كانوا داخل المدينة عند بدء المعارك، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. فيما قال رئیس ھیئة الاركان الامیركیة المشتركة الجنرال جوزیف دانفورد أن تحریر الموصل لا یعني أن المعركة فیھا انتھت لأن ھناك تحدیات وأعداء یجب دحرھم.
وقال دانفورد في تصریح صحافي "إن مرحلة الاستقرار في الموصل، وتوحید سكانھا، والتأكد من أننا سنحصل على الحكم الفعال وتطبیق القانون ھناك جمیعھا تحدیات جدیدة ینبغي العمل على تحقیقھا لمنع عودة التطرف، مشیراً إلى أن ھناك أعداء یتواجدون في المدینة متخفین وینبغي الحذر منھم والتأكد من تبعیة كل المشتبھ بھم 100 % قبل التعامل معھم."
وأضاف " لا تزال ھناك تجمعات من مسلحي "داعش" داخل العراق، في منطقة الحویجة وأقصى غرب الأنبار ویجب دحرھم." وقال إنه "متفائل بشأن التقدم المحرز على أرض الواقع، ویقارن بین الوضع الراھن والظروف قاسیة في أواخر عام 2013 و 2014 عندما سیطر "داعش" على مساحات واسعة في العراق وسوریة." وأشار إلى أنه "واثق من أن الرئیس دونالد ترامب والكونغرس سیوفران للجیش الأميركي كل ما یحتاج إلیھ للقیام بعملیات جدیدة ضد "داعش" لاستكمال تحریر الأراضي العراقیة والسوریة."
وفي تقریرھا الرسمي عن الإرھاب الذي صدر أخیراً أكدت وزارة الخارجیة الامیركیة أن "داعش ما زال التھدید المتطرف الأكثر فعالیة للأمن العالمي مشیرة إلى أن عدد مسلحيهم انخفض كثیراً حیث یمتلك حالیاً متجمعة تتراوح مابین 12 ألف مسلح و 15 ألف مسلح في 8 فروع مختلفة والكثير من الشبكات غیر المعلنة تعمل في جمیع أنحاء العالم.
وأعلن الجيش الأميركي أن 2100 جندي من الفرقة الجبلية 10 (مشاة خفيف) سينتشرون في العراق هذا الخريف. وقال البيان "إن الجنود من الفريق القتالي اللواء الثالث مشاة ، ومقره في فورت بولك وفي لويزيانا سيحلون محل فريق اللواء القتالي الثاني، الفرقة المجوقلة 82، في تناوب منتظم من القوات لدعم عملية الحل المتأصل. وقال القائد العام لفرقة المشاة 36 في الجيش الأميركي ومقرها تكساس أن " الهدف من نشر اعداد بديلة او إضافية من الجنود هو تعزيز التكامل لبناء فريق افضل قادر على خوض الحروب".
وأشار اللواء والتر بيات، قائد الفرقة الجبلية 10 " خلال الأشهر القليلة الماضية، عملنا بجد وأكملنا دورات تدريبية متعددة لتشمل الجاهزية المشتركة استعدادا لهذه المهمة وأنا واثق من النجاح ".
وبالمقابل رأى نائب الرئيس العراقي نوري المالكي أن التخطيط لسورية كان يشمل إسقاط الرئيس بشار الأسد، ليزحف السنّة من سورية إلى الأنبار ومنها إلى بغداد ليسقطوا الحكم ويعيدوا حكم السنّة. وقال المالكي إن التخطيط الموجود كان أن يسقط الرئيس بشار الأسد، ويكون خليفته جماعة النصرة والقاعدة والجيش الحر، على خلفية طائفية، بخاصة أن المنطقة الحدودية بين العراق وسورية كلها سنّة، فيزحفون من سورية إلى المنطقة الغربية الأنبار، ومنها إلى بغداد ليسقطوا الحكم في العراق، ويعيدون بحسب تصريحهم الحكم السني". وأضاف المالكي "هناك أدلة وتصريحات على المنصات ومن قبل علماء موجودون منهم يفتون بهذه الفتوى، كبار علمائهم يفتون بقتل الشيعة".
أرسل تعليقك