أقدمت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، اليوم السبت، على اختطاف 55 طالباً وطالبة من جامعة صنعاء، وذلك خلال تجمعهم للمشاركة في "مسيرة الجياع" استجابة لدعوات "هبة صنعاء" احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، في وقت فرضت الميليشيات تدابير أمنية مشددة في شوارع المدينة، تحسبا للتظاهرات.
وأفادت مصادر ميدانية في العاصمة اليمنية بأن الميليشيات اختطفت 15 إمرأة خرجن للتظاهر ورددن شعار "بالروح بالدم نفديك يا يمن". وأضافت المصادر أن الميليشيات اعتدت على الفتيات اللاتي خرجن في مسيرة سلمية، واقتادهن الى مركز شرطة الجديري ومن ثم إلى مكان مجهول. وتداول رواد مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر نساء مختطفات في إحدى الحافلات التابعة لميليشيات الحوثي.
وعُرف من أسماء طالبات جامعة صنعاء اللواتي شاركن في فعالية ثورة الجياع كلٌ من: رحاب الأغبري، اسماء الأكوع، ياسمين سعد، خلود الرحبي، فاتن الضيفي، ياسمين المراني، و بلقيس العدين.
وقال سكان محليون إن المليشيات نشرت قناصتها على أسطح مباني صنعاء ودبابات ومدرعات في محيط جامعة صنعاء وميدان التحرير لإرهاب المواطنين تحسبا لأي احتجاجات شعبية ضد انهيار العملة وغلاء الأسعار والكوارث التي تسبب بها الانقلاب.
انتشار حوثي مكثف
وأشارت المصادر ذاتها الى أن الميليشيات نظمت مسيرات مسلحة، ونشرت الآلاف من مسلحيها في شوارع العاصمة، لمنع خروج التظاهرات. وقالت إن "الحوثيين نشروا مدرعات وفرقا مسلحة في الشوارع، منها ميدان التحرير وسط العاصمة، كما جرى نصب نقاط تفتيش بشكل كثيف في مداخل صنعاء.
وأدخل الحوثيون كتيبة مسلحة إلى جامعة صنعاء ونظموا استعراضا عسكريا أمامها، بعد خروج عدد من النساء من الجامعة في محاولة للتظاهر، ونشرت الميليشيات الموالية لإيران العشرات من النساء المسلحات بالهراوات للمشاركة في قمع المتظاهرات. وجابت شوارع العاصمة عربات مسلحة تقل مسلحين معظمهم من صغار السن، مدججين بشتى أنواع الأسلحة، ومن بينها القذائف الصاروخية "آر بي جي".
مستجدات "ثورة الجياع"
وكان نشطاء تداولوا منشورات تدعو للتظاهر والعصيان المدني في العاصمة، مؤكدين اقتراب ثورة الجياع التي ستطيح الميليشيات الانقلابية. ونظرا لاستمرار الأزمة المالية التي يمر بها اليمن نتيجة استنزاف الحوثيين ثروات البلاد وتسخيرها لخدمة أعمالها التمردية، أغلقت العشرات من المحال التجارية أبوابها أخيرا، في العاصمة صنعاء وأوقفت نشاطها بسبب انهيار قيمة الريال اليمني.
وازداد الوضع الاقتصادي سوءا في صنعاء مع اعتقال الميليشيات مئات التجار وملاك المنشآت التجارية في العاصمة. وتعكس تحركات الحوثيين العسكرية في صنعاء، حالة الذعر والخوف من أية هبة شعبية، بعد تصاعد وتيرة التذمر والسخط بين سكان العاصمة وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وسقطت العاصمة اليمنية في أيدي الميليشيات المتمردة الموالية لإيران، عام 2014، ليواجه اليمنيون منذ ذلك سطوة الحوثيين وفسادهم.
من جهة ثانية، تمكنت قوات الجيش اليمني في محور علب اليوم السبت، من تحرير سلسلة جبلية جديدة مطلّة على مركز مديرية باقم، شمال محافظة صعدة. وقال قائد اللواء الثالث حرس حدود العميد عزيز الخطابي، إن قوات الجيش هاجمت ميليشيا الحوثي الانقلابية في سلسلة جبال العظيدة، المطلّة على مركز مديرية باقم من الناحية الشمالية ومواقع أخرى محاذية لها، وتمكنت من تحريرها.
وأكد الخطابي، أن المعارك أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر الميليشيا الانقلابية، بالإضافة إلى أسر اثنين آخرين. ولفت إلى أن أبطال الجيش الوطني استعادوا كميات من الأسلحة، من ضمنها قناصات ورشاشات وذخائر متنوعة، وأجهزة اتصالات لاسلكية.
أرسل تعليقك