الرياض ـ سعيد الغامدي
يبدأ ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الاثنين زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة سيبحث خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية وخصوصًا أوضاع الخليج العربي والأزمتين اليمنية والسورية .
وأوردت وكالة الأنباء السعودية، بيانا صادرا عن الديوان الملكي، يؤكد أن الأمير محمد بن سلمان سيغادر الاثنين إلى الولايات المتحدة “في زيارة رسمية يلتقي خلالها عددا من المسؤولين لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك”، دون التطرق إلى جدول أعمال الزيارة أو مدتها.
وتأتي الزيارة عقب تصريحات لرئيس المخابرات الأميركية (سي أي إيه) أمس، أكد فيها عمق العلاقات التي تجمع بين بلاده والمملكة العربية السعودية، كاشفا عن وثائق سرية ستكشف الولايات المتحدة عنها قريبا، تؤكد براءة السعودية من التهم التي تتحدث عن مزاعم تورطها بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ومن المقرر أن يعقد ولي ولي العهد لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما يتناول فيه الجانبان ملفات المنطقة وقضاياها المُلحة وفي مقدمتها مواجهة التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة وأمن دول مجلس التعاون والأزمة السورية وأوضاع اليمن والعراق وليبيا وغيرها من قضايا المنطقة.
وفي جانب آخر يعقد ولي ولي العهد لقاءات مع كبار المسؤولين الأميركيين ويتناول معهم كل ما من شأنه تعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها، كما يلتقي عددا من رؤساء الشركات والمؤسسات المالية الأمريكية ويوقع عددا من الاتفاقيات ضمن خطة رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020. ومن المتوقع أن يلتقي سمو ولي ولي العهد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون.
ويحظى الشأن الإيراني بنصيب كبير من الملفات المطروحة للنقاش بين ولي ولي العهد والرئيس اوباما، خاصة ضرورة إيقاف التدخلات الإيرانية التي بدت بمؤشرات متزايدة وواضحة في الآونة الأخيرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ودعم طهران المتواصل للتنظيمات الإرهابية، ضمن أهدافها لزيادة نفوذها الإقليمي، إضافة إلى ضرورة التزامها باحترام حسن الجوار.
ولن يغيب الشأن اليمني عن لقاءات ولي ولي العهد المرتقبة مع المسؤولين الأميركيين، بيد أن ثمة تطابقا في مواقف البلدين الصديقين تجاه الأزمة وتوافق مع ما تراه المملكة من حلول تجاه الوضع اليمني. ومن الطبيعي أن يخضع الملف اليمني لمباحثات مركزة تتضمن الجهود المبذولة لكبح جماح التدخلات الإيرانية في اليمن ووقف دعمها للميليشيات الحوثية وأتباعها من المتمردين على الحكومة الشرعية.
ومن المنتظر أن يخضع الملفان السوري والعراقي لمباحثات مكثفة بين ولي ولي العهد والمسؤولين الأميركيين، وتناول ما من شأنه تجاوز بعض نقاط التباين في مواقف البلدين تجاه تلك الملفين، بما يضمن رحيل نظام الأسد وإنهاء الأزمة السورية في جانب، ودعم الحكومة العراقية في تصديها للتنظيمات والجماعات الإرهابية واحترام سيادة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية في جانب آخر.
كما تكتسب زيارة ولي ولي العهد للولايات المتحدة أهمية بالغة في الجانب الاقتصادي، إِذْ يشكل الاقتصاد والتجارة ركيزتين أساسيتين في العلاقات السعودية الأميركية، عمقت جذور العلاقة بين البلدين الصديقين، ومن المقرر أن يعقد عددا من اللقاءات مع قيادات كبرى الشركات والمؤسسات المالية الأميركية، تُتوج بعدد من الاتفاقيات ضمن خطة رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 الذي أقره مجلس الوزراء الأسبوع الماضي.
أرسل تعليقك