انتقلت إسرائيل إلى مرحلة تدمير المنازل في قطاع غزة في محاولة لزيادة الضغط على حركة «الجهاد»، من أجل الاستجابة لمقترح وقف النار. وقصف الطيران الإسرائيلي عدة منازل فجر وصباح اليوم (السبت)، في مناطق مختلفة في القطاع. ودمرت الطائرات منزلاً يعود لوالد القيادي في «سرايا القدس» الذي اغتالته إسرائيل سابقاً بهاء أبو العطا، في حي الشجاعية، ومنزلاً لعائلة مهنا في منطقة اليرموك، قبل أن تدمر منزلاً في بيت لاهيا شمال القطاع، ثم منزلاً رابعاً في بيت حانون شمالاً.
وتطلق الطائرات الإسرائيلية صواريخ تحذيرية من أجل مغادرة المنازل ثم تدمرها، في سياسة استخدمتها في المواجهات السابقة الطويلة، من أجل زيادة الضغط على الفلسطينيين، وإلحاق أكبر قدر من الدمار بالقطاع.
وفي الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي، أنه بدأ هجوما مكثفا على مقرات حركة الجهاد في غزة، انطلقت من القطاع صواريخ تستهدف أسدود وعسقلان والنقب الغربي، واستمر تبادل إطلاق الصواريخ والقصف بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية في قطاع غزة صباح السبت، بعد ليلة هادئة نسبيا لم يتحقق خلالها أي اختراق في الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار.
وفي شمال الضفة الغربية المحتلة، قُتل شابان فلسطينيان برصاص جنود إسرائيليين في مخيم بلاطة للاجئين في نابلس وأعلنت الوزارة "مقتل الشاب سائد جهاد شاكر مشه (32 عاماً) والشاب وسيم عدنان يوسف الأعراج (19 عاما) بالرصاص الحي خلال عدوان الاحتلال على مخيم بلاطة في نابلس".
وذكرت حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن الشابين ينتميان إلى كتائب شهداء الأقصى، وهي جناحها العسكري.
أما في قطاع غزة، فتحدث شهود عيان في ساعات الصباح الأولى عن عدد من الغارات الإسرائيلية على مناطق غير مأهولة شرق مدينة غزة وشمال القطاع، بينما أطلقت في إسرائيل صفارات الإنذار مرات عدة منذ الساعة السادسة (03,00 ت غ) في المناطق المحاذية لقطاع غزة.
ومنذ بدء العملية الاسرائيلية ضد حركة الجهاد، الثلاثاء، قُتل 33 فلسطينيا في تبادل قصف بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية مسلحة في غزة.
كما قُتل شخص في إسرائيل بصاروخ أصاب مبنى في رحوفوت جنوب تل أبيب. وقال الموقع الإخباري "واي نت" إن امرأة تبلغ من العمر 80 عامًا قُتلت جراء القصف.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم، إن 1099 صاروخاً أطلقت منذ بداية جولة التصعيد الحالية، منها 865 اجتازت السياج الحدودي، وتم اعتراض 340 وفق سياسة الاعتراض، فيما تمت مهاجمة 325 هدفاً بغزة.
وفيما تستعد إسرائيل لاحتمال إطالة أمد المعركة محذرة حركة «حماس» من الدخول على الخط، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير» حسين الشيخ، الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي والأشقاء العرب، بـ«الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان فوراً على شعبنا الفلسطيني، في قطاع غزة، وباقي أرجاء الوطن».
كما طالب الشيخ المؤسسات الدولية والإنسانية بـ«التدخل السريع لفتح المعابر مع قطاع غزة، ونقل المصابين من أجل علاجهم».
في الأثناء، تسعى مصر، الوسيط التقليدي بين الطرفين المتحاربين، للحصول على هدنة تضع حداً لهذا التصعيد الجديد للعنف بين غزة وإسرائيل وهو الأخطر منذ آب/أغسطس 2022.
وقال مصدر فلسطيني قريب من المحادثات إن "مصر قدمت مساء (الجمعة) صيغة جديدة لوقف إطلاق النار سيقوم الطرف الفلسطيني بدراستها"، موضحا أن "مصر تنتظر أيضا رد إسرائيل".
وذكر التلفزيون الإسرائيلي العام أن تل أبيب تسلمت "صيغة معدلة" لمقترح مصري لوقف إطلاق النار، من دون مزيد من التفاصيل.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان أكدت في اتصال مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر على "الضرورة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل تجنب أي خسائر أخرى في أرواح المدنيين".
يشار إلى أن بين القتلى الفلسطينيين ستة قادة عسكريين من الجهاد استهدفتهم إسرائيل بشكل مباشر، ومدنيين بينهم أطفال ومقاتلون من الجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
الزوارق الإسرائيلية تفتح النيران بشكل عنيف صوب مراكب الصيادين جنوب قطاع غزة
التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة
أرسل تعليقك