يشهد نشاط عصابات تهريب المخدرات والذهب و السلاح والوقود, تناميًا ملحوظا في دول شمال أفريقيا، تزامنًا مع انفلات الوضع الأمني في ليبيا. فلم تعد مهام القوات العسكرية الجزائرية, المنتشرة على طول الحدود الشرقية والجنوبية, منحصرة في منع المتطرفين من التوغل داخل الأراضي الجزائرية، بل تخوض قوات الجيش الجزائري يوميًا معارك ضد مهربي السلاح والذهب والوقود.
وكشفت بيانات وزارة الدفاع الجزائرية, أخيرًا, عن وجود ارتباط وثيق بين عصابات تهريب المخدرات التي أصبحت تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي وعصابات تهريب السلاح التي تنشط في عدد من دول جوار ليبيا، مستغلة الانفلات الأمني القائم في المنطقة, لنقل كميات كبيرة من " الحشيش " و " الكوكايين " الآتية من أميركا اللاتينية. وقد دفعت هذه الأوضاع بالجزائر إلى تكثيف الحراسة والرقابة على حدودها, وتقسيم عملية المراقبة على أربعة أجهزة أمنية في الجزائر, على رأسها الجيش الجزائري. وتقيم يوميًا حواجز أمنية للشرطة والدرك على الطرق الكبيرة والصغيرة وخاصة المسالك والمعابر التي تربط الشمال بالجنوب والشرق والغرب.
وتمكن الجيش الجزائري الأسبوع الماضي, في عمليات أمنية منفردة, مدعومًا بمروحية عسكرية، من توقيف 3 تجار مخدرات، وحجزت رشاشا ثقيلا وكمية من الذخيرة وخمسة قناطير من الكيف المعالج، فيما دمرت مركبة رباعية الدفع في المنطقة الحدودية "الشناشن" جنوبي شرق "تندوف."
وحسب بيان وزارة الدفاع الجزائرية، فإن العملية النوعية تعتبر الثانية في المنطقة في ظرف أقل من أسبوع، حيث عرفت المنطقة قبل أيام مواجهات عنيفة بين وحدة تابعة للجيش الجزائري وجماعة إرهابية متلبسة بنقل المخدرات وقتل عناصرها.
وقال عضو مجلس الأمة الجزائري السابق عن محافظة ورقلة جنوب الجزائر, ساسي بن عروسي, إنه بالرغم من تدهور الأوضاع الأمنية في المناطق الحدودية جراء الانفلات الأمني القائم في بعض دول الجوار, إلا أن سكان المناطق الحدودية كمحافظة ايليزي والوادي وتمنراست، تنعم بالاستقرار والهدوء بفضل الرقابة الصارمة التي تفرضها أجهز الأمن الجزائري, فهم جنبوا الجزائر تكرار سيناريو العشرية السوداء, مستدلا بالعمليات الناجحة التي ينفذها الجيش الجزائري يوميا على المناطق الحدودية.
وقال ساسي بن عروسي, في تصريحات لـ " العرب اليوم " إن المواطن الجزائري يقوم بدوره أيضا من خلال التبليغ عن كل العمليات المشبوهة كالتهريب مثلا. وتابع المتحدث قائلا إن دولًا كبرى اعترفت باحترافية ويقظة الجيش الجزائري.
كذلك وأوضح النائب عن محافظة اليزي بالقرب من الحدود مع ليبيا, عباس بوعمامة, أن الوضع الأمني في المناطق الحدودية مقلق لكن الأجهزة الأمنية متحكمة فيه, بالنظر إلى كمية الأسلحة التي يسترجعها أفراد الجيش الجزائري يوميًا في هذه المناطق بفضل رقابتهم الصارمة. ووجه المتحدث نداءً الى سكان المناطق الحدودية بمد يد العون والمساعدة لعناصر الجيش الجزائري من خلال تقديم المعلومات اللازمة حول أي تحركات مشبوهة.
ودعا القيادي الأرندي والنائب في البرلمان الجزائري, بابا علي, سكان المناطق الجنوبية وبخاصة القريبة من الحدود الجنوبية والشرقية التي تربط الجزائر بتونس وليبيا إلى مساعدة قوات الجيش الجزائري في مكافحة التطرف من خلال التبليغ على أية عمليات مشبوهة، وأيضا التبليغ عن مهربي المخدرات وجماعات الأشرار، وذلك لخدمة الجزائر والحفاظ على أمنها واستقرارها.
وثمّن المتحدث, الدور الذي تلعبه قوات الجيش الجزائري في تأمين الحدود من محاولات توغل التنظيمات المتطرفة للأراضي الجزائرية، والهجرة غير الشرعية وتدفق مختلف أنواع الأسلحة، بدليل العمليات الأخيرة التي نفذتها قوات الجيش في محافظة تمنراست، وتمكنت من استرجاع كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، وتدمير عدد من المخابئ.
وأكد المتحدث، في تصريحات صحافية لـ " العرب اليوم " أنه وبالرغم من الوضع الأمني المتدهور في الحدود، بالنظر إلى الأوضاع السائدة في ليبيا ومنطقة الساحل إلا أن الجيش الجزائري تمكن من حماية المناطق الحدودية.
أرسل تعليقك