صعّد مئات من المتظاهرين العراقيين، من نطاق احتجاجاتهم في أرجاء البصرة ثالث اكبر مدن العراق مطالبين بتوفير الخدمات الأساسية ومحاربة الفساد ومعالجة تلوث المياه.
وقال شهود إن العشرات من المحتجين نصبوا خيامًا للاعتصام في بلدة (كرمة علي)، فيما قطع آخرون عددًا من الشوارع بينها الطريق الذي يربط المدينة بالجانب الشمالي حيث بغداد.
وقال مصدر امني أن المتظاهرين في شط العرب، شرقي البصرة، قطعوا الطريق المؤدي إلى منفذ الشلامجة الحدودي".
و فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة حول المقار والمؤسسات الحكومية في المدينة، فيما انتشرت قوات أمنية كثيفة عند حقول النفط وفروع البنوك.
وقال الشهود إن الكثير من المتظاهرين بدأوا يتجهون صوب مجلس المحافظة وهو المكان الذي عززت فيه قوات الأمن من الانتشار فيه.
ولم ترد أي أنباء عن وقوع مناوشات مع قوات مكافحة الشغب، التي أطلقت قبل نحو يومين الغاز المسيل الدموع للتصدي لاحتجاج مماثل.
وتداول ناشطون على الانترنت تسجيلات مصور، أظهرت اعتقال قوات الأمن لعدد من المحتجين فيما حاولت قوات أخرى فض الاحتجاجات، يذكر أن الاحتجاجات اجتاحت معظم جنوب العراق الذي طالما تعرض إلى الإهمال وسط انقطاع مزمن للكهرباء خلال الصيف وتفشي البطالة والفساد.
ويأتي غضب العراقيين في وقت يكافح فيه السياسيون لتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة ومثيرة للجدل بعدما شابتها مزاعم تزوير وتلاعب.
بالإضافة إلى تردي الكهرباء وشيوع الفساد ندد المتظاهرون بالإهمال الحكومي الذي قاد إلى ارتفاع نسبة الملوحة في مياه الشرب في البصرة التي تعد المنفذ البحري الوحيد للعراق.
وعلى الرغم من أن البصرة، تعتبر مركز صناعة النفط العراقي وأحدى أغنى مدن العالم، إلا أن بنتيها التحتية في أسوأ حالاتها رغم مرور 15 عامًا على سقوط النظام السابق عام 2003.
وحذر رئيس لجنة النفط والغاز في مجلس محافظة البصرة، علي شداد، من عدم الإسراع بتلبية مطالب المحتجين بتوفير المياه الصالحة للشرب في المحافظة النفطية، الواقعة جنوبي البلاد، قائلًا،"نحذر من خروج الأمور في المحافظة عن السيطرة في حال لم تنفذ المطالب بتوفير الماء الصالح للشرب بأسرع وقت"، مضيفًا، "المتظاهرون يقفون الآن على جانبي الطريق المؤدية إلى منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران ويمكن أن يقطعوه خلال الساعات المقبلة".
وتجددت التظاهرات الغاضبة في محافظة البصرة الأغنى نفطيًا جنوبي العراق، في مركزها، بمطالب أضيف إليها إنقاذ السكان من السم القاتل الذي دب في مياه الشرب وأصاب أكثر من 18 ألف شخص.
وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الأربعاء الماضي، 29 آب، ارتفاع أعداد المصابين بحالات مرضية في الجهاز الهضمي، جراء تلوث المياه في محافظة البصرة جنوبي البلاد، وارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب إلى 18 ألف حالة، وحذرت من ازدياد الحالات واحتمال تطورها إلى وباء الكوليرا.
وتشهد محافظة البصرة الغنية بالنفط جنوبي العراق، مظاهرات دخلت شهرها الثالث ضد البطالة، وسوء الخدمات المقدمة للمواطنين، فيما سجلت آلاف الإصابات بالتسمم وبمشاكل في الجهاز الهضمي بفعل تلوث المياه.
أرسل تعليقك