تتواصل الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط تصاعد حدة المعارك مع حركة حماس وتدهور الوضع الإنساني في القطاع. وفي ظل هذا التصعيد العسكري المتواصل، يعيش سكان غزة تحت وطأة الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، فيما تحاول مختلف الأطراف الدولية البحث عن حلول لوقف هذه العمليات.
وعلى الصعيد الميداني، قُتل سبعة أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بحسب ما أفاد مسعفون لوكالة رويترز في ساعات مبكرة من صباح الأربعاء.
أما شمال القطاع، فقد قُتل 22 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، في غارة إسرائيلية، ليلة الثلاثاء- الأربعاء، في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وبحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن طائرات حربية إسرائيلية قصفت منزلاً لعائلة (أبو طرابيش) في محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، وهو بناية سكنية مكونة من عدة طوابق يقطنها حوالي 30 نازحاً، سوتها الطائرات الإسرائيلية بالأرض.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة (وفا)، بأن الغارات استهدفت أيضاً المستشفى الاندونيسي عدة مرات بالرغم من وجود المرضى والكادر الطبي بداخله، ما أدى لإصابة 6 مرضى، كما استهدفت مولدات الوقود والطاقم الذي حاول إصلاحها.
وناشدت المصادر الطبية، المنظمات العالمية لتوفير الحماية للمرضى والطاقم الطبي، "غير أن حكومة الاحتلال لا تستجيب لأحد"، بحسب ما أوردت الوكالة الفلسطينية.
ووصف سكان للمناطق الشمالية من غزة الليلة الماضية، بـ "الصعبة جدا"، قائلين إنها شهدت عشرات عمليات النسف والتفجير وحرق المنازل في مخيم جباليا وبيت لاهيا من قبل القوات الإسرائيلية، وفقاً لشهود عيان.
وفي جنوب القطاع، وتحديداً رفح، تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال عدة جثث بالقرب من معبر كرم أبو سالم.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الحصيلة غير النهائية لضحايا الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في غزة سجلت مقتل 44.786 فلسطيناً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 106.188 آخرين.
وأكدت الوزارة أنه "لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم".
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أربعة صواريخ أطلقت من قطاع غزة تجاه الغلاف من صباح الأربعاء.
عقد مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر الليلة الماضية جلسة مغلقة بشأن غزة، تناولت الأوضاع الإنسانية بما فيها إيصال المساعدات وإعادة فتح معبر رفح.
وقالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيخريد كاخ، فجر الأربعاء، إن" الوضع في غزة مدمر تماماً والصورة قاتمة مع استمرار معاناة المدنيين في القطاع".
وأوضحت كاخ في تصريحاتها للصحفيين في مقر الأمم المتحدة، عقب تقديم إحاطتها، أن المدنيين في غزة يعيشون في ظروف "لا إنسانية"، مشيرة إلى أن "إخواننا من المدنيين يحاولون البقاء على قيد الحياة، صغاراً وكباراً".
وحذرت من أن العوائق التي تواجهها الأمم المتحدة والمدنيون في القطاع "تحول دون تحقيق الهدف النهائي، وهو إيصال المساعدات إلى المدنيين".
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أنها "ذكَّرت مجلس الأمن بأنه منذ نيسان الماضي، عن خطر انهيار القانون والنظام وخاصة انعدام القانون والنهب، والذي تفاقم في خضم ظروف صعبة للغاية بالفعل، كما أنه يؤثر على ما تبقى من النسيج والاستقرار الاجتماعيين".
وأضافت كاخ أنه "إذا توفرت الإرادة السياسية وتوصلت الأطراف إلى اتفاقات والتزمت بها- كما حدث في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال- يمكننا حينها أن نصل إلى الناس".
وأشارت إلى الطلبات التي قدمتها الأمم المتحدة إلى الحكومة الإسرائيلية، والتي تشمل "إمدادات الشتاء، والمواد الصحية وجميع الإمدادات الأساسية التي تفتقر إليها غزة". كما أوضحت أنها "ناقشت مع الحكومة الإسرائيلية الخط الواضح للأمم المتحدة بشأن تفويض وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهو الدور الذي لا غنى عنه، وخاصة في غزة".
وشددت كاخ على أن "قطاع غزة يحتاج إلى إعادة تشغيل القطاع التجاري، حيث يريد الناس الشراء، وتنوع في السلع"، مؤكدة "نحن بحاجة إلى الاستمرار في الضغط".
"إن صوت المجتمع الدولي وموقفه واضحان. فنحن في حاجة إلى عودة السلطة الفلسطينية. فهي لديها الخطط اللازمة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، ولديها الموظفون. وبوسعنا أن نساعد في تنظيم التمويل"، تقول المسؤولة الأممية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
قوات الاحتلال الإسرائيلي تصيب 7 شبان فلسطينيين وتعتقل آخرين
قوات الاحتلال الإسرائيلي تنسحب من مخيم عين السلطان بعد حملة اعتقالات في أريحا
أرسل تعليقك