افشل الجيش العراقي هجومًا شنه تنظيم "داعش" على مقر عسكري في منطقة حدودية مع الاراضي الاردنية ، في وقت أكد العراق سعيه لتطوير العلاقات مع مصير على صعيد الملفات الاقتصادية والأمنية والمعلوماتية. وأفاد مصدر أمني، اليوم الأربعاء بأن الجيش العراقي أفشل هجوما شنه تنظيم "داعش" على مقر عسكري في منطقة حدودية مع الأراضي الأردنية.
وحسب المصدر، هاجم تنظيم "داعش" مقرا للجيش العراقي ضمن قاطع الفوج الرابع اللواء 31 من الفرقة الثامنة، بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة في منطقة 25 كيلو غربي قضاء الرطبة غرب محافظة الأنبار، غربي البلاد. وأضاف المصدر الذي تحفظ الكشف عن اسمه، أن قوات الفوج تصدت للهجوم وكبدت عناصر "داعش" خسائر بشرية فادحة، دفعتهم إلى الهرب من المنطقة باتجاه الصحراء التي تسللوا منها من مناطق سيطرتهم في غربي المحافظة. ونوه المصدر إلى مقتل منتسبين اثنين، وجرح ثلاثة من قوات الفوج عند تصديهم لهجوم "داعش"
وأعرب رئيس أركان الجيش الأردني محمد فريحات ، اليوم الأربعاء ، عن استعداد بلاده لتقديم المعلومات الاستخباراتية إلى العراق. وقال فريحات، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في بغداد ، "نحن واثقون بعزم وقوة القوات العراقية بتحرير الاراضي وطرد عناصر داعش،"مؤكدا بالقول "نحن على استعداد تام لتقديم المعلومات الاستخباراتية للجانب العراق ". وأضاف رئيس اركان الجيش ، أنه "تم تحقيق الكثير لفتح وتأمين الطريق والحدود".
ورجّح مسؤولون عراقيون في بغداد، اليوم الأربعاء، بقاء جزء من القوات البريطانية في العراق، بعد انتهاء صفحة تنظيم "داعش"، أسوة بالقوات الأميركية. وذكر مسؤول عراقي عسكري، أنه "حتى الآن لا مؤشر على أن البريطانيين سيسحبون قواتهم من العراق، ولديهم برنامج تدريب ودعم يستمر لنحو 18 شهرا من الآن". ولفت المسؤول إلى أن "الدعم البريطاني للعراق يتركز على بناء بعض وحدات الجيش الجديدة من حيث التدريب والتسليح".
من جهته، أكد عضو لجنة العلاقات العراقية البريطانية المشتركة أحمد عبد السلام أن "الحكومة البريطانية تعتزم المشاركة في مؤتمر عراقي لجمع تبرعات ومساعدات للمدن المحررة من داعش".
وبيّن عبد السلام أن التوجه البريطاني الحالي في العراق هو الدعم الأمني لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، ودعم استقرار المدن المحررة وإعادة أهلها، لافتاً إلى "وجود تناغم لحد كبير بين الموقفين الأميركي والبريطاني فيما يتعلق بمستقبل العراق"، وفقا لقوله. وتتواجد قوات بريطانية تقدر بنحو ألفي عسكري في بغداد وشمال العراق، ترافقها كتيبتا دبابات ومدفعية، فضلا عن الدعم الجوي البريطاني ضمن جهود قوات التحالف الدولي.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم، أنّ الأخير تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قدّمت خلاله التهنئة بتحرير الموصل، ووعدت بدعم بلادها للقوات العراقية بمجال التسليح والتدريب. وقال بيان لمكتب العبادي صدر في بغداد وتلقى "العربي الجديد" نسخة منه إنّ الجانبين بحثا خلال الاتصال أيضاً وحدة العراق الواحد، في إشارة إلى مشروع الاستفتاء الكردي الذي يهدف للانفصال عن العراق.
ونقل البيان عن ماي قولها إنّ بلادها "مستمرة في دعم الحكومة العراقية، وقواتها الأمنية في مجالات التسليح والتدريب، مضيفة "أننا ندعم وحدة العراق ولا نقبل بأي شيء يقلق وحدته". وأشارت ماي إلى أنّ بريطانيا "مع عراق واحد آمن ومستقر"، مؤكدة وجود مساع بريطانية لتجريم تنظيم "داعش" في الأمم المتحدة.
وقدم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي شكره إلى رئيس الحكومة البريطانية بسبب موقف بلادها الداعم للعراق ضمن التحالف الدولي، موضحاً أنّ "نصر العراقيين ألحق هزيمة كبيرة بتنظيم داعش، وقلل من قدرته على تجنيد الإرهابيين". وأشار العبادي إلى أن ذلك تم "بتضحيات العراقيين، وبتعاون أبناء المدن المحررة، وترحيبهم بالقوات العراقية"، لافتا إلى عزم حكومته على الاستمرار بعمليات التحرير ودعم القوات العراقية.
بالمقابل أكد العراق سعيه الى تطوير العلاقات مع مصير على صعيد الملفات الاقتصادية والأمنية والمعلوماتية. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس معصوم في قصر السلام في بغداد اليوم الاربعاء لوزير خارجية مصر سامح شكري. واشار الرئيس معصوم الى ان تحرير الموصل تم بفضل ما قدمه العراقيون من تضحيات كبيرة وغالية ومهمات جسيمة، معربا عن الشكر لكافة الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب العراق في حربه ضد الارهاب.
واكد أهمية التعاون المستقبلي الواسع من أجل معالجة اخطار الفكر التكفيري وملاحقة الجماعات الارهابية في مناطق اخرى من العالم العربي وافريقيا خاصة. كما أكد رئيس الجمهورية ان العراق مهتم بتوسيع وتعزيز تعاونه مع مصر لا سيما عبر اجتماع اللجنة العليا المشتركة داعيا المؤسسات المصرية إلى الاستثمار الواسع في اعادة اعمار المناطق المحررة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري حرص مصر على دعم العراق والشعب العراقي، مجددا تهنئة بلاده للعراق بالانتصار على الارهاب، كما أعرب عن أهمية استعادة العراق لمكانته التاريخية في المنطقة والعالم العربي والعالم الاسلامي، مشددا على اهتمام بلاده الخاص بتعزيز العلاقات على كافة المستويات مع العراق.
واستقبل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الوزير شكري الذي اكد دعم بلاده للجهود بالتحرير وتعزيز مؤسسات الدولة، كما اعرب عن رغبة بلاده بتعزيز العلاقات الأخوية مع العراق في جميع المجالات والتعاون في مجالات الأمن والإعمار. ووجه العبادي الشكر لمصر رئيسا وحكومة وشعبا لموقفهم الداعم لأمن واستقرار العراق، ومؤكدا ضرورة التصدي بقوة لتنظيم داعش التي تمثل خطرا مشتركا بالمزيد من التعاون والتنسيق والتكامل الإقليمي. ودعا الى ضرورة التركيز على ازالة الشحن الطائفي وبذل المزيد من جهود إطفاء النزاعات الإقليمية التي يستفيد منها الارهاب للإضرار بمصالح دول وشعوب المنطقة .
أرسل تعليقك