لندن - العرب اليوم
دعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل، الأربعاء، إلى إنهاء عمليتها العسكرية في رفح في جنوب قطاع غزة «فورا»، محذرا من أن عدم القيام بذلك من شأنه أن يقوّض العلاقات مع التكتل.وجاء في بيان صادر عن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن «الاتحاد الأوروبي يحث إسرائيل على وقف عمليتها العسكرية في رفح على الفور» لأن مواصلتها «ستضع حتما ضغطا شديدا على علاقة الاتحاد الأوروبي بإسرائيل».
واصل عشرات الآلاف من المدنيين الفرار الأربعاء من مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، التي تتعرض للقصف الإسرائيلي مع التهديد بهجوم بري واسع النطاق.
وأضاف البيان أن الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل إلى «الامتناع عن التسبب في تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وإعادة فتح» معبر رفح. ولجأ إلى رفح في أقصى جنوب غزة أكثر من مليون شخص هربا من الحرب والقصف. ووجه الجيش أوامر لهم بإخلاء المنطقة والتوجه إلى مناطق لا تعتبرها الأمم المتحدة «آمنة».
وفي سياق متصل يهدد شبح الجوع الأهالي في غزة حيث شكا الأهالي من عدم حصولهم على أي مساعدات إغاثية من الجهات الأممية أو اللجان المحلية المكلفة بتوفير المساعدات، منذ نزوحهم الجديد إلى دير البلح من مدينة رفح قبل نحو أسبوع.
وأضافوا أن الكميات ضئيلة جداً في حين تضاعفت الأسعار بالأسواق منذ إغلاق المعابر، وتوقف تدفّق المساعدات من الخارج.
وعلى الرغم من إدخال إسرائيل شاحنات تحمل الطحين والسولار المخصّص للمخابز في مدينة غزة عبر حدودها مع القطاع بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي ووكالات أمميّة ذات صلة، فإن مناطق الوسط والجنوب ما زالت محرومة من أيّ مساعدات.
كما لم يُعلَن بعد عن أيّ ترتيب يضمن إعادة تدفّق المساعدات من خارج القطاع إلى هذه المناطق. لذلك، يسود انطباعٌ عامٌ بين النازحين بأنّهم أمام شبح جوع مُحدق قد يُصبح واقعا حقيقيّا خلال فترة وجيزة في ظل بدء نفاد ما كان متوفرا لديهم من مخزون من دون وجود بدائل.
يأتي هذا بينما تتزايد التحذيرات التي تُطلقها جهات أممية ومؤسسات أجنبية ولجان إغاثة محلية من العودة من جديد إلى حالة التجويع وسط القطاع وجنوبه، كما كان الحال في الشمال، إذا استمر توقّف إدخال المساعدات أياما إضافيّة، خصوصا في ظلّ حالة النزوح الكبيرة من رفح نحو خان يونس ودير البلح ومناطق أخرى وسط القطاع.
وبحسب داود الأسطل، المسؤول بإحدى لجان الإغاثة الرئيسة في مواصي خان يونس، فإن العمل الإغاثي الميداني المعتمد على تقديم المساعدات الغذائية والاحتياجات الأخرى للنازحين قد توقف جراء عدم تدفّق شاحنات المساعدات من خارج قطاع غزة منذ ثمانية أيّام بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح.
وقال الأسطل في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن حجم المساعدات التي كانت متوفّرة قبل توغّل الجيش الإسرائيلي في شرق رفح كان شحيحا وبالكاد يكفي النازحين، محذرا من أنّ هذا يعني حدوث أزمة كبرى قد تُفضي إلى مجاعة إذا توقّف تدفّق المساعدات لفترة أطول.
وأوضح المسؤول الإغاثيّ أن عمليّات توزيع المساعدات تعتمد بشكل أساسي على ما يصل من خارج القطاع، والذي عادة ما كان يوزّع أولا بأوّل نظرا لمحدوديّته بشكل عام.
كما تابع أن المساعدات كانت تدخل إلى المعابر مع القطاع ويتم تفريغها في المخازن بشكل يوميّ ثم تتولى اللجان المحليّة توزيعها في اليوم التالي مباشرة. ووفقا لهذه الآليّة، فإنّ المساعدات اليوميّة كانت تكفي ليوم واحد فقط، مشيراً إلى أنّ هناك عدّة مخازن رئيسة تقع ضمن المناطق التي توغّل فيها الجيش الإسرائيليّ، مؤكدا وجود نقص كبير جدا في الأغذية والمياه والأدوية والخيام والاحتياجات الأخرى مع زحف أعداد هائلة من النازحين إلى المواصي والمناطق القريبة منها.
والاتحاد الأوروبي هو الجهة الرئيسية التي تقدم مساعدات إنسانية للفلسطينيين.
دخل الجيش الإسرائيلي رفح بالدبابات في 7 مايو (أيار) وسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي بين قطاع غزة ومصر الذي ما زال منذ ذلك الحين مغلقاً، على الرغم من أهميته القصوى بالنسبة للقوافل التي تنقل المساعدات إلى السكان المهددين بالمجاعة في غزة وفقاً للأمم المتحدة.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح «تؤدي إلى نزوح مزيد من السكان، ومفاقمة خطر المجاعة والمعاناة الإنسانية».
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
بوريل يقلل من أهمية غياب وزيرى خارجية ألمانيا وفرنسا بقمة أوروبية مع الاسيان
بوريل يدافع عن "الأونروا" ويُطالب المجتمع الدولي بإعادة النظر في تزويد إسرائيل بالأسلحة
أرسل تعليقك