أكدت مصادر أمنية أن قضية قيام شركات أمنية أميركية بحماية خط النقل الاستراتيجي بين بغداد و منفذ طريبيل، الحدودي مع الأردن، أثارت جدلاً بين أطراف سياسية مختلفة، وخلفت توجسًا لدى إيران، وذلك بالتزامن مع وصول قوات خاصة أميركية إلى قاعدة عين الأسد، غرب الرمادي، في وقت أفادت فيه تقارير صحافية، الأربعاء، بأن تنظيم "داعش" استهدف مستشارين أميركيين وأستراليين بغاز "الخردل"، في العراق.
وذكرت بعض المصادر أن الحكومة وقعت اتفاقاً مع شركة أميركية، لم تسمها، لحماية الطريق بين بغداد والأردن. وتعاقدت الشركة مع مجموعة من الشركات الأخرى، من جنسيات مختلفة، كما ستستعين بالعشائر، ما أثار مخاوف "الحشد الشعبي"، القريب من إيران، من تكريس القوات الأميركية حضورها في قاعدتي عين الأسد و الحبانية.
وأفادت قناة "CBS News" الأميركية، الأربعاء، بأن تنظيم "داعش" استهدف مستشارين أمريكيين وأستراليين بغاز "الخردل"، في العراق. وقالت إن مسلحي "داعش" استخدموا غاز "الخردل" في هجوم نفذوه على وحدة عسكرية في العراق، كان فيها مستشارون أمريكيون وأستراليون، مشيرة الى أن "الهجوم وقع في 17 نيسان / أبريل. وأضافت أن 25 من المواطنين العراقيين طلبوا مساعدات طبية، لكن أيًا من المستشارين الأمريكيين أو الأستراليين لم يصب بأذى.
ونقلت القناة عن المتحدث باسم العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، قوله إن ستة عسكريين عانوا من الاختناق ونقلوا إلى مستشفى ميداني، لتلقي العلاج، لافتًا إلى فتح تحقيق من أجل تحديد نوع المادة السامة التي استخدمت في هذا الهجوم. كما نقلت عن اثنين من العسكريين، لم يكشفا عن هويتهما، أن المواطنين الأمريكيين يتسلمون أقنعة، وغيرها من الوسائل الوقائية، للحماية في حالة شن هجمات باستخدام مواد سامة.
ويذكر أن هذا الهجوم هو الثاني من نوع الذي يشنه "داعش" باستخدام مواد سامة. وأشارت تقارير صحافية، في وقت سابق، إلى أن مسلحين شنوا هجومًا باستخدام الكلور في غرب الموصل، وفق المعطيات الأولية. وأعلن جهاز مكافحة التطرف، التابع لمجلس أمن إقليم كردستان، الثلاثاء، عن مقتل 10 عناصر من تنظيم "داعش"، بينهم المسؤول الأمني للتنظيم، في ضربة جوية لطيران التحالف الدولي، جنوب غربي كركوك.
وقال الجهاز، في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، إن طائرات التحالف الدولي استهدفت، بضربة جوية، سيارة للتنظيم تقل 10 عناصره على طريق "الرياض – الحويجة"، جنوب غربي كركوك. واضاف أن القصف أسفر عن مقتل جميع العناصر، وبينهم المسؤول الأمني في التنظيم، المدعو عمار حسن محمد حسن، والملقب بـ"أبو نبيل".
وأكد مصدر في الشرطة، الأربعاء، أن عبوة ناسفة انفجرت مستهدفة دورية للشرطة، في منطقة إبراهيم بن علي، غرب بغداد، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر الشرطة.
وفي سياق متصل، فشل تنظيم "داعش" حتى الآن في شن هجمات داخل دول عربية، رغم أن مئات من النتطرفين الذين التحقوا بالتنظيم، في العراق وسورية وليبيا، ينحدرون من بعض هذه الدول، التي ظلت عصية على "داعش"، حيث فككت موريتانيا، للمرة الأولى، خلية من أربعة أشخاص اتهموا بربط صلات مع "داعش"، في تشرين الأول / أكتوبر 2014، لكن التنظيم المتطرف لم ينجح في تنفيذ أي اعتداء على أراضي هذا البلد.
وتبنى المغرب، في تشرين الأول 2014، مخططًا استباقيًا لمواجهة التهديدات الأمنية، تحت عنوان "حذر". وأعلنت السلطات الأمنية تفكيك خلايا متطرفى لها صلات بـ"داعش"، لكن أيا من تلك الخلايا لم يتمكن من تنفيذ اعتداءات في المملكة. وأصدر الملك محمد السادس، في مطلع شباط / فبراير الماضي، تعليمات للحكومة بمراجعة مناهج تدريس التربية الدينية وبرامجها، في مختلف مستويات التعليم في البلاد، من أجل تكريس التسامح والاعتدال، عقب دعوات حذرت من "الثقافة الدينية التكفيرية"، وفق بيان أصدره القصر الملكي.
وتلقت مملكة البحرين، في أواخر حزيران/ يونيو 2015، تهديدًا مباشرًا من أحد مواطنيها الناشطين في "داعش"، حيث توعد تركي البنعلي بلاده بأن تكون الهدف المقبل للتنظيم، بعد تفجير مسجد في الكويت، لكن "داعش" فشل حتى الآن في تنفيذ وعيده. وعززت البحرين إجراءاتها الأمنية لمنع المتطرفين من القيام باعتداءات مشابهة لتلك التي وقعت في بلدان عربية أخرى.
ووجه القضاء الإماراتي، في كانون الأول/ ديسمبر 2015، تهما إلى 11 شخصًا بتشكيل خلية سرية، هدفها الترويج لأفكار "داعش" المتطرفة. وهدد أتباع التنظيم عبر الإنترنت دولة الإمارات، دون أن يستطيعوا تجسيد تهديداتهم على أرض الواقع. وأصدر القضاء الإماراتي، في الآونة الأخيرة، أحكامًا في حق متهمين في قضايا تتعلق بالتطرف وأمن الدولة، ووجه إليهم تهم الترويج لأفكار متطرفة، تهدف إلى الإضرار بالأمن والاستقرار في البلاد.
وهدد التنظيم قطر بأن تكون "إمارة تابعة للخليفة أبو بكر البغدادي"، ولذلك حذر الاتحاد الدولي لكرة القدم من تنظيم كأس العالم سنة 2022 هناك. رغم أن لسلطنة عُمان حدودًا مع بلدين اكتويا بنيران التطرف، وهما اليمن والسعودية، بقيت هذه السلطنة الخليجية في مأمن من تفجيرات "داعش".
وصنف المنتدى الاقتصادي العالمي، في 2015، سلطنة عمان في المركز التاسع ضمن قائمة الدول الأكثر أمانًا للسياح في العالم. كما أكدت وزارة الداخلية السودانية التحاق عشرات من الشباب السودانيين بمعسكرات "داعش" في الخارج، لكن هذا البلد، الذي يعاني أصلاً من مشاكل أمنية، مازال سالمًا حصينًا أمام اعتداءات التنظيم. كما أن جيبوتي مازالت خارج قائمة الدول التي شملتها اعتداءات "داعش"، في ظل الوجود عسكري الأميركي فيها منذ 2002، كما تربط هذا البلد صلات تعاون وثيقة مع فرنسا، ولاسيما في الجانب الأمني.
أرسل تعليقك