القاهرة ـ العرب اليوم
قالت مصادر مطلعة على المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في مفاوضات غزة إنه "يخلق جسراً لبدء مفاوضات إنهاء الحرب، لكنه لا يضمن النتائج".وأوضحت المصادر أن المقترح، الذي يحمل عنوان "إطار عمل للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار"، والذي يمدد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً إضافية، مقابل إطلاق سراح 5 محتجزين إسرائيليين وعدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، نص على أن الوسطاء "يضمنون استكمال المفاوضات خلال هذه الفترة، للتوصل إلى اتفاق بشأن الترتيبات اللازمة لوقف دائم لإطلاق النار ومفاتيح تبادل ما تبقى من المحتجزين الإسرائيليين".
ونص المقترح على أن تقوم حركة "حماس" في اليوم الأول من الاتفاق، بإطلاق سراح المحتجزين الخمسة، وبينهم محتجز إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية، يدعى عيدان ألكسندر، وبعد ذلك يجري الدخول في المفاوضات بشأن الترتيبات اللازمة للوقف التام لإطلاق النار ومفاتيح تبادل باقي المحتجزين.
كما نص على دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية ودخول منظمات الأمم المتحدة وغيرها، والشروع في إعادة تأهيل البنى التحتية في قطاع غزة.
وقدمت إسرائيل ردها على مقترح ويتكوف، مساء الجمعة، مطالبة برفع عدد من سيتم إطلاق سراحهم من المحتجزين الإسرائيليين إلى 11، إضافة إلى جثامين 16 محتجزاً لقوا مصرعهم خلال الحرب، مقابل وقف لإطلاق النار مدته 40 يوماً وإطلاق سراح 120 أسيراً فلسطينياً محكوم بالسجن المؤبد، وأكثر من ألف أسير من قطاع غزة اعتقلوا أثناء الحرب، دون أن تكون لهم علاقة بهجوم السابع من أكتوبر 2023، و 160 جثماناً لضحايا فلسطينيين في الحرب.
ووافقت إسرائيل في ردها على الدخول في مفاوضات الوقف الدائم لإطلاق النار خلال فترة الهدوء التي ستستمر 40 يوماً، ومعروف بأن إسرائيل رفضت على الدوام التوصل إلى وقف دائم للحرب، إلا بعد تحقيق شرطين هما: نزع السلاح الهجومي من مقاتلي حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى، وإبعاد العشرات من قادة الجناح العسكري لحركة "حماس" وعدد من الفصائل إلى الخارج.
واشترطت تل أبيب في ردها، أن يضع الوسطاء آلية لضمان وصول مواد الإغاثة إلى المدنيين فقط، وعدم وصول أي شيء منها إلى حركة "حماس"، كما اشترطت على أن تتلقى معلومات دقيقة موثقة بشأن الوضع الصحي للمحتجزين الإسرائيليين، خاصة من هم على قيد الحياة.
ويعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، اجتماعاً مع فريق التفاوص الإسرائيلي في محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، في أعقاب مقترح أميركي جديد لـ"تضيق الفجوات" بين "حماس" وتل أبيب، بما يسمح بتمديد وقف إطلاق النار إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (منتصف أبريل)، فيما اتهم البيت الأبيض "حماس" بتقديم مطالب "غير واقعية".
وأعلنت "حماس"، الجمعة، موافقتها على مقترح قدمه الوسطاء في مفاوضات غزة، وأبدت استعدادها لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر والذي يحمل الجنسية الأميركية، بالإضافة إلى جثامين 4 رهائن من مزدوجي الجنسية، السبت.
وقال مكتب نتنياهو في بيان: "في حين قبلت إسرائيل إطار عمل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تُصرّ حماس على رفضها وتُواصل شنّ حرب نفسية ضد عائلات الأسرى".
وأضاف البيان: "سيجتمع رئيس الوزراء بالفريق الوزاري مساء السبت للاستماع إلى إحاطة مُفصّلة من فريق التفاوض، ولتحديد الخطوات اللازمة لتحرير الأسرى وتحقيق جميع أهداف حربنا".
وكان البيت الأبيض، قال في بيان، الجمعة، إن ويتكوف ومدير مجلس الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إريك تريجر، أوضحا أن التمديد المقترح يتيح الوقت للتفاوض على إطار عمل لوقف لإطلاق نار دائم.
بدورها، ردت "حماس" على المقترح مطالبة ببعض التعديلات، أهمها أن يخفض عدد من سيطلق سراحهم من المحتجزين إلى شخص واحد بدلاً من 5، وحددت هذا المحتجز بأنه عيدان ألكسندر، الذي يحمل جواز السفر الأميركي إلى جانب جنسيته الإسرائيلية، إضافة إلى جثامين 4 محتجزين يحملون الجنسية الأميركية.
وطالبت "حماس" بتعديل عنوان المقترح ليكون "آليات عمل لوقف دائم للحرب"، بدلاً من "إطار عمل لوقف للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار"، وأن تجري هذه المفاوضات على أساس نصوص اتفاق الـ 17 من يناير الماضي، التي تضمنت 3 مراحل، المرحلة الثانية منها التفاوض على وقف الحرب.
كما طالبت بأن يتم إعادة فتح المعابر لدخول المواد الغذائية وغيرها، قبل أن يجري تسليم المحتجز الإسرائيلي والجثامين الأربعة، وأن تبدأ المفاوضات في اليوم الأول من الاتفاق، وأن تقوم إسرائيل بالانسحاب من "محور فيلادلفيا"، الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وفق ما نص عليه اتفاق الـ 17 من يناير.
واقترحت أيضاً فتح "معبر رفح" مع مصر للراغبين بالعودة إلى القطاع من الفلسطينيين العالقين في الخارج، وإزالة نقاط التفتيش القائمة في شارع صلاح الدين بين شمال قطاع غزة الوسط والجنوب.
ووصل وفد من حركة "حماس" برئاسة خليل الحية، الجمعة، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للتباحث مع المسؤولين بشأن المقترح الأميركي الذي قُدم باسم الوسطاء، ورد الحركة والرد الإسرائيلي.
وكان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قال في بيان، إنه سيعقد اجتماعاً مساء السبت، لبحث المقترح. ويرى مراقبون وجود فرصة للاتفاق على حل وسط بشأن المقترح، وذلك لعدة عوامل، منها حاجة الطرفين إلى هذا الاتفاق، والضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية على الجانب الإسرائيلي في هذا الشأن.
ففي إسرائيل يتعرض رئيس الحكومة لضغوط واسعة من الشارع ومن القوى السياسية والمجتمعية للتقدم باقتراحات عملية لإطلاق سراح من تبقى من المحتجزين على قيد الحياة، خاصة بعد ثبات عدم جدوى الضغط العسكري وإجراءات التجويع والترحيل والهدم والتدمير وغيرها في إطلاق سراحهم.
وتظهر استطلاعات الرأي العام، أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يؤيدون وقف الحرب مقابل إطلاق سراح المحتجزين، وفي حركة "حماس" أيضاً لا يبدو أن هناك خياراً آخر سوى قبول العرض الأميركي، خاصة وأن التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 22 محتجزاً إسرائيلياً على قيد الحياة، ما يعني أن اطلاق سراح خمسة منهم، لن يفقد الحركة هذا الورقة.
وكانت "حماس" اقترحت على ويتكوف في وقت سابق، التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 10 سنوات، مبدية استعدادها لبحث مطالب إسرائيل بشأن السلاح، بعد موافقتها على ذلك، لكن الحركة رفضت بأي شكل من الأشكال فكرة إبعاد قيادة جناحها العسكري إلى الخارج، فيما رفضت إسرائيل عرض الحركة واعتبرته "تلاعباً"، ما يشير إلى أن المفاوضات القادمة، حال قبول العرض الجديد، ستواجه عقبات كبيرة وخطيرة.
قد يهمك أيضــــاً:
الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن مقتل السنوار ويصفه بالاستراتيجي المحنك الذي أنزل بهم الضربة الأكبر في تاريخها
مصر تُقدم مقترح "مصغر" لصفقة تبادل رهائن مع حركة حماس تتضمن وقفاً محدوداً لإطلاق النار في قطاع غزة
أرسل تعليقك