اندلعت اشتباكات بين القوات العراقية ومسلحين من "داعش" هاجموا عددًا من نقاط التفتيش شمال بغداد، اليوم الإثنين، فيما قالت قيادة عمليات الجيش في العاصمة، إنّها قتلت ثلاثة انتحاريين خلالها، فيما وضعت قوات الأمن العراقية، يدها على ما يعتبر أرشيفا مهما وخطيرا للغاية، ضم مخاطبات ورسائل ووصولات قبض أموال لتنظيم "داعش" خلال السنوات الثلاث الماضية، وذلك خلال مداهمتها أحد مقار التنظيم بساحل الموصل الشرقي.
وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية، إنّ "أكثر من عشرة مسلحين اشتركوا في هجوم مباغت على نقاط تفتيش للجيش العراقي في منطقة البساتين شمال بغداد"، مؤكدًا أنّ القوات العراقية تصدّت للهجوم، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الجانبين. وأفاد المصدر بسقوط قتلى وجرحى من الطرفين خلال الاشتباكات، لافتًا إلى مشاركة مروحيات عراقية في صدّ الهجوم.
كما أكد المصدر، وصول تعزيزات عسكرية عراقية من الجيش والشرطة الاتحادية إلى المنطقة، تحسّبًا لحدوث هجمات جديدة. من جهتها، قالت قيادة عمليات الجيش في بغداد، إنّها قتلت ثلاثة انتحاريين ينتمون لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، خلال الاشتباكات في منطقة البساتين شمال بغداد، مشيرة، في بيان، إلى اشتراك الفرقة السادسة بالجيش العراقي في الهجوم.
وتشهد العاصمة العراقية، تدهورًا أمنياً، منذ عدة أيام، بعد تفجيرات بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، وانتشار مليشيات وعصابات القتل والجريمة والسطو المسلح. وقال النقيب في الشرطة الاتحادية، غالب الموسوي، اليوم الإثنين، إنّ "القوات العراقية تمكّنت من اعتقال عصابة تقوم بأعمال خطف وسرقة، في عملية أمنية خاطفة بإحدى مناطق جنوب بغداد"، مضيفًا أنّ العصابة تضم عناصر من الرجال والنساء.
وكشف عن توصّل القوات العراقية، إلى معلومات تشير إلى تورّط ضباط عراقيين ومنتسبين للشرطة في عمليات الخطف، من خلال الاتفاق مع زعماء بعض العصابات على تمرير المخطوفين عبر نقاط التفتيش، موضحًا أنّ القوات الأمنية نشرت نقاط تفتيش إضافية، في محاولة للحدّ من انتشار الجريمة في بغداد. وفي غضون ذلك وضعت قوات الأمن العراقية، يدها على ما يعتبر أرشيفا مهما وخطيرا للغاية، ضم مخاطبات ورسائل ووصولات قبض أموال لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال السنوات الثلاث الماضية، وذلك خلال مداهمتها أحد مقار التنظيم بساحل الموصل الشرقي.
ووفقا لضابط رفيع في قيادة عمليات نينوى، فإن "الأرشيف عبارة عن وحدات خزن (فلاش ميموري) وأقراص مدمجة وهواتف ذكية، وأجهزة كمبيوتر محمولة تحوي على الكثير من الأسرار المهمة في عمل التنظيم"، مبينا أن "الاستخبارات العراقية صادرت تلك الموجودات ونقلتها إلى بغداد، ومن غير المرجح الكشف عنها حاليا، كونها تحتوي على معلومات خطيرة تدين النظام السوري ورئيسه بشار الأسد".
وذكر الضابط أن "من بين الوثائق التي عثر عليها مخاطبات بين التنظيم وضباط من جيش النظام السوري، وأخرى عبارة عن معلومات وجدول دفعات الغاز والثمن المقبوض والمبلغ المتبقي عند النظام، وحوت، أيضا، تفاصيل عملية بيع التنظيم الغاز من الحقول التي يسيطر عليها للنظام نهاية العام 2014 وحتى مطلع العام 2016".
وأكد المتحدث ذاته أن "إحدى الوثائق تتحدث عن تبادل دفعة من الغاز مقابل أدوية لصالح التنظيم، ويظهر تعليق أحد قيادات "داعش" بأنها أدوية رخيصة توزعها الأمم المتحدة"، كما يحتوي الأرشيف على "أسماء المئات من عناصر التنظيم الذين قتلوا خلال القصف، وتتحدث عن دفع أموال شهرية تعرف باسم (الإعانة) لذويهم"، دون ذكر مزيد من التفاصيل، مبينا أن منزلا يتخذه التنظيم مقرا له في الحي العربي بالساحل الشرقي للموصل عثر بداخله على هذه المعلومات، يعتقد أنه كان مقرا لأحد قادة التنظيم.
ووفقا للضابط نفسه، وهو عقيد بالجيش العراقي تحفظ عن ذكر اسمه، فإنه "من غير المرجح أن تكشف الحكومة عن تلك الوثائق، كونها تضم أدلة واضحة حول وجود تعاون أو تفاهم، بنوع أو آخر، بين داعش ونظام الأسد في دمشق". وسيطرت القوات العراقية، الأسبوع الماضي، على كامل الساحل الشرقي للموصل، بعد معارك استمرت نحو 100 يوم من القتال المتواصل.
وحول ذلك، قال عضو مجلس مدينة الموصل المحلي، محمد الحمداني، إن "الكثير من الوثائق والمعلومات عثر عليها في أقراص مدمجة أو وحدات خزن صغيرة، وهواتف وأجهزة كمبيوتر محمولة، ما سهل عملية نقلها من قبل جهازي الاستخبارات ومكتب الأمن الوطني، وأحيطت بسرية كبيرة". ولم يستبعد الحمداني وجود علاقة بين نظام الأسد و"داعش" بقوله:
"الأمر غير جديد، فقد بدأ من أنبوب الغاز الذي يغذي محطات توليد الكهرباء التابعة للنظام في حمص ودمشق، وانتهاء بأموال النظام لـ"داعش" مقابل عدم ضربه أبراج الاتصالات التابعة لجيش النظام قرب دير الزور". وقال مسؤولون عراقيون، في وقت سابق، إنهم صادروا كميات كبيرة من الأسلحة والوثائق المهمة ستؤدي بالنهاية إلى معرفة المزيد عن التنظيم، بما يسهل القضاء عليه في العراق.
أرسل تعليقك